لعل أول شيء تقومين به عند رغبتك في قياس معدل نبض القلب أنك تضعين أصابعك على الجزء الداخلي من الرسغ أو على العنق بجوار القصبة الهوائية، وتلك هي المناطق التي يرجح أن تشعري فيها بمرور الدم عبر نقاط النبض هذه لكونها قريبة من الجلد.
لكنك في بعض الأحيان قد تشعرين بنبض في المعدة، وهو ما قد تستغربينه أو لا يبدو منطقيا بالنسبة لك، لكن المفاجأة هي أن وجود نبض في المعدة شيء عادي في معظم الأوقات.
وقال باحثون لموقع “هيلث لاين” إن ما تشعرين به هو الشريان الأورطي الذي يمتد من قلبك إلى بطنك، وهو الشريان الرئيسي الذي ينقل الدم عبر الجسم، ويمكنك أن تشعري بوجود نبض في المعدة بسبب هذا الشريان حال استلقائك على ظهرك مع رفع ركبتيك لأعلى.
والأكثر من ذلك هو أنك قد تشاهدين آثار النبض نفسه لو لم يكن لديك الكثير من الدهون في منطقة البطن، وكذلك قد تشعرين بالنبض نفسه بعد انتهائك من الانتهاء من الأكل، إذ يكثر الدم الذي يتم ضخه عبر الأورطي لتقوم المعدة والأمعاء الدقيقة بهضم الطعام.
وفي حال وجود حمل، قد لا يكون الشريان الأورطي هو السبب وراء هذا النبض، بل قد يكون السبب وراء ذلك هو نبض القلب الخاص بالجنين، ومع أن هذه النبضات التي قد تشعرين بها في معدتك لا تكون عادة مصدرا للقلق، لكن يجب أن تعرفي أن هناك نوعا من النبضات التي إذا شعرت بها في معدتك، فيتوجب عليك أن تذهبي للطبيب فورا لاستشارته.
رغم أن الشريان الأورطي قد يشعرك بوجود نبض في معدتك، لكن أحيانا قد ينتفخ جزء من هذا الشريان ويصير كما البالون، وأوضح الباحثون أنه قد تحدث في بعض الأوقات حالة تعرف بـ “تمدد الشريان الأورطي البطني” وذلك حينما تضعف جدران الشريان، ومن ثم يضغط عليها الدم، ما يؤدي إلى توسيع تلك المنطقة من الشريان في الأخير.
وقال الباحثون إن فرص الإصابة بتمدد الشريان الأورطي البطني تزداد لدى المدخنين ومرضى ضغط الدم المرتفع، أو في حال وجود إصابة سابقة في العائلة بتمدد الأوعية الدموية.
ولهذا ينصح في تلك الحالة بضرورة الرجوع للطبيب المختص، لأنه يقوم بعمل أشعة بالموجات فوق الصوتية أو بالأشعة المقطعية للكشف عن الحالة وأسبابها ثم تحديد علاجها.
وما يجب أن تعرفيه أنه حال تعرضك لنزيف داخلي أو حال كان تمدد الأوعية الدموية أكبر في الحجم من بوصتين، فالأرجح أن الطبيب سيوصي بالتدخل الجراحي لمعالجة المشكلة.