أعادت الهزّة الأرضية التي شهدها لبنان، فجر اليوم الإثنين، تزامناً مع الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الذاكرة إلى كارثة عام 1956، إذْ وقع حينها زلزالٌ مدمّر في لبنان أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.
فالزلزال حصل يوم الجمعة 16 آذار 1956 بين الساعة 9.35 و 9.45 صباحاً. حينها، تعرّض لبنان لـ3 هزات أرضية مركزها الروافد السفلية لنهر بسري وتراوحت قوتها بين 4.8 و 5.1 ريختر. وفعلياً، فقد شمل الزلزال مجمل ساحل المتوسط الشرقي (لبنان، فلسطين، سوريا).
ويتوسّط بسري قضاءي الشوف (شمالاً) وجزين (جنوباً)، وبالتالي كان للقرى المحيطة به نصيبها الأكبر من الفاجعة. دُمرت بعض القرى بشكل كامل: روم، عازور، شحيم، جون، قيتولي وكفرحتى وهي تقع على دائرة صغرى تحيط بجوبة بسري، نقطة الإرتكاز للهزات الأرضية. كذلك، امتدّت آثار الزلزال إلى دائرة ثانية كبرى تصل إلى صيدا. مع هذا، فقد وصل تأثير الزلزال إلى بيروت التي تصدّع العديد من أبنيتها، وأصيب أهلها بالهلع.
ووصفت تقارير عدّة حجم الدمار في قرى الشوف وجزين وصيدا بالكارثية.
وفي السياق نشرت الدولية للمعلومات تقريرا حول الزلزال المدمر الذي ضرب لبنان في العام 1956 وجاء فيه:
أسفر زلزال الـ 1956 جينها عن سقوط 130 ضحية ومئات الجرحى، وكان الأعنف الذي يصيب لبنان منذ 1400 سنة. ففي بيروت التي لم يدمّرها الزلزال، كان الذعر هو المسيطر على كل شيء، وتوجّه إلى حرج بيروت نساء وأطفال غادروا منازلهم وافترشوا أرضه، فامتلأ بالنازحين.
الدمار الكبير، آنذاك، أصاب بلدة شحيم في إقليم الخروب، بمنازلها الـ 400، وأدّى إلى سقوط 33 ضحية وفي جون 4 ضحايا و9 في باتر و3 في المختارة و4 في بنواتي و13 في كفرحتى، 7 في وادي بعنقودين و4 في عازور.
أمّا قمة الخسائر المادّية، فقدّرت بنحو 25 مليون ليرة. وقد قررت الحكومة إيفاد بعثة من المهندسين لزيارة المناطق المتضررة. وقدم الصليب الأحمر والجيش اللبناني الخيم لإيواء الذين فقدوا منازلهم، خصوصاً وأن الطقس كان بارداً وماطراً في شهر أذار من ذاك العام.