مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 18/3/2023

لا حلَّ إلا إلهياً وعن طريقِ الروح القدس/ فمنذُ شغورِ سُدّةِ الرئاسة، ورأسُ الكنيسةِ المارونية يطالبُ المسؤولينَ عموماً والمسيحيينَ خصوصاً بالقيامِ بواجبِهم وانتخابِ رئيسٍ للجُمهورية.. ولم تَخْلُ عظةٌ من هذا المطلَب/ لكنّ القادةَ الموارنة تَمترسوا خلفَ التهديد بتعطيلِ جلسةِ الانتخاب.. وعندما انتهت حلولُ الأرض فَوّضَ الراعي الأمرَ للسماء، ووجّهَ دعوةً لكلِ النوابِ المسيحيين إلى خلوةٍ وصلاة بجوارِ سيّدة لبنان في حاريصا أوائلَ الشهرِ المقبل/ وإذا كانت صلاةُ الغائب تجوز على الرئيسِ المغيّب.. فإنّ رجْمَ شياطينِ التعطيل يُشفي الغليل، ولو كانَ في الكنيسةِ القريبة/ والمَدعوون إلى الصلاة مَرؤوسين من المعطِّلينَ أنفسِهم.. وصلاتُهم غيرُ مُستجابة// الراعي في واد والقِطعان السياسية في وادي جهنّم.. تنتظرُ عندَ ضَفّةِ النهر مرورَ مراكبِ التسوياتِ الخارجية، واجتماعاتِها الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية/ وآخِرُها اجتماعُ الإليزيه بالأمس.. حيث جرى تقييمُ الحَراكِ الدبلوماسي بأضلاعِه الثلاثة الأميركي والفرنسي والسُعودي على المسطّحِ اللبناني/ والعصفُ الفكري هذا لم يُؤدِّ إلى حلحلةِ العُقَد وتليينِ الموقفِ السُعودي من مرشّحِ الثنائي سليمان فرنجية/ وزعيمُ تيارِ المردة نفى معلوماتٍ أوردها على الجديد الصِحافي سركيس نعوم من أنه قامَ بزيارةٍ الى سوريا بمواكبةٍ رسمية، وسَمِعَ من الرئيس بشار الاسد أنه رئيس، وإذا لم يكُن رئيساً فإنّه صانعٌ للرؤساء/ وقالت بنشعي إنّ هذه الأنباء غيرُ صحيحةٍ على الاطلاق شكلاً ومضموناً// وشكلُ الرئيس ومضمونُه أيضاً يبقى خبراً كاذباً حتى الساعة.. حيثُ لا تَقَدُّمَ في المساعي الا لمواقفِ الحزبِ التقدمي الاشتراكي بعرضِه أسماءً وسطية/ إذ قال النائب وائل أبو فاعور إننا انتقلنا من النقاشِ المجرّد الى نقاشِ الاسماء.. والأطراف بدأت بوضعِ أوراقِها على الطاولة بعدَ الاتفاقِ الإيراني السُعودي// وموجةُ التقارب في المِنطقة كسرت حاجزَ الخلافِ المِصري التُركي/ فبعدَ جفاءٍ عمرُه من عمرِ الأزْمة السورية.. شَهِدت القاهرة لقاءً بينَ وزيرَي الخارجية سامح شكري ومولود جاويش أوغلو فَتَحَ صفحةً جديدة في العلاقات بينَ البلدين/ وسياسة “صِفر مشاكل” في المِنطقة انسحبت على المشهدِ الإيراني البحراني بلقاءٍ هو الأول جرى بينَ البلدين على هامشِ مؤتمرِ البرلمانات العالمي.. وأسفر الاتفاقُ عن إعادةِ مَدَّ جسورِ التواصل بين طِهران والمنامة// أعادَ الاتفاقُ الإيراني السُعودي رسمَ الخرائطِ السياسية في المِنطقة بحبرٍ صيني.. معلناً ولادةَ شرق أوسط جديد/ وشَهِدت الدول هِجرةً معاكسة نحوَ تطبيعِ العلاقات معَ بعضِها البعض.. باستثناءِ لبنان الذي يَقِفُ موقِفَ المتفرج ويُديرُ ظهرَه صوبَ الشام، على أزْمةِ نزوحٍ تحوّلت قنبلةً موقوتة.. فَكَّ صاعقَها محافظُ بَعْلَبك الهرمل بشير خضر/ وخلالَ لقاءٍ تنسيقي للجمعيات دعت إليه دارُ الفتوى في بَعْلَبك.. طالب منسقُ مخيماتِ النازحين في عرسال بزيادةِ التقديمات إلى النازحين، وحمّلَ المحافظ مسؤوليةَ أوضاعِهم الصَعبة، مُطالباً إياه بالعملِ على تحسينِها/ وهنا انفجرَ الخضر غضباً.. وقال: أنا كمحافظ، وهي أعلى وظيفةٍ إدارية في الدولةِ اللبنانية، راتبي أقلّ ممّا يَحصُلُ عليه النازحُ السوري في لبنان.. والتقديماتُ التي يَحصُلُ عليها النازحون أكبرُ بكثير ممّا يَحصُلُ عليه الموظفون اللبنانيون/ وعلى وقْعِ التصفيق أضاف: أنتم نازحون، هذه تسميتُكم القانونية في الدولةِ اللبنانية.. عليكم احترامُ البلد الذي يَستضيفُكم وقوانينِه/ نحنُ شعبٌ واحد في بلدين ولسنا شعباً واحداً في بلدٍ واحد/ وختمَ بالقول: لم يَبقَ أمامَنا إلا بيعُ كُليتِنا حتى نُكمِلَ العمل.

عَلِق الاجتماع الثنائي، الفرنسي – السعودي، في باريس، بين منطقين : منطق التسويات ومنطق المواصفات. منطق التسويات قدَّمه الجانب الفرنسي، وسمَّى المرشح سليمان فرنجيه ، ومنطق المواصفات الذي قدَّمه الجانب السعودي ، وواضح أن هذه المواصفات لا تنطبق أو لا يلبيها سليمان فرنجيه. توقف النقاش بعد ستين دقيقة ، رفعَت الجلسة وعاد كل فريق إلى مربَّعه ، الأول ، ولا اتفاق على اجتماعٍ ثان آخر .
لا انتخابات رئاسية في ظل هذه الأجواء ، وملء الوقت الضائع يتم بعدة وسائل قد تكون نافعة ومجدية وقد لا تكون .
بكركي دعت النواب المسيحيين إلى خلوة روحية، وهذه الدعوة هي الأولى من نوعها وهي سابقة. حصر الدعوة بالنواب يعني أن بعض مَن لا تشملهم معنيون مباشرة بالاستحقاق الرئاسي، في مقدَّمهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه المدعوم من ثنائي حزب الله وأمل ، ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ، المعنيّ الثالث رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، تنطبق عليه الدعوة بصفته نائبًا ، لكنه لن يجد سمير جعجع الذي سعى إلى لقائه منذ أعلن الورقة الرئاسية وجال بها على المرجعيات والأطراف .
موعد الخلوة الروحية في الخامس من نيسان المقبل، يعني أن لا شيء” على النار ” قبل هذا التاريخ.
الموعد الثاني المنتظر هو الثلث الأول من أيار المقبل، موعد انتهاء مهلة الشهرين في الاتفاق السعودي الايراني ، وهو اختبار الطرفين في ما تم الاتفاق عليه لجهة إعادة فتح السفارتين وغيرها من بنود الاتفاق. وهذا يعني أيضًا أن لا شيئ رئاسيًا ” على النار” قبل أيار المقبل.
في المواقف التي يمكن لأن تحمل مؤشرًا أو أكثر، يتحدّث الامين العام لحزب السيد حسن نصرالله الأربعاء المقبل ، في مناسبة حزبية.
في ملف النازحين ، فجَّر محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر قنبلة الأَعداد وان ما يتقاضاه كل نازح أو أعلى من راتب المحافظ ن وردَّ على مَن ينتقدونه ، وسنكون في سياق النشرة مع تقرير عن هذا الملف.
إقليميًا ، مزيد من التقاربات : وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو ، أعلن من القاهرة “التحضير للقاء” بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي، ويقول:
“نريد استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على أعلى مستوى”.

في لبنان 2023، صار ارتفاعُ الدولار آلافَ الليرات دفعةً واحدة، او تجاوزُه سقفَ المئة والعشرة آلاف ليرة، خبراً عادياً، أو مادةً للتندّر بين الناس… ليس لأن اللبنانيين مرتاحين، أو غيرَ آبهين، بل ربما لأنهم باتوا أسرى التيئيس، بعد كل الذي حلَّ بالبلاد.
فعلى المستوى الرئاسي، التيئيسُ يتمدّد، فالنزاعُ بين ذهنية الفرض ومنطقِ التحدي، أفرز عقماً في اجتراح الحلول، لا للرئاسةِ فحسب، بل لمجمل القضايا العالقة، التي يدور حولَها الجميع تقريباً في حلقةٍ مُفرغة. أما اللقاءاتُ الخارجية، أو عروضاتُ الوساطات في الداخل، ومنها ما يفيض بالمديح والتملق، فلا يبدو حتى الآن أن لها أفقاً، ما استدعى يومَ صلاة في أربعاءِ أيوب، دعا اليه البطريركُ الراعي النوابَ المسيحيين، الذين لم يلبُّوا دعوةَ البطاركة الى الحوار، ولم يتّفقوا حتى الآن على مرشحٍ بديل، او حتى مرشحين بُدلاء، لمرشّحِ حركةِ أمل وحزبِ الله سليمان فرنجية.
أما على المستوى الإصلاحي، فالتيئيسُ يتكرس، بفعل وقاحةِ غالبيةِ السياسيين، الذين يكملون حياتَهم كالمعتاد، وكأن البلدَ في أحسن حال، والمواطنين لا يعانون يومياً، من أزماتِ دواءٍ واستشفاءٍ وغذاءٍ وتعليم، وسائرِ المتطلباتِ الأساسيةِ للحياة، أو وكأن شعبَنا العظيم يُختصَر بمليونِ مواطنةٍ ومواطنٍ يعيشون بترف، وهذا من حقّهم، فيما المكتوبُ للثلاثةِ ملايين الآخرين أن يُمضوا أيامَهم مقهورين قلقين، وكأنهم بالنسبة الى السياسيين، غيرُ موجودين، او مجردُ زبائنَ سياسيين، عند الزعيم المقتدِر، او الوجيهِ صاحبِ المال.
لكن، في مقابل مشهدِ التيئيس، نحن قومٌ نرقد تحت التراب على رجاء القيامة، فكيف نيأس ونحن أحياء؟ رسالةُ أملٍ سيكرّرها الرئيسُ العماد ميشال عون في عيد مار يوسف غداً من قلب حارة حريك، خلال مشاركته في القداس الذي تنقله الأوتيفي مباشرة على الهواء في تمام العاشرة والنصف صباحاً.

استباحة فوق الموصوفة ِلجيوب ِالمواطنين َومعيشتِهم ترتكبُها منظومة الدولار واسواقه السوداء، وهناك من قررَ الاجهازَ نهائيا ًعلى ما تبقى من قدرة ٍشرائية وقيمة لليرة ِاللبنانية بنحرِها وتصفيتِها امام َمصالح ِالمضاربين والتجار ِوالمستثمرين في تجذر ِالازمات ِوافشال ِمسارات ِالحل.
وفي أقل َمن ثلاثة ِاشهر، ضربَ سعر ُصرف الدولار ارقاما ًقياسية ًجنونية، من اثنين واربعين الف ليرة الى مئةٍ وعشرة ِالاف ِليرة ، في مشهدٍ سوداويٍ ينذرُ بالاسوأ مع تمترس ِالبعض ِفي لبنان وراء َاوهامِهم ومصالح ِمشغليهم لابعاد ِالحلول ِوانتظار ِالتسويات من الخارجِ.
ولان رائحة َالتنكيلِ السياسي ِبالعملة ِالوطنية ِعابقة بشدةٍ من المضاربة ِالدولارية ِوالمصرفية، تتاكد الحاجة الى الاسراع ِفي انتخابِ رئيس ِللجمهوريةِ كمدخل ٍموصل ٍالى حلِ ازمات ٍدستوريةٍ يؤمنُ حكومة ًجديدة ًتكبح ُالانهيار وهذا بعينه قاعدة ثابتة في الحكم ِوادارة ِشؤون ِالناس ِيتعاملُ معها البعض بالانكار ِوالاستهداف ِوالقاء ِالموانعِ امامَها قاطعاً الطريق ًالى حوار ٍضروري ٍبمثابة اكسيرٍ للحلول..
وفي ما يبدو سعيا ًلجمع ِالساحات ِالسياسية ِالمسيحية ِعلى قلب ٍواحد ٍفي الازمة ِالرئاسية من البوابة ِالكنسية، دعت البطريركية المارونية ُالنواب َالمسيحيين َالى خلوةٍ في الخامس ِمن نيسان تتخللُها رياضة ٌروحية، فهل يكون ُذلك مقدمة ًلمضي ِالبعض ِبانتخاب ِرئيس ٍللجمهورية بروحٍ رياضية؟؟
الحوار ُالذي يجرّمُ عليه بعض اللبنانيين يفتح آفاق َالمنطقة ِعلى مصراعيها بعد َسنوات ٍعجاف ، وهو نفسُه الذي قلب َالمشهد َبين َالسعودية ِوايران ِمن بوابة ِالصين ، واعاد َاليوم َتركيا ومصر َالى علاقات ٍمعلقة ٍمنذ ُاحدى عشرة سنة ً، ويجر ُدولا ًعربية ًواسلامية ًالى معاهدات ِتعاون ٍجديدة كانت معطلة ًبمعاهدات ِالتطبيع ِوالترويض ِالاميركي ِالصهيوني.