ماذا يُحضَّر للمخيّمات؟

من أحد أديرة قضاء زغرتا، اختار رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية إعادة إلباس ترشيحه الرئاسي الثوب المسيحي بعدما تلحّف عباءة الثنائي الشيعي في الإعلان عن هذا الترشيح، من دون أن يتنكر إلى موقفه السياسي المكتوب “على جبيننا ولا نخجل به” لناحية انتمائه التاريخي إلى خط الممانعة، مطالباً الأحزاب المسيحية بتأمين حضور ثلثي النصاب النيابي بمشاركة نصف النواب المسيحيين لتأمين الميثاقية في عملية انتخاب رئيس الجمهورية، ليتولى بدوره نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم التهويل بتطيير الاستحقاق الرئاسي “إلى أجل غير مسمى” في حال استمرت الكتل المعارضة لانتخاب فرنجية في “التمترس خلف خياراتها”. أما على الضفة المقابلة، فاكتملت دائرة الرفض النيابي لمرشح الثنائي الشيعي مع مجاهرة نواب كتلة “الاعتدال الوطني” والنائب نبيل بدر بقرارهم عدم التصويت لفرنجية، لينضمّ بذلك المكونّ السني إلى جبهة المكونين المسيحي والدرزي في ظل رفض كل من “القوات” و”الكتائب” و”الاشتراكي” انتخاب فرنجية، وإعادة تأكيد حليف “حزب الله” النائب جبران باسيل أمس عبر الهيئة السياسية لـ”التيار الوطني الحر” عدم القبول بأن “يفرض علينا أحد قراره” في انتخابات الرئاسة.

وتشير “نداء الوطن” الى ان أمام انسداد الأفق السياسي والرئاسي أمام جبهة “الممانعة”، بدأت المخاوف تتعاظم من أجندة التوتير الأمني في البلد للدفع باتجاه فرض الحلول الرئاسية “على الحامي”، واتجهت الأنظار خلال الأيام الأخيرة إلى الأحداث الأمنية المتلاحقة التي تشهدها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ولا سيما منها مخيم عين الحلوة، حيث بدأت الهواجس وعلامات الاستفهام ترتسم في الأجواء تخوفاً مما يتم تحضيره للمخيم، خصوصاً بعد توافر معلومات مؤكدة تفيد بأنّ أمير “عصبة الأنصار الإسلامية” أحمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ”أبو محجن” هو من يقف وراء ما يجري من أحداث أمنية داخل مخيم عين الحلوة، وسط تنامي الخشية من وجود مخطط يرمي إلى تمدّد هذه الاحداث باتجاه المخيمات الأخرى لتهديد الأمن اللبناني عبر بوابة الأمن الفلسطيني.

وأعرب مصدر مواكب للمستجدات داخل “عين الحلوة” عن توجس أمني من أن تكون عملية قتل محمود زبيدات التي نفذها خالد علاء الدين الملقب بـ”الخميني”، الشرارة الأولى لإعادة إحياء “مخطط قديم – جديد” في المخيم لتحويله إلى “بؤرة أمنية تهدد الأمن والاستقرار في لبنان”، مشيراً إلى أنّ “مكمن الخطر المتجدد هو في تزامن عودة أبو محجن صاحب السجل الاجرامي الخطير إلى ساحة التوتير مع تحذيرات أمنية متواصلة من احتمال أن يشهد لبنان فوضى مجتمعية تتحول إلى توترات ميدانية تمهّد لانفلات أمني واسع يقضي على حالة الاستقرار الهش في البلد”.

وفي المعلومات أنّ “أبو محجن” عاد في الأونة الأخيرة إلى واجهة الأحداث في “عين الحلوة”، بحيث يقوم بإعادة تنظيم “مجموعات إرهابية”، وسط الحديث عن إمكانية استقدامه إرهابيين من مناطق في سوريا إلى داخل المخيم للمشاركة في عمليات تفجير واغتيالات وأعمال أمنية، قد تتجاوز المخيم الى المناطق اللبنانية.