من يُنافس فرنجية في السباق إلى بعبدا؟

/ مرسال الترس /

أزالت المواقف التي أطلقها رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في بكركي، في آخر زيارة له للبطريرك الماروني بشارة الراعي، الغيوم التي كانت تحيط بترشيحه إلى انتخابات رئاسة الجمهورية، وأقفلت الباب على اعتماد الورقة البيضاء من قبل الذين يؤيدونه في هذا السباق. لكنها في الوقت نفسه، فرضت سؤالاً عن الشخصية التي تنافس فرنجية في هذا السباق الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الانطلاق جدياً.

يجزم المقربون من رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لن يدعو إلى جلسة جديدة قبل تلمّسه ملامح انتخابات عملية، بعكس الجلسات السابقة التي اتخذت الطابع الصُوَري. السبب المعلن، هو لجوء بعض النواب الى الاعتصام داخل القاعة الرئيسية لمبنى ساحة النجمة لمنع حصول جلسات تشريعية قبل إنجاز دور المجلس في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفق المعطيات المتوافرة، بعد شهرين ونيّف على خروج الرئيس الثالث عشر من قصر بعبدا العماد ميشال عون، يمكن استنتاج التالي:

ـ تشير العديد من الوقائع، إلى أن ترشيح رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض من قبل مجموعة نيابية، يتقدمها حزبا “القوات اللبنانية” و”التقدمي الاشتراكي”، تشوبه العديد من علامات الاستفهام التي ألحقها رئيسا الحزبين، سمير جعجع ووليد جنبلاط، بأكثر من مؤشر على استعدادهما للسير بقائد الجيش العماد جوزاف عون، كونه قادراً على نيل أصوات أكثر من التي نالها معوض في الجلسات التي عبرت. في وقت يشير أكثر من معطى إلى أن اللقاءات الأخيرة بين معوض وكلٍ من جعجع وجنبلاط، لم تعكس ما يشتهيه معوض الذي عبّر علناً عن عتب كبير على المجموعات التي تبنّت ترشيحه وبدأت اليوم بالتلويح باستبداله، في حين أنه أبدى في أكثر من مناسبة استعداده لتسليم الراية إلى من يتبنى مشروع المعارضة.

ـ يبدو أن العائق الاساسي أمام قائد الجيش العماد جوزاف عون في أن يكون المنافس الأبرز لفرنجية، ووفق ما تركّز وسائل إعلام محددة عليه في الآونة الأخيرة، هو حاجته إلى تعديل دستوري يتيح له تخطي مسألة استقالته من منصبه قبل سنتين من موعد الانتخابات الرئاسية، وهو الأمر الذي يترك “مياهاً باردة” في بنشعي، فيما كانت كوادر قريبة من الرئيس بري، أبرز الداعمين لترشيح فرنجية، أن بيده مفتاح الدعوة لأي تعديل دستوري في مجلس النواب.

ـ هل ستنجح المعارضة، السيادية والتغييرية، في استنباط اسم ترفعه إلى الاجتماع الخماسي الذي يعقد العاصمة الفرنسية، لمنافسة فرنجية، مع التذكير بأن أياً من العواصم الخمسة التي سيلتقي ممثلوها في باريس، لم يعلن معارضة علنية لفرنجية الذي يلتقي سفراء لهذه المجموعة أو يتلقى اتصالات من ممثليها في بيروت ترفده بأطيب الكلام؟