/ غاصب المختار /
في ظل صمت مطبق من رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية حول ترشّحه رسمياً لرئاسة الجمهورية، مع أنه أعلن ترشيحه بشكل غير مباشر من بكركي وعبر برنامج “صار الوقت” قبل مدة، تتردد معلومات عن انزعاج فرنجية من إعلان الرئيس نبيه بري دعم ترشيحه قبل أن يعلن هو الموقف.
لكن بري استند في إعلان دعم ترشيح حليفه الزغرتاوي، على ما أعلنه فرنجية نفسه من بكركي بعد لقاء البطريرك بشارة الراعي، بحيث كان كلامه وقتها بمثابة بيان ترشيح رئاسي رسمي. وقد قطفها بري فوراً لأسباب كثيرة.
مصادر شمالية مطلعة على موقف فرنجية قالت لموقع “الجريدة”: إن ما تردد عن انزعاج من بري كلام، غير صحيح نهائياً، والرئيس بري رئيس كتلة نيابية كبيرة ورئيس للمجلس النيابي، وله الحق بدعم ترشيح من يريد، فكيف بدعم فرنجية؟
وصمت “المردة” طال أكثر من مسألة غير عدم الإعلان حتى الآن عن ترشيحه، منها مثلاً عدم نفي أو تأكيد خبر زيارته إلى دمشق “في موكب كبير وعلني”، ولقاء الرئيس السوري بشار الاسد الذي نقل عنه قوله لفرنجية أنه “سيكون رئيس الجمهورية المقبل، وإلا ستكون له الكلمة الفصل في اختيار الرئيس”. ومنها أيضاً الكلام عن اتصالات مع عدد من النواب المستقلّين السنّة والمسيحيين لجذب أصواتهم لمصلحته عند عقد الجلسة التشريعية. ومنها أيضاً وأيضاً حقيقة الموقف السعودي والفرنسي من ترشيحه، وهل يؤيد أم يرفض؟
وحول تريّث فرنجية في إعلان ترشيحه وبرنامجه رسمياً، قالت مصادر شمالية مطلعة على موقف وأجواء “المردة” عن قرب لـ “الجريدة” إنه “بصدد إنجاز برنامجه للرئاسة، وتجري قراءات أخيرة عليه، لكنه مازال يدرس إيجابيات وسلبيات إعلان الترشح في هذا الظرف والتوقيت، وهو ينتظر بعض الوقت للتأكد من نضوج ظروف إجراء الانتخابات والترشيح، لئلا يُعلن ترشحه ثم يضطر إلى سحبه لاحقاً، وهو أمر لا يريده”.
لكن المصادر تساءلت: في كل الأحوال، متى كان انتخاب رئيس الجمهورية يتم بناء على ترشيحات؟ إن داعمي فرنجية أعلنوا دعمه بصفته “مرشحاً طبيعياً للرئاسة”، كما قال الرئيس بري والسيد حسن نصر الله وآخرين، وليس بالضرورة أن يُعلن ترشيحه، مع أنه ما زال يدرس الاحتمالات.
كما نفت المصادر المعلومات الصحافية التي أشارت إلى أن فرنجية زار دمشق في الأيام الماضية، والتقى الرئيس بشار الاسد. لكن المصادر الشمالية قالت: إن زيارات فرنجية إلى سوريا لم تكن ولا مرة سرية، وهو حريص في كل زيارة على تسجيل خروجه من لبنان لدى الأمن العام اللبناني، وتسجيل دخوله عند الحدود السورية، وبالعكس. وبالتالي، لو حصلت زيارة مؤخراً لكن قد تم الإعلان عنها، بخاصة أن الرئيس الأسد منشغل جداً هذه الأيام بزيارات إلى الخارج، واستقبال وفود عربية، وبالتحضيرات للقاء المزمع عقده بين ممثلين عن سوريا وتركيا برعاية روسية ـ ايرانية.
اضافت المصادر: “إن ما بين الرئيس الاسد وفرنجية ليس بين الأسد وأي شخصية أخرى. ولا توجد دواعٍ للرسميات ولمواكب المرافقة والاستقبال كما تردد أيضاً. ولكن البعض يحاول دوماً التأثير على وضع فرنجية، كالكلام عن موقف فرنسا من ترشيحه واتصال الرئيس الفرنسي به، والكلام عن صفقة “فرنجية لرئاسة الجمهورية مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة”، والاعلان عن “انزعاج سوري منه لأنه لم يعلن تضامنه مع سوريا بعد الزلزال الذي ضربها”، وكل هذا الكلام لا اساس له، علماً ان فرنجية اتصل بالرئيس الاسد عند الساعة السابعة صباح اليوم التالي للزلزال مطمئناً ومتضامناً.