أزمة خبز في النبطية

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:يقترب سعر ربطة الخبز من حافة الـ50 ألف ليرة، وهي التي فقدت بالأمس في منطقة النبطية، نتيجة شح مادة الطحين المدعوم، ما أدى إلى وقوع أزمة. اذ ليس مستبعداً على الإطلاق وقوع أزمة رغيف من جديد، وهو أمر يؤكده علي قيمحة صاحب أحد الأفران في منطقة النبطية، مشدداً على «دخولنا في منطقة الخطر».

بعض الأفران بدأ يقفل ليومين في الأسبوع نتيجة شح مادة الطحين المدعوم الذي يوزّع «بالقطارة»، حيث تمّ خفض حصة الأفران 15 في المئة، فالفرن الذي يحتاج 230 طناً شهرياً يسلم 180 طناً، وهي كمية لا تكفي حاجة السوق.

حتى رغيف الخبز بات في خطر، وهو أمر لا يخفيه قيمحة على الإطلاق، الذي يرى أنّ «الطريق نحو رفع الدعم بات سريعاً»، برأيه «الطحين المدعوم يتوفر بالقطارة في بعض الأفران، في حين يتوفر بكميات كبيرة في الأفران الكبيرة».

منذ ثلاثة أشهر تقريباً، لاحت بوادر الأزمة، مع بدء عملية تقنين توزيع الطحين المدعوم على الأفران. يؤكد صاحب أحد أفران النبطية أنّ الخبز المتوفر لا يكفي حاجة السوق، بعدما ارتفع الطلب كثيراً على الخبز العربي، جرّاء توقف الناس عن شراء الخبز الإفرنجي، مضيفاً «ما تنتجه الأفران اليوم لا يكفي».

ولكن السؤال: هل وقعت فعلاً الأزمة؟ وأين يذهب الطحين المدعوم؟

أسئلة تفرض نفسها وسط الحديث عن تهريب الطحين إلى سوريا أو بيع كمية منّه لأفران المناقيش. مصادر مواكبة أكدت لـ»نداء الوطن» أن أحد الأفران في بلدة كفرحتى يقوم ببيع نسبة من حصته من الطحين المدعوم إلى أفران المناقيش في قرى إقليم التفاح، ولمعمل طحينة في جباع.

بحسب المصدر فإنّ «معامل الطحينة بدأت تستبدل النشاء بالطحين، وتعتمد على المدعوم الذي تشتري الشوال منه بمليون ليرة». لا تتردد المصادر نفسها بالقول إنّ «بعض أفران الخبز يفضّل بيع نسبة 40 إلى 50 في المئة من حصتها بالطحين المدعوم على تصنيع الخبز. فهي تحقق 15 إلى 20 مليون ليرة ربحاً في الطن الواحد، وهي تشتريه من الدولة فقط بـ5 ملايين ليرة».

المشكلة الأخطر التي تضاف إلى أزمة الرغيف وفق المصادر هي نوعية الطحين السيئة التي تستخدم والتي تبرز في رداءة الخبز، فضلاً عن أن نوعية القمح السيئة المتوفرة في بعض المطاحن، ما سينعكس على نوعية الخبز، ما يعني وفق المصادر سنكون أمام أزمة مزدوجة سيدفع ثمنها المواطن نفسه.

بالمحصلة، سيبقى رغيف خبز الفقراء مهدداً، طالما الدعم «بالقطارة»، وإلى حين تحريره نهائياً، سيهتز الرغيف مع كل ارتفاع للدولار ومع كل تقنين للطحين، وبين الاثنين، ربما ستكون العودة إلى خبز الصاج الحل المثالي.