اعتبر السيد على فضل الله أن “الفساد في لبنان لم يكن وحده هو المسؤول عن كل النتائج المعيشية والإقتصادية الحالية، فحتى بعد أن عرف كل من هم في مواقع المسؤولية بأن دائرة الانهيار تتسع، أعلنوا عن عجزهم في المواجهة، وتركوا البلد يعيش تجربة الموت البطيء التي تتوالى فصولاً، لأن أحداً منهم لم ينبرِ للقيام بمبادرة حقيقية تدفع الآخرين للسير على خطاه، ولأنه لا توجد رؤية حقيقية موحدة يمكن الاستفادة منها كسفينة نجاة موقتة أو كمحطة يمكن التأسيس عليها للمراحل المقبلة، وقد دفعنا جميعاً ثمن انعدام هذه الرؤية، وإصرار كل فريق على أن يكون خادماً لمصالحه على حساب مصلحة البلد”.
وأشار فضل الله إلى أنه “لا بد من مراجعة نقدية وذاتية من الأطراف جميعاً، ومراجعة حقيقية أمام الناس فلا يكفي استعراض العضلات السياسية وإثارة العصبيات على أبواب الانتخابات، ولا يكفي أن نوحي للدول بأننا ملتزمون بإجراء الانتخابات في وقتها، إذ لا بديل عن حوار وطني يُفضي إلى تقديم رؤية إنقاذية للوطن، أو يمهد لذلك، ولا بد من تهدئة الخطاب، وأن يسري ذلك على القيادات والمناصرين”.
وشدد على ان “الأوان آن للجوء إلى الحوار الهادف والكلمات الهادئة التي يمكن أن تمهد لرؤية جامعة أو لبداية توافق على ملاقاة المرحلة المقبلة بأقل مستوى من الخسائر، وإلا فإن القوى السياسية قد تخسر حتى مناصريها في سباق الانتخابات التي لا ندري إن كان سيبقى للناس بعضاً من طاقة تمكنها من الوصول إليها بعد كل هذا التداعي المعيشي والاقتصادي ووسط هذا الوحل السياسي الذي قد لا يتيح للغرقى الخروج من دوامته”.