وصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذكرى الـ29 لتفجير كنيسة سيدة النجاة بـ”اليوم المشؤوم في تاريخ لبنان”، مؤكداً ان “القوات اللبنانية ستتوقف عند هذه الذكرى سنويا حتى بعد مرور 290 عاما، انطلاقا من معناها”.
ولفت جعجع الى ان النظام الامني اللبناني – السوري، الذي كان آنذاك في عزّه، “اتبّع سياسة اختيار السلطة للفاعل بدلا من القيام بالتحقيقات اللازمة للوصول الى المجرم الحقيقي، كما يحصل في كل الانظمة المماثلة التي، وللأسف، ما زالت تعشعش في بعض جوانب القضاء والامن اللبناني”.
ورأى جعجع ان “البعض يحاول المقارنة بين تفجير كنيسة سيدة النجاة وتفجير مرفأ بيروت”، وقال: “أؤكد ارتباطهما من ناحية الوجع المشترك وسقوط ضحايا من المدنيين كما ان الفاعل واحد في مكان ما، باعتبار انه ينتمي الى الجبهة العريضة المسماة الممانعة”، مشيراً الى ان “الفرق الاساسي بينهما ان جريمة تفجير سيدة النجاة نُفذت عن سابق تصورٍ وتصميم بغية اتهام القوات بها اما جريمة مرفأ بيروت فمن المستبعد ان تكون كذلك”.
كما شدد على اننا “بانتظار التحقيقات لتُثبت هذه النظرية او تسقطها ولكشف حقيقة انفجار مدمّر اودى بحياة المئات والاف الجرحى، فضلا عن الاضرار المادية”.
واوضح ان “في ما يتعلّق بجريمة تفجير الكنيسة اجريت التحقيقات لـتلبيسها لفريق آخر، بينما في جريمة تفجير المرفأ يمنعون التحقيق في شتى الطرق، اذ عُيِّن المحقق العدلي الاول وأُجبِر على الاستقالة ليُعيَّن بعدها محققٌ آخر اصرّ على المتابعة ولم يتراجع رغم كل الضغوط ، فاتبعوا عندها سياسة العرقلة من خلال ضرب القضاء”.
ولفت الى ان “المعنيين والمسببين لهذه العرقلة هم ابناء المحور نفسه، محور الممانعة، فهذا اسلوبهم وهم منذ نشأتهم لا يريدون لا حقيقة ولا عدالة ولا شفافية بل يفضلون الغموض والظلام لأن اللعيبة تبعن خلف كل هذه الجرائم بشكل او بآخر”.
واذ قدم التعازي من أهالي الشهداء ورفع الصلاة عن راحة أنفسهم، قال جعجع، “الله يعطينا العمر والجهد والقوة كي لا تبقى حقيقة تفجير الكنيسة ضائعة الى الآبد وسنثابر لكشف حقيقة من فجّر مرفأ بيروت حتى لا تلقى المصير نفسه”.
وتفجير كنيسة سيدة النجاة وقع في 27 شباط 1994 في الكنيسة المارونية في منطقة زوق مكايل، لبنان خلال قداس الأحد، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وسجن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي اتهم بدوره جهاز الأمن السوري-اللبناني، خلال الوصاية السورية على لبنان.