تقوم العلاقة بين أي زوجين منذ اللحظات الأولى على تعارفهما وارتباطهما معًا على أسس عدة، أهمها الثقة والاحترام، ومتى ما تزعزعت الثقة وفُقد الاحترام وحلّ مكانهما الشك فإنّ حياتهما ستتحول إلى جحيم لا يطاق، ويسود التوتر، ويعمّ القلق منزلهما، لذا يجب على الزوجين أن يعيا حقوق بعضهما البعض، ولا يسمحا لأي مشكلة أن تعكر صفو حياتهما، وتعيق استمرارهما معًا، ولمعرفة أسباب الشك بين الزوجين وعلاجه تقدم المستشارة الأسرية «ناريمان الخطيب» نصائحها من خلال التقرير التالي:
الفرق بين الغيرة والشك
الكثير من الأزواج يبررون شكهم بدافع الغيرة، إلا أنّ الفرق شاسع بين الاثنين، حيث يتخذ مفهوم الغيرة اتجاهين مختلفين، وهما: الاتجاه الإيجابي: بحيث تكون الغيرة إحساسًا يربط بين شخص وشخص آخر ينتج عن خوف الشخص من فقدان الطرف الآخر، بسبب محبته له وعدم قدرته على العيش من دونه، ممّا يدفعه إلى اتخاذ كافة الطرق والأساليب الجاذبة وإبعاده عن أي مؤثرات خارجية قد تؤدي إلى خسارته، الاتجاه السلبي: وهو عندما يسيطر تفكير النقص على تفكير الشخص، ممّا يدفعه للحقد والكراهية، وعدم رغبته بالتعامل مع الآخرين ويدفعه للانطواء، أو التعامل معهم بشكل عدائي.
الشك
عبارة عن إحساس سيئ يدفع الإنسان إلى سلوكيات تسيء له وللآخرين، حيث إنه يفقد الثقة بنفسه وبهم وخصوصًا عندما لا يكون هنالك سبب واضح ومنطقي للشك، ولا يجب للإنسان أن يترك نفسه لأحاسيسه، لأنها غالباً ما تخطئ، والشك يجعل الشخص يفسّر تصرفات الآخرين بالشكل الخاطئ، والغيرة والشك مرتبطان بشكل كبير مع بعضهما البعض في حالة الارتباط بين شخصين بعلاقة وثيقة كالزواج مثلاً، بحيث إنّ الطرفين تجمع بينهما العديد من المشاعر كالمحبة والمودة، وكذلك يخاف كل منهما من أن يفقد الآخر ويغار عليه من الآخرين لأنه يريده أن يكون له وحده كأن يغار الرجل على زوجته من الرجال الآخرين ويمنعها من الاختلاط بهم بالشكل غير المناسب، وكذلك المرأة تغار على زوجها من النساء الأخريات وتخاف من أن ينجذب لهنّ أو يرتبط بأخرى فتحاول بقدر الإمكان أن تجذبه نحوها وتبعده عن الاختلاط بالأخريات، وهنالك شعرة رفيعة بين الغيرة والشك، حيث إنّ الغيرة الشديدة وغير المنطقية قد تسبّب الشك بين الطرفين، وهذا يعد أمرًا خطيرًا على العلاقة، فالشك سيولد المشاكل وستسوء العلاقة بينهما بشكل كبير، وخصوصًا عندما لا يكون للشك أي سبب واقعي ويكون معتمدًا على الإحساس والظنون، متناسيًا التفكير المنطقي والعقلي.
أسباب الشك بين الزوجين
الشكّ بين الزوجين لا يأتي من باب الصدفة بل له أسباب عدة أهمها:
-التجارب القديمة لأحد الزوجين، أو أن يكون أحد الطرفين على علم ومعرفة بماضي الشريك الآخر عندها سيفسر أي تصرف أو قول يصدر من شريكه بما يمليه عليه تفكيره ونظرته تجاه ماضيه.
ويؤكد خبراء علم النفس أنّ الشك الزوجي يتطور في عقدي الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، بحيث يلجأ الزوج إلى البحث والتمحيص حول كل ما يخص زوجته، مؤكدين أنّ الشك مرض مرتبط باضطراب الشخصية، وأحد أسبابه الخبرات السابقة بنساء عرفهنّ الرجل من قبل ليصبح التعميم لديه على كل النساء، وهذا المرض قد تكون نتائجه خطيرة.
أسباب شك الزوجة
– أسباب نفسية داخلية، حيث تشعر بالنقص وبوجود من هي أجمل منها والتي يمكن أن تخطف أو تسرق زوجها منها، كما ينتابها الشعور بأنّ الجميع يكرهها ويرفض وجودها.
-تلعب الفضائيات والتقنيات الحديثة والإنترنت دورًا كبيرًا في ولادة الشك بين الزوجين، فأحيانًا بعض القصص التي تعرضها الأفلام والمسلسلات تؤثر سلبًا على الزوجين وبدون شعور ووعي منهما يبدأ الشك بالتغلغل إلى حياتهما ويؤدي إلى مشاكل ليس لها سبب مقنع.
-عدم الوضوح والصراحة بين الزوجين وسوء الظن يولّد الشك بينهما، ويشعل نار الغيرة ويدمر زواجهما.
علامات الشك بين الزوجين
مثل ظهور سلوكيات معينة وتصرفات لدى الطرف الآخر، كتغيير المعاملة، أو الاهتمام الزائد بالنفس، أو إهمال الطرف الآخر، وأحيانًا تكون الأسباب والمبررات غير منطقية مثل افتراض أشياء غير حقيقية يبني عليها أحد الزوجين تصرفاته، وقد تتحول لمراقبة تحركات وتفتيش وعدم ثقة، ويصل الأمر للتفكير في أمور الخيانة.
ومنذ فترة الخطبة قد تظهر علامات غيرة لدى كلا الشريكين أو أحدهما إلا أنّ الشريك ربما يعتبرها نوعًا من الحب والاهتمام، لكن إن زادت الغيرة عن حدها وأصبحت مذمومة لدرجة الشك فإنّ إنهاء مشروع الزواج ربما يكون أفضل، لأنّ الشك عندها ربما يكون مرضًا مزمنًا يدمر حياتهما قبل أن تبدأ.