هل يُغيّر جنبلاط رأيه ويسير بفرنجيّة؟

رأت أوساط مطلعة أن تطورات قضية المرفأ معزولة عن الاستحقاق الرئاسي الذي يشهد محاولاتٍ داخلية لإحداث اختراقٍ في جداره المسدود يتولاها في شكل رئيسي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وإذ لا تعوّل هذه الأوساط، وفق “الراي” الكويتية، على الاجتماع المرتقب في باريس في 6 شباط على مستوى المديرين في وزارات الخارجية للولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر ليشكل عاملاً حاسماً في الأزمة اللبنانية كونه سيركّز على “الممر الإنساني” لدعم الشعب اللبناني وإن كان سيعيد تأكيد وجوب القيام بالإصلاحات وانتخاب رئيس للجمهورية، فهي تعتبر أن المناخات التي سادت بيروت في اليومين الماضيين عن استعداد الثنائي الشيعي لإيصال رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى الرئاسة بأكثرية النصف زائد واحد ولو لم يصوّت له نواب الكتلتين المسيحيتين الأكبر (القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر) لا تنمّ عن تغيير في مقاربة “حزب الله” خصوصاً لهذا الاستحقاق على قاعدة أن فرنجية “مرشحنا الرقم واحد ولكن ليس الأوحد”.

ووفق هذه الأوساط، فإن “حزب الله” وكما قارَب موضوع جلسات الحكومة، التي يُنتظر أن تتكرر الدعوة إليها الأسبوع الطالع، على قاعدة أولوية القضايا الملحة ورفْض تحميله تبعات عرقلة إقرار بنود تتعلق بصحة اللبنانيين وعيشهم، قد يجد نفسه وفق المعيار نفسه وفي توقيت معيّن تفرضه ديناميةُ التأزم وعصْفه أمام تكرارِ عدم السماح بتصويره وكأنه يعرقل مجدداً الانتخابات الرئاسية، مرةً (بين 2014 و2016) لمصلحة العماد ميشال عون ومرة ثانية (اليوم) مراعاةً لصهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يرفض السير بفرنجية ولا يفصح عن أي اسم آخر يقترحه.

وثمة قراءة في هذا الإطار، مفادها أن جنبلاط قد لا يبقى حتى النهاية على رفْضه السير بفرنجية وأن ثمة قوى مسيحية لا تؤيد انتخاب زعيم “المردة” ولكنها لا تعارضه بالمطلق، وهو ما قد يتيح تمرير انتخابه في اللحظة المؤاتية، وسط توقف دوائر مراقبة عند ما أعلنه جنبلاط في ما خص المبادرة التي يقودها وتقوم على التواصل مع جميع الفرقاء من أنه طرح 3 أسماء مع وفد “حزب الله” الذي التقاه أخيراً وأثناء زيارة النائب وائل أبو فاعور للسعودية، هي قائد الجيش العماد جوزف عون، الوزير السابق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين، لافتاً إلى وجوب “إيجاد حلّ وسطي بين فرنجيّة ومرشح المعارضة النائب ميشال معوض”.