/ رندلى جبور /
من دون الدخول في أسماء، وضع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل معادلة رئاسية جديدة هي: “رئيس على ظهر الفوضى هو مثل رئيس على ظهر الدبابة”.
في القسم الأول من المعادلة، يؤكد باسيل أن هناك مخططاً للفوضى يُحضّر للبنان.
وقد تكون أولى مؤشرات الفوضى، كلام مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربارة ليف، في تشرين الماضي، التي بشّرتنا “بأن انهيار لبنان سيمكّن من إعادة بنائه من تحت الرماد متحرراً من اللعنة التي يمثّلها حزب الله”، وما تلا هذا الكلام من تطورات مشبوهة، خصوصاً لجهة تسارع انهيار الليرة، وتحركات أمنية لمجموعات متطرفة، وبعض الاستعراضات الاجتماعية والمطلبية والاقتصادية.
فالأميركيون لا يتنبأون، بل هم يخبروننا بمخططهم الذي، باعتقادهم، سيعيدهم إلى الساحة السياسية الداخلية بعد فشل انقلاب 17 تشرين، من بوابة الفوضى، ليفرضوا رئيساً على “دبابتهم”.
الحرب اليوم لم تعد دبابة ولا صواريخ، لأن كلفتها عالية واستهلاكها في أوكرانيا وساحات أخرى، بات مرهقاً. بل هي ثورات ملونة وحروب إعلامية، وانهيار مالي، وحصار اقتصادي، وقياصرة بلا رحمة، ونتيجتها المبتغاة هي إعادة عقارب الساعة اللبنانية الى التوقيت السياسي الغربي.
بعض اللبنانيين يهللون. وبعض “القادة” اعتبروها فرصتهم للعبور الى بعبدا. ولكن باسيل كان واضحاً في تلك المعادلة:
لا رئيس يأتي من دون سيادة تامة…
لا رئيس يختاره الخارج عنّا…
لا رئيس يعبر من دون اتفاق داخلي بين مختلف القوى.
لا رئيس سيولد من الفوضى المدبّرة وإلا سيكون التعامل معه كما لو أنه آتٍ على دبابة العدو أو من بوابته.
وكأن رئيس “التيار الوطني الحر” يقول: ولّى زمن الإذعان والخضوع وتنفيذ مشاريع الآخرين على أرضنا، وبعد ميشال عون لا يمكن أن يأتي رئيس مرتهن أو تابع أو مضبوط على ساعة الخارج.
معادلة باسيل هي معادلة الرئيس اللبناني 100%، وإذا لم يكن كذلك، فسيتم التصرف مع المسألة على أنه “مولود” من كنف “احتلال”.