يَمْضي الاستحقاقُ الرئاسي في لبنان بالدوران في حلقةٍ مفرغة، وسط «تعليقِ» الدعوة لجلساتِ انتخابٍ يُمْسك بـ «مفتاحها» منفرداً رئيس البرلمان نبيه بري، رغم اشتداد عصْف الانهيار الكبير وإنذاره باقتراب الارتطام المريع.
وتشهد بيروت في الأيام الأخيرة مَزيجاً من ديناميةٍ هادئة لمحاولة كسْر المأزق، وضوضاء صاخبة في سياق لعبة «حرق أصابع ومرشّحين»، في ما يعكس مساراً شائكاً مازال طويلاً نحو الإفراجِ عن انتخاباتٍ رئاسية، لا الداخل جهّز أرضيةً عابرةً للاصطفافاتِ تتيح إنجازَها قبل «سقوط الهيكل»، ولا الخارج قادرٌ على حبْكِ تَقاطُعات إقليمية – دولية توفّر «طريقاً مختصراً» لحصولها بما يعيد «بوليصة التأمين» للواقع اللبناني.
وفي غمرة المخاض المتمادي، التقتْ «الراي» رئيسَ حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في حوارٍ تناوَلَ قضايا الساعة في لبنان وآفاقَ الملف الرئاسي و«قطبه المَخْفية»، وحركة رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط متعددة الاتجاه، ومقاربة «حزب الله» للانتخابات الرئاسية وفق «مقتضيات مصلحة المحور»، ومواقف رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، مؤكداً أنه «إذا كانت المشكلة تُحل بانتخاب قائد الجيش…فلا مانع لدينا».
وقال جعجع «مخطئ مَن يعتقد أنه يمكن الإتيان برئيسٍ للجمهورية غصباً عن أكثرية المسيحيين»، واصفاً بـ«الكاذبةٌ دعوة باسيل المسيحيين للاتفاق على مرشح ثالث وتنطوي على غش».
وأكد أنه «وفق معلوماتي وبقدر ما يمكن أن أستشفّ فإن اسم سليمان فرنجية ليس مُطَمْئناً عربياً وخليجياً»، مشيراً إلى أن «حزب الله يريد رئيساً يحفظ مصالح المحور وسيتشدد أكثر انطلاقاً من التوترات الإقليمية والدولية».