بعد مرور 5 أيام على إختفاء الشيخ أحمد شعيب الرفاعي، ابن بلدة القرقف العكاريّة وإمام مسجدها وخطيبه، عثرت الاجهزة الامنية اليوم على جثته، وإعترف إبن رئيس بلدية القرقف علي الرفاعي، بقتل الشيخ الرفاعي وإلقاء جثته في مكان قريب من مخيم نهر البارد.
وكانت ترددت معلومات انه تم العثور على جثة الشيخ الرفاعي في منطقة عيون السمك من قبل شعبة المعلومات، وألقي القبض على مجموعة من المتورطين في الجريمة، والبعض الآخر توارى عن الأنظار.
وفي التفاصيل، تمكّنت شعبة المعلومات من كشف كافة ملابسات القضية بالاستناد على معطيين أساسيين، الاول: تتبع حركة الاتصالات وتنقل هاتف الضحية منذ خروجه منذ منزله في بلدة القرقف حيث رُصد هاتفه بداية في مستشفى حلبا بعد تقديمه مساعدة مالية لأحد المرضى لينتقل بعدها إلى مسجد البركة في البداوي حيث أدى صلاة المغرب لينتقل بعدها الى شارع الميناء في طرابلس خلف مبنى الجامعة العربية في تمام الساعة 6:40 مساء ثم تكون الوجهة التالية منطقة البحصاص عند مدخل مدينة طرابلس في تمام الساعة 6:45 مساء قبل الانتقال الى منطقة رأسمسقا في الكورة وتحديداً عند وادي هاب الذي يصل الكورة بمنطقة أبي سمراء.
والثاني: العثور على قناع وقفازات يد عليها اثار دماء خلف الجامعة العربية واكتشاف مصدرها.
بناء على هذين المعطيين تحرّكت القوة الضاربة في فرع المعلومات باتجاه بلدة القرقف منتصف ليل الجمعة، حيث داهمت منزل رئيس البلدية الشيخ يحيى الرفاعي، وأوقفته هو وابنه محمد وابن شقيقه عبد الكريم محمد الرفاعي والأخير هو عنصر في القوة الضاربة وتشير المعلومات الى أنّ القناع والقفازات يعودان اليه.
ثم تمكّن فرع المعلومات من توقيف نجل يحيى الرفاعي المدعو علي في بلدة ببنين، حيث تمّ نقل الجميع للتحقيق، فأفرج مساء عن رئيس البلدية قبل أن يعود ويتم توقيفه صباح اليوم السبت. خلال التحقيقات اعترف علي الرفاعي بقيامه بقتل الشيخ أحمد بمعاونة ابن عمه عبد الكريم، لتتواصل معهم التحقيقات لمعرفة مكان الجثة، وهو ما استلزم بعض الوقت خاصة مع محاولة علي عرقلة التحقيق بداية عبر الارشاد الى مكان سيارة الشيخ أحمد، والتي وجدت قرب مستشفى هيكل في الكورة، ثم عبر محاولة التراجع عن افادته صباح اليوم السبت ليعود بعد ذلك الى الاقرار بكافة التفاصيل، ومنها مكان وجود الجثة في عيون السمك، وهو أمرٌ نفته مصادر أخرى، مشيرة إلى أنّ الجثة تمّ رميها بالقرب من مخيم نهر البارد.
في بداية الامر، تمّ توجيه الاتهام الى أربعة أشخاص بشكل مباشر بالضلوع بالقتل تحريضاً وتنفيذاً في الجريمة، ثلاثة منهم من آل الرفاعي والرابع من آل ميقاتي، حيث اعترفوا أنّ أسباب الجريمة تعود الى خلافات سابقة حول شؤون بلدية وعقارية.
هذا وكانت قد حصلت مخابرات الجيش اللبناني على تسجيل بصوت الشيخ أحمد الرفاعي، يذكر فيه أن تهديدات بالقتل قد وُجهت اليه من بعض الموقوفين قبل أيام من الجريمة.
اما قصة الخلاف بين الشيخين يحيى الرفاعي وأحمد الرفاعي، فكانت قد بدأت عام عام 2012 عندما تقدّم عدد من أبناء القرية بشكاوى رسمية ضد الشيخ يحيى الذي يشغل منصب رئيس البلدية متهمين إياه بهدر المال العام والإثراء غير المشروع وتحويل المشاريع العامة الى استثمارات خاصة، فضلاً عن بيع مشاعات البلدة.
وكان الجيش اللبناني إستقدم تعزيزات إلى البلدة تخوفاً من ردات فعل محتملة، بسبب حالة الغليان التي سادت في البلدة بعد انتشار خبر مقتل الشيخ الرفاعي.