حدد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الأهداف التي يعمل الحزب على تحقيقها من خلال الانتخابات النيابية المقبلة، مشيرًا الى أننا سنخوض المعركة الانتخابية لتفعيل وجودنا الإيجابي من أجل أن نحمي لبنان ونساهم في إعادة بناء الدولة.
وقال قاسم خلال احتفال تربوي في الجنوب: “في لبنان نحن كحزب الله نريد أن تجري الانتخابات في موعدها لينتقل البلد إلى مرحلة جديدة، فالمشاكل التي تراكمت خلال هذه السنوات الأربع لا يمكن أن تفتح أمامها آفاق للحل إلا بإجراء تغييرات وتعديلات وانتقال إلى مرحلة تختلف عن المرحلة السابقة، وهذه المرحلة تؤمنها الانتخابات النيابية التي ستعبر عن خيارات الناس، والناس سيقولون من سيمثلهم في هذه المرحلة الجديدة سواء كان قسم من هؤلاء من القدامى أو قسم من الجدد، لكن في النهاية يجب على الجميع أن يحترموا خيارات الناس في الانتخابات التي ستفتح صفحة جديدة للنهوض والتغيير”.
ولفت إلى أن “هناك حماسة دولية غير عادية للانتخابات وحماسة من بعض الجهات الذين يواجهون مشروعنا الوطني لاعتقادهم أن الانتخابات ستؤدي إلى أعداد كبيرة من النواب، وبالتالي سيغيروا المعادلة بهذه الأعداد الكبيرة وبهذه الوجوه التي ستأتي، علما أنهم يعدوننا بوجوه جديدة، لكن سنرى بعض الوجوه الجديدة التي لا تتجاوز عدد أصابع اليد والباقي كله ممن كان لهم تجارب في البلد وخربه”.
وأضاف قاسم: “نحن كحزب الله مطمئنون إلى نتائج الانتخابات التي ستؤكد حضورنا كحزب وقوة ومتانة تمثيلنا للناس، لأننا أدينا الأمانة في هذه المرحلة السابقة بحسن تمثيلنا للناس وبحماية البلد من العدو الإسرائيلي والخدمة التي قدمناها بالتكافل والتضامن، سواء في الموضوع الاجتماعي ومساعدة الفقراء أو في الموضوع الصحي ومسألة كورونا وتأمين الأدوية أو في الموضوع الاجتماعي العام برعاية شؤون الناس في القرى والمدن. كل ما نستطيع أن نقوم كجهة قمنا به وكل ما نستطيع أن نقوم به من خلال وجودنا داخل مؤسسات الدولة المتعثرة أيضا قمنا به”.
وتابع: “معركتنا الانتخابية المقبلة هي معركة لتفعيل وجودنا الإيجابي من أجل أن نحمي ونبني، مجددا سنحمي من العدو الإسرائيلي والأطماع اتجاه لبنان ومجددا سنبني بالأدوات المتوفرة التي نستطيع من خلالها أن نقدم شيئا وأن نبذل مع حلفائنا ما نستطيع في بنية وتركيبة الدولة اللبنانية، فمعركتنا إيجابية (نحمي ونبني)، ومعركتهم لمواجهتنا ولكسرنا ولحرف سياسة لبنان عن الاستقلال وعن قدرته على المحافظة على التحرير وحماية البلد، معركتهم من أجل ألا نقدم خدمات تجعلنا في مصاف الأوائل أو من الأوائل في نظر الناس، معركتهم من أجل تهيئة الأرضية اللبنانية للمشروع الأميركي وما يخدمه هذا المشروع وخاصة إسرائيل. لقد هالهم أن كل محاولات الضغط التي مورست على حزب الله تحطمت وتكسرت، وأن الحزب لم ينجر إلى الفتنة المذهبية مع توفير كل مقدماتها، ولم ينجر إلى فتنة قطع الطرقات التي أرادوا من خلالها أن يجرونا لنفتح الطرقات بالقوة حتى نقع بإشكالية الاشتباك الداخلي، وهالهم أننا مع كل الحصار العالمي وليس المحلي استطعنا أن نقدم خدمات واسعة جدا للناس في الطبابة والتعليم والمازوت والخدمات الشخصية والعوائل الفقيرة وترميم البيوت وكل ما له علاقة بالتكافل الاجتماعي”.
وشدد قاسم على أن “معركتنا الإنتخابية هي للحضور القوي والمؤثر في مستقبل البلد وفي خدمة الناس ولسنا مهتمين بمعادلة الأكثرية والأقلية، ولا أعتقد أنها ستكون معيارا كائنا من كان في الأكثرية وكائنا من كان في الأقلية، المعيار هو من يحمل رؤية لخدمة وحماية الناس بقوة الالتفاف الشعبي، هذا هو المعيار الذي سيؤثر في رسم مستقبل لبنان في السنوات الأربع المقبلة. نعم نحن مهتمون بضرورة التصويت ونحث الجميع على المشاركة بالإنتخابات لأنها مهمة ومفصلية ولا يجوز أن نترك لبنان لأولئك الذين يريدون تخريبه بعناوين مختلفة، ولا تخشوا على علاقتنا مع حلفائنا، وان شاء الله كل الأمور تسوى ونستطيع أن نتفاهم في الغرف المغلقة على الشكل وعلى المضمون، كونوا مطمئنين أننا نملك عقلا وقلبا يسع أن ننتقل من حالة التأزم إلى حالة التعاون والتفاهم وأن نواجه التحديات”.