رسالة باسيل الرئاسية: “الحدّ الأقصى”.. إذا لم يقبلوا بـ”الحدّ الأدنى”

/ رندلى جبور /

لأول مرة يعلنها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل: “قد أترشح إلى رئاسة الجمهورية إذا…”.

هذا الموقف هو موقف “الحدّ الأقصى” إذا لم يستجب الافرقاء في الداخل الى طرح “الحد الأدنى” الذي يطرحه، والذي يُختصر بالاختيار معاً من خارج الاصطفافات والتحدي، على قاعدة التوافق والشراكة المسيحية والوطنية، وبالتالي تكون رسالة باسيل لإعادة الحياة إلى قصر بعبدا كالتالي:

– إلى المنظومة: لن نقبل بفرض رئيس كما تشتهيه سفنها، ولا عودة إلى الوراء، وما بعد ميشال عون ليس كما قبله.

– إلى “حزب الله”: لا يمكنك الذهاب بسليمان فرنجية بعيداً من دون تحصيل قبول مسيحي وازن، وموقف “التيار الوطني الحر” الرافض له، حاسم. وبالتالي، بدعة المضي به بـ65 صوتاً ساقطة سلفاً.

– إلى “القوات اللبنانية”: إذا استمريتم في رفض الحوار المسيحي ـ المسيحي سنخسر الموقع وستتحملون المسؤولية. فكفّوا عن مراهقتكم السياسية.

– إلى بكركي: على سيد الصرح أداء دور في جمع الافرقاء المسيحيين. وهذا ليس صعباً طالما يزوره الجميع فرادى.

– إلى الخصوم والحلفاء: الطريق الصحيح لانتخاب رئيس هو بالتلاقي فالتشاور فالتوافق، وهذه هي خريطة الطريق.

وإذا لم يستجب الجميع، بدءاً من المسيحيين وصولاً إلى باقي مكونات الوطن، لطرح “الحد الأدنى” والمتمثل بجوجلة أسماء من خارج الاصطفافات، أي غير فرنجية وميشال معوض وحتى قائد الجيش، والذهاب بالتالي باتجاه شخص لا يرشحه فريق بذاته، بل يتم الاتفاق عليه من خارج العلب الجاهزة، سيذهب رئيس “التيار” إلى إعلان ترشيحه من باب الحق الطبيعي الذي تنازل عنه منعاً للعرقلة. وطالما لم تؤخذ مبادرته المسهِّلة على محمل الجدّ، ستكون مبادرة السقف العالي الطبيعي وليتحمل الجميع المسؤولية.

“التيار”، وفق رئيسه، يسهّل بمبادرته القائمة على لائحة غير ملوّنة وعلى ملفات يلتزم الرئيس العتيد بالعمل عليها، وخصوصاً الاصلاح واستعادة أموال الناس والانقاذ الاقتصادي، وهو ما يحتاجه اللبنانيون اليوم. وإذا لم يلاقه الآخرون عند منتصف الطريق، فسيعود إلى المربع الأول الذي سيصعّب المهمة على الجميع.

هي رسالة لالتقاط الفرصة التي لا زالت سانحة قبل الذهاب إلى مكان آخر، لن يكون فيه باسيل هو الخاسر بل الوطن.

الحد الأدنى هو الأسهل والأفضل اليوم… هو مختصر الكلام.