كتب فادي عيد في” الديار”: يُتوقع أن يكون الأسبوع الجاري حاسماً، وحيث سيشهد لقاءات من أجل تقييم بعض المحطات التي حصلت في الأسابيع والأيام الماضية، ولا يستبعد، وفق المعلومات، أن يزور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بعد زيارة نجله تيمور إلى المملكة العربية السعودية، وما عاد به من نتائج، باعتبار أن زعيم المختارة لن يُغرِّد خارج السرب السعودي، إضافة إلى أنه يسير في كل الاستحقاقات السياسية والدستورية جنباً إلى جنب مع صديقه الرئيس بري، إنما في هذه المرحلة يحاذر جنبلاط الوقوع في أي مطبّات سياسية قد تشكل له أزمة مع الأصدقاء في الداخل والخارج، نظراً لخصوصية علاقته بدول الخليج.
ووفق المعلومات، فإن الصيغة التي تم التوافق عليها في اللقاء الخماسي لم تتوضح حتى الآن. وفي هذا الإطار، يتوقع وفق المعلومات، أن يصل إلى لبنان خلال الأيام المقبلة موفد أوروبي لوضع الأسس حول ما تم التوافق عليه في العاصمة الفرنسية خلال لقاء ممثلي الدول الخمس، ومن ثم ما استجدّ بعده من أجواء إضافية أو معطيات يبنى عليها للتسوية، ما يؤكد بأن هناك “طبخةً” تجري بهدوء كي لا يتم تعطيل الحل، وعلى هذه الخلفية استبقت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، ما يمكن أن يصدر من مواقف قد تؤثر على مسار الحل، فزارت بعض المرجعيات المعنية لوضعها في صورة هذا الحراك، وصولاً إلى إنتاج صيغة نهائية تفضي إلى انتخاب الرئيس الجديد، أو السلّة المتكاملة التي يجري الحديث عنها.
وكتبت غادة حلاوي في ” نداء الوطن”: تتفق مصادر سياسية على صلة بالإليزيه على أنّ لا دور لفرنسا بالصورة المرجوة لبنانياً. كانت فرنسا مجرد مقر استضافة لمؤتمر دولي فشل في الخروج بنتيجة مع آلية تنفيذ. كلّ ما في الأمر أنّه وضع لبنان على سكة المتابعة لكن من دون أن يلغي أنّ الأولوية عند السعودية هي للتفاهم مع سوريا على حساب لبنان وكأن المملكة ترغب بالدخول إلى ملف لبنان من البوابة السورية، بدليل كلام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن وجود «إجماع عربي على أن الوضع الراهن في سوريا يجب ألّا يستمر ويجب معالجة وضع اللاجئين السوريين في الخارج». قبل اللقاء الخماسي وبعده لم يكن الأميركي متحمساً لإعطاء فرنسا دوراً في لبنان، وهذا ما ظهر في أكثر من مفصل كان أهمها يوم تمّ تجميد عملية التنقيب التي كانت تقوم بها توتال في البلوك رقم 4، ثم التقليل من حجم دور باريس في مفاوضات الترسيم للحدود البحرية مع إسرائيل. ما يؤشر إلى صعوبة الحديث عن دور فرنسي بالمعني العملي للكلمة لإنتفاء قدرة فرنسا على القيام بخطوات عملانية مالياً وعسكرياً خصوصاً في ظل ورطة الحرب في أوكرانيا. ومن هنا كان لقاء باريس مجرد ملتقى، تقاطع خلاله المشاركون ربما على مبدأ الإستقرار الأمني في لبنان، وبمجرد إنتخاب رئيس الجمهورية، أياً يكن هذا الرئيس، سنبحث في إمكانية التعاون معه ودعمه. من وجهة نظر المقاومة وحلفائها فإنّ الفرنسي هو تابع والقرار الفصل هو للأميركي والسعودي ولكن الكرة لا تزال في ملعب اللبنانيين، وهذا ما سبق وقاله أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله وتقاطع بشأنه مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وهو أنّ القرار عند لبنان والعالم الخارجي يمكن أن يكون داعماً للصيغة التي سيتم التوصل اليها لا أكثر ولا أقل، إلا في حال طال أمد الفراغ فسيكون الدور الأكبر للخارج ورهن التفاهم السوري- السعودي، وهذا لن يحصل بين ليلة وضحاها.