حراك لافت على مستوى الإقليم رُصدت تفاصيله في غير عاصمة عربية مدفوعاً او مرتبطاً بشكل أو بآخر بالاتفاق الذي توصلت إليه السعودية وايران.
أبرز عناوين هذا الحراك دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الى الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي لزيارة الرياض وترحيب من رئيسي بالدعوة وتأكيد على الاستعداد لتعزيز التعاون الإقليمي.
وفي العناوين ايضاً زيارة مفاجئة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد لدولة الإمارات العربية المتحدة غداة عودته من زيارة رسمية لروسيا.
الإماراتُ نفسُها غادرها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ليحط اليوم في بغداد.
بغداد يقصدها غداً أيضاً وفد سعودي برئاسة وزير التجارة ماجد القصبي.
ارتباطاً بالمسار الاقليمي المستجد أبدى الرئيس نبيه بري ارتياحه للأجواء الخارجية الإيجابية التي أخذت تظهر خصوصاً بعد الإتفاق السعودي – الإيراني.
هذا الإرتياح نقلته الديار عن مصادر عين التينة التي قالت ان مصدر قلق رئيس المجلس هو تردي الوضعين المالي والاقتصادي وانعكاسه على الأوضاع المعيشية والاجتماعية مضيفة انه لم يعد مقبولاً الاستمرار في سياسة الأبواب المقفلة بدلاً من سلوك الحوار والتفاهم.
وتشير المصادر نفسها للصحيفة الى ان الرئيس بري أكد من خلال مواقفه على مواصفات اساسية موضحة انها كلَّها موجودة عند رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
والى وقائع الخارج مجدداً في ريف دمشق اغتيال قيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد التي وجهت أصابع الاتهام الى العدو الاسرائيلي.
وفي كيان العدو احتجاجات متواصلة ضد حكومة بنيامين نتنياهو تتخللها تحذيرات من حرب أهلية على الأبواب.
والى الكويت حيث أبطلت المحكمة الدستورية مجلس الأمة الحالي وقررت إعادة المجلس السابق.
وبذلك يعود مرزوق الغانم رئيساً للمجلس وهو الشخصية المرموقة المعروفة بمواقفها الوطنية والقومية البارزة.
يخوض عدد من الدول الخليجية وفي مقدمها السعودية معركةَ قيام قوى اقليمية جديدة ترتكز على توازنات ليست فقط عسكرية، وانما اقتصادية وحتى ثقافية.
لتحقيق الهدف، تريد المملكة تعزيز الهدوء في منطقة الخليج وتذليل التحديات، وصولا الى بناء اقتصاديات ضخمة تؤمن رفاهية الشعوب وتقدمها في عالم يبتعد اكثر فأكثر عن احادية الاقطاب.
على هذا الاساس، خاضت الرياض ديبلوماسية الاتفاق مع ايران بوساطة صينية,،وهي تحاول تثبيت الامن من حولها، من اليمن، الى العراق لتنتقل ربما بعدها الى ملفات اخرى، منها سوريا.
هذا فيما خاضت ايران مفاوضات جعلتها تعيد ربط العلاقات مع الدولة الأكثر اهمية في الخليج، فتخفف من الضغط السياسي عليها، في فترة تشهد خلالها اضطرابات داخلية، وتوقفاً لمفاوضاتها النووية مع الولايات المتحدة، وتهديدات اسرائيلية متكررة.
مهلة الشهرين التي حددها اتفاق بكين لاعادة فتح السفارات انطلقت في العاشر من آذار، وتخللها اليوم دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للرئيس الايراني لزيارة المملكة، في وقت اكد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان ان لقاء سيجمعه مع نظيره السعودي في المستقبل القريب، وان هدف طهران العمل على استقرار المنطقة بالتعاون مع الرياض.
استئناف العلاقات الديبلوماسية السعودية الايرانية قد يشكل القوة الدافعة وراء تحقيق الاستقرار لصالح المنطقة بأسرها، على اسس الحوار والاحترام المتبادل.
أسس يعمل عليها في اكثر من عاصمة، من العراق حيث وقع اليوم اتفاق امني ايراني عراقي، الى الامارات حيث عقد اجتماع قمة بين رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس السوري بشار الاسد.
لقاءات يلف فحواها تعتيم كبير، وهي تلت رفض الرئيس السوري ابرام اتفاق مع تركيا بوساطة روسية، لعلمه بحسب محللين أن ابواب الخليج والعرب لن تبقى مغلقة في وجه بلاده.
إنها فترة المصالحات الكبرى في المنطقة وعلى اللبنانيين ان يعرفوا كيف يتصالحون مع بعضهم.
رئيسي في السعودية.. ورئيسنا تائه بين مجموعة الدول الخمس والمجموعات اللبنانية المارقة فمن ثمرات الاتفاق السعودي الايراني السريعة: أن الملك دعا، والرئيس الإيراني استجاب.. حيث كشف مساعده للشؤون السياسية محمد جمشيدي أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز بعث برسالة الى رئيسي يرحب فيها بالاتفاق بين البلدين، ويدعوه الى القيام بزيارة رسمية الى الرياض وعلى متن التصريح نفسه وافق الرئيس الايراني على الزيارة التي لم يحدد موعدها بعد، وسيسبقها اجتماع قريب على مستوى وزيري الخارجية حسين أمير عبداللهيان وفيصل بن فرحان ويبدو أن الاتفاق يسلك القطار السياسي الامني السريع والموصول مع دول الجوار من اليمن الى العراق.. إذ يسيج مهندس الاتفاق في الصين علي شمخاني الحدود بين ايران والعراق، ويوقع في بغداد محضرا أمنيا مشتركا من شأنه أن يريح الخاصرة السعودية/ وبالخاصرة العربية المفتوحة على ولادة جديدة.. كان الرئيس السوري بشار الأسد ضيفا رسميا للمرة الثانية على دولة الامارات العربية المتحدة التي وضعت طائراتها الحربية في مهمة الترحيب والاستقبال والمرافقة وإلى الطائرات المصفقة في السماء, استقبال على مستوى رئيس الدولة وعزف نشيد سوريا الرسمي وطلقات مدفعية مرحبة، ثم محادثات ثنائية قال في خلالها الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للأسد: نقف معكم قلبا وقالبا، وأن غياب سوريا عن أشقائها قد طال، وحان الوقت إلى عودتها إليهم وإلى محيطها العربي هي شبكة علاقات تصل إيران بالسعودية والعراق واليمن، والإمارات بسوريا، وسوريا بمحيطها العربي.. فيما لبنان ينتظر أن يتم إدارجه ضمن شبكة المواصلات العربية وقادته المؤسسون مطلوبون لتلاوة فعل الندامة في صلاة على نية الرئيس ترفعها بكركي وأول الكهنة السياسيين كانوا من التيار الوطني الحر.. حيث أبلغ وفد منهم البطريرك الراعي اليوم تلبية نواب التيار دعوة التأمل والصلاة التي سترفع في الخامس من الشهر المقبل نواب مؤمنون في الصرح.. والرئيس ميشال عون في عيد مار يوسف في كنيسة حارة حريك، وهو أجرى عملية وصل أرحام مع تفاهم مار مخايل من باب الحارة، مكتفيا باستعادة ذكرياته العائلية في المنطقة فيما أعلن تكتل الجمهورية القوية أنه سيقارب الوضع العام من جوانبه الرئاسية والمالية والسياسية في اجتماع سيعقده غدا برئاسة سمير جعجع صلوات لشياطين السياسة، واجتماعات ومقاربات كلها جعجعة بلا رئيس.. والحال مرشحة على هدر الزمن بتوقيته الشتوي والصيفي معا وهو الزمن الذي ستستمر السعودية فيه على صمتها من اسم الرئيس.. وستكرر أنها لا تدعم أسماء، بل مزايا ومواصفات وبإبقاء المملكة على موقفها هذا واحتفاظها بكلمة السر.. فإن الرئيس لن يخرج من القمم اللبناني فيما المعطلون سيستمرون في لعبة التحدي وتلوين الورقة البيضاء بأخضر المردة وليس مرجحا أن يبدل القوم اللبنانيون في خط سيرهم الرئاسي المتهور، والذي يأخذ البلاد رهينة بعملتها التي صارت “تحت سابع أرض” ومع الفراغ المحكوم بسيوف سياسية.. أتم اليوم النائبان نجاة صليبا وملحم خلف، ستين نهارا من العزلة في المجلس النيابي.. وأعلنا المضي في رحلة لا رجوع عنها كواجب دستوري لكن زملاءهم من النواب، هم إما زائرون وإما متضامنون، أو يؤدون واجبهم على شكل هيئات إغاثة وحدهما ملحم ونجاة.. يرفعان صلاة فعلية غير مطعون في فعل إيمانها.. ويؤديانها جماعة مسلمين ومسيحيين وعلى سنة الدستور ومواده.
غارقةً بينَ احداثِ المنطقةِ تبدو التطوراتُ اللبنانيةُ اليوم، ولو انَ اللبنانيينَ قد ضاقت صدورُهم بمن يُعقِّدُ ازماتِ بلدِهم ويؤخرُ حلولَها..
على اجندةِ المنطقةِ المتموجةِ تطوراتٌ سريعةٌ ابتداءً من الانهيارِ السياسي المستمرِ الذي يعيشُه كيانُ الاحتلالِ وتُترجمُ مخاطرُه انقساماتٍ في الشارعِ الصهيوني وانضمامُ مجموعاتٍ جديدةٍ من عناصرِ الاجهزةِ الامنيةِ الى المتمردين على اوامرِ الخدمة.
هذه الحالةُ المنكسرةُ للاحتلال، حاولَ جهازُه الشاباك وبتنسيقٍ اميركيٍ مع اطرافٍ متواطئةٍ اَن يُرمِّمَها عبرَ اجتماعٍ امنيٍ جديدٍ في شرمِ الشيخ المصريةِ والذي لم يَحصُل لو كُتبت لمقرراتِ اجتماعِ العقبة الاردنية الحياةُ بعدما اَجهزت عليها ايدي المقاومينَ في القدسِ المحتلة ، وها هي رصاصاتُهم تؤكدُ اليومَ من حوارة مجدداً انَ الردَّ جاهزٌ وبسرعةٍ وانَ ما يُسمى التنسيقَ الامنيَ في اجتماعِ شرمِ الشيخ مرفوضٌ بالدمِ والجهاد..
وتبقى احداثُ فلسطينَ في قلبِ المتابعة ، وكذلك التطوراتُ التي لا تسيرُ على الهوى الصهيوني وتحديداً بعدَ اتفاقِ التقاربِ الايراني السعودي الذي يُستكملُ بدعوةٍ سعوديةٍ رسميةٍ وُجهت الى الرئيسِ الايراني السيد ابراهيم رئيسي لزيارةِ الرياض وفقَ المسؤولين الايرانيين.. وفي سياقِ الانفتاحِ بينَ دولِ المنطقةِ بعدَ مخاضِ الازماتِ المفتعلةِ اميركياً، تاتي زيارةُ الرئيسِ السوري بشار الاسد الى ابو ظبي وهي الثانيةُ في غضونِ عامٍ ولا تبتعدُ عن ارهاصاتِ تبدلاتِ العالمِ الجديد..
في المستجداتِ اللبنانية، لا جديدَ اليوم، ولكنَ مضاربي الدولارِ قرروا عدمَ الاستراحةِ عن سفكِ دمِ الليرة، واستكمالِ مجزرةِ رفعِ سعرِ الصرفِ على وقعِ غيابِ التدخلاتِ الرسميةِ المشكوكِ باسبابِ غيابِها وتركِ الساحةِ للمصارفِ والصرافين..
ولمن يُصرُّون على عدمِ التفاهمِ على انتخابِ رئيسٍ فاذا كانوا ينتظرونَ لقاءاتِ باريس ان تأتيَ بحلٍّ فهي لن تأتيَ بحل ، بحسَبِ رئيسِ المجلسِ التنفيذي في حزبِ الله الذي اكدَ خلالَ تابينِ القياديِ الراحل الحاج حسين الشامي في بلدتِه كفرصير الجنوبية انَ المقاومةَ قويةٌ جداً ومتجذرةٌ في اهلِها .