مقدمات نشرات الأخبار المسائية 28/1/2023

يسيطر الفراغ على انتخابات رئاسة الجمهورية وهو كلما تمدد كلما تصاعدت معه الازمات من ارتفاع الدولار الجنوني الى انعكاسه على يوميات اللبنانيين.

ولولا توقيع الملحقين التعديليين لاتفاقيتي الاستكشاف والانتاج في بلوكات النفط 4 و 9 غدا لمناسبة دخول شركة قطر للطاقة كشريكة مع كل من توتال الفرنسية وايني الايطالية على خط التنقيب، والمعلومات الخاصة بالـLBCI التي تحدثت عن وصول وفد من صندوق النقد الدولي الى لبنان في آذار المقبل مهمته استطلاع المراحل التي وصلت اليها شروط الصندوق الاربعة لتوقيع الاتفاق معه اي وضع قانون السرية المصرفية والكابيتال كونترول واعادة هيكلة المصارف واقرار موازنة 2023 لما كان في لبنان خبر فعلي يبنى عليه للمستقبل.

التمهيد للتوقيع بدأ مع وصول سعد الكعبي وزير الطاقة القطري الى لبنان حيث كان في استقباله نظيره وليد فياض وسط معلومات تحدثت عن وعود قطرية بالعمل على تسريع عمليات البحث عن الحفارة لتنطلق صوب لبنان فيبدأ التنقيب وتظهر نتائجه نهاية العام الحالي في ابعد تقدير.

باقي الاخبار اللبنانية هامشية، اما الخبر الفعلي فهو في المقلب الاخر من الحدود.

فوزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن يصل الى مصر في الساعات المقبلة على ان ينتقل بعدها مباشرة الى اسرائيل والضفة الغربية، وذلك على وقع عمليات شنها الجيش الاسرائيلي في الضفة، تُعتبر الاعنف منذ عقدين، رد عليها الفلسطينون بعمليات منفردة اربكت السلطة الاسرائيلية وندد بها كل من مصر والاردن لاعتبارهما انها تستهدف مدنيين.

اما الموقف الابرز فللامارات، التي دانت خارجيتها ما اسمته الهجوم الارهابي، معربة عن خالص تعازيها للحكومة الاسرائيلية وشعبها الصديق جراء الجريمة النكراء.

محادثات بلينكن التي تبدأ على وقع الميدان والمواقف، تهدف الى وقف تصعيد العنف، والحؤول دون انعكاسه على منطقة الشرق الاوسط المضطربة اصلا، ولكن مهمته هذه المرة صعبة.

فواشنطن تتعامل مع حكومة اسرائيلية هي الاكثر تطرفا في تاريخ اسرائيل، وهي ستحاول التأكد من قدرة بنيامين نتنياهو على السيطرة عليها، وعدم السماح لوزراء متطرفين فيها من اتخاذ قرارات تؤدي الى تفجير المنطقة، ولعل اجتماع المجلس الامني المصغر الذي بدأ منذ قليل يشكل اختبارا حقيقيا لرئيس الحكومة الاسرائيلي.

لجنين شباب بطعم ” العلقم ” .. لسلوان وحيها المفدى فدائيون بالأصالة وبالوكالة عن شعب فلسطيني يقتل كل يوم ويلقى الاحزان ..
ويطعن من عدو اسرائيلي , قبل ان تتوالى الطعنات دوليا بإدانات تحمل الضحية المسؤولية ولا تتوجه بلوم الى الجلاد .
لكن الفلسطيين فعلوها , وواجهوا المتطرف الاول بنيامين نتانياهو الذي اعترف ان عملية واحدة نفذها خيري علقم هي من أصعب ما شهدته إسرائيل في السنوات الأخيرة.
والخير في العلقم ونتائجه/ التي غيرت في عقارب الساعة وردتها الى توقيت القدس واعادت الزمن الى العام 1998 عندما استشهد جد خيري طعنا على يد المستوطنين في عاصمة فلسطين .
والفلسطينيون نفذوا ا الشهادة ابا عن جد وثأروا لشباب زهقت ارواحهم عمدا في جنين/ وهم اهدوا نتاج عملية القدس لتكون استقبالا وحفاوة بقدوم وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن الذي رفضت بلاده ادانة اسرائيل/ ولاحقت الضحية الفلسطينية لتوجيه الملامة على افعالها .
وقداسة العملية استتبعت اغلاقا اسرائيليا وتدابير متشددة والغاء اجازات/ مع انعقاد مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر .
وعلى مقلب المجلس الوزاري اللبناني المكبر/ فأنه يتحين الفرصة لتوجيه الدعوة الاسبوع المقبل لعقد جلسة جديدة تكون التربية في اولوياتها .
لكن الاولوية حاليا هي لايجاد مخرج قضائي يلملم الجرح العدلي الكبير .
وفيما تحدث الرئيس ميقاتي عن حلول بين وزير العدل ومجلس القضاء الاعلى/ فأن المخارج كافة تعيد الازمة الى عمقها الاول وتتجلى في لحظة قرر فيها الرئيس السابق ميشال عون احتجاز التشكيلات القضائية التي ارتفع عليها غبار بعبدا منذ سنتين .
ولدى البحث عن حلول جزئية كان الحل سابقا يكمن في اللجؤ الى تشكيلات على مستوى غرف محاكم التمييز/
غير ان هذه الهيئة أدخلت ايضا في صراع التوازن الطائفي / عندما رفض وزير المالية يوسف خليل التوقيع على المرسوم بذريعة طغيان طائفة على اخرى .
هذا في الشكل لكنه في اساس الازمة فان وزير المال انما امتثل لطلب الثنائي الشيعي في ابقاء النزاع قائما وعدم البت بطلبات مخاصمة الدولة وبالتالي تعطيل التحقيق في جريمة انفجار المرفأ .
وتجمع الاراء القانونية اليوم/ على ان المخرج الوحيد هو عبر تحرر وزير المال من القبضة السياسية للتوقيع على المرسوم وعودة محكمة التمييز الى العمل واسئناف بطلبات الرد والتي اوقفت عمل القاضي طارق البيطار منذ ثلاثة عشر شهرا ما دفعه الى اجتهاد الضرورة .
اما مجلس القضاء الاعلى فان قراراته ادارية لا تتعدى احالة الملف الى التفتيش القضائي .. وكلنا يعلم ان التفتيش بحاجة الى مذكرة بحث وتحري عن اعماله المتجمدة /
وفي الاعمال الشاقة سياسيا بدأ الحديث عن موعد لاجتماع باريس الخماسي لكنه سيكون على مستوى مدراء الخارجية حسبما كشفت الصحافية رنده تقي الدين والتي اكدت انها اجرت لقاء مع الرئيس ايمانويل ماكرون وقال لها ان الاجتماع لن يخوص بالاسماء خلافا لما يروج عن اسم قائد الجيش/
ومن دون تزامن مع قرب هذا الاجتماع لفت اليوم حركة هجرة طوعية لنواب تغييريين كل في اتجاه /اذ رصدت حركة الاقلاع مغادرة النائب وضاح الصادق الى السعودية والنائبين ميشال دويهي ومارك ضو الى باريس والياس جرادي الى دبي فيما سجلت حركة الملاحة طيران النائب الياس ابو صعب الى واشنطن مكلفا من رئيس التيار جبران باسيل .
وفي الاياب وصل وزير الطاقة القطر والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة الحكومية سعد بن شريده الكعبي الى بيروت تمهيدا للمشاركة غدا بحفل في السراي الحكومي لاتفاقية الاستكشاف والانتاج في الرقعيتن 4 و9 لمناسبة دخول شركة قطر للطاقة شركة مع توتال انيرجيز الفرنسية وايني الايطالية.

على جبهة العدلية، هدوء حذِر، وترقب واضح لما يُعمَل عليه من حلول قضائية في الكواليس، على وقع مواصلة العراضات السياسية والإعلامية من عدد من النواب. اما على الجبهة السياسية، فهدوءُ ما قبل العاصفة، اذا لم تُعالج اشكالية التئام حكومة تصريف الاعمال بمنطق استفزاز معظم القوى السياسية المسيحية، ومعهم الكنيسة، وإذا اصرَّ البعض على خوض الاستحقاق الرئاسي بمنطق فرض رئيس لا يمتلك حيثية تمثيلية من جهة، او رئيس يتحدى مكوِّناً وطنياً اساسياً من جهة اخرى.
وفي ما بين النقيضين، مسعى جنبلاطي لإيجاد حل وسط، يقود غداً النائب السابق وليد جنبلاط الى عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، في وقت ينتظر الجميع المواقف التي سيطلقها ظهر الغد النائب جبران باسيل، محدداً عبرَها المسار الذي سيعتمده التيار الوطني الحر ازاء الملفات الحساسة المطروحة في المرحلة المقبلة.
وفي موازاة كل ذلك، حدث نفطي غداً في السراي، حيث يكرَّس انضمام قطر الى ثلاثية التنقيب في البحر اللبناني، على وقع معطيات متداولة عن ايجابيات كبرى تحيط بمحتوى البلوك رقم تسعة، ومعه حقل قانا، مقارنة بحقل كاريش.

إنَّه الثأرُ المبين، لأمّنا القدس، من أجلِ أطفالِ غزةَ ونساءِ الضفةِ واسودِ جنين .. إنَّها فلسطين بكلِ خيرِها المنصَبّ رجالاً وشباباً وفتياناً فدائيين، اذاقوا المحتل علقمَ الهزيمةِ على طريقِ المعركةِ الحاسمةِ حتى التحرير..

شهيدٌ حفيدُ شهيدْ أكد للصهاينة المحتلين وأعرابِ التطبيعِ انَّ القضيةَ المقدَّسةَ عصيةٌ على النسيان ومرارةِ الايامِ وغدرِ الغادرين، وأنَّ جيلاً بعد جيل عاد مسرِعَ الخُطى نحو النصرِ الأكيد ..

فباسم الشهداءِ والصابرين وثكالى وجرحى جنين، صوَّبَ “خيري علقم” ابن الواحدِ والعشرين عاماً مسدسَهُ المشحوذِ بكلِ رصاصاتِ الثأرِ الفلسطيني الى رؤوسِ الصهاينةِ المحتلين.. أصابَ سياسييهم وأمنييهم وعسكرييهم قبلَ مستوطنيهِم، فيما كانت الحصيلةُ في ساحاتِ النبي يعقوب، سبعةَ قتلى صهاينةْ وعدداً من المصابين. وقبلَ ان يلملمَ بنيامين نتنياهو وحلفاؤه الحمقى خيبتَهُم الامنيةَ والسياسيةْ، اتبعَهم االفتى الفلسطيني محمد عليوات – ابن الثلاثة عشر عاماً – بمسدسه ايضاً، وخطَّ برصاصاتِهِ وجهةَ شبانِ فلسطين، وحصيلتُها اصابتان احدُهُما ضابطٌ مظليٌ جروحُهُ خطرةْ، ومجتمعٌ صهيونيٌ يعيشُ اعلى درجاتِ الخشية من خطرٍ غير مسبوق..

سبقَت القدسُ كلَ دروسِ الثأر، وكتبَت لجنين وشهدائها النصرَ، وطبعت على جبين حكومةِ بنيامين نتنياهو الضياعَ، وتركتهم تائهين بين خياراتٍ احلاها مر. فإنْ اكملَ التصعيدَ فالقدسُ وسيفُها المحمولُ من كلِ فصائلِ مقاومتِها مشحوذٌ بوجهِ ايةِ حماقةٍ صهيونية، وإنْ سكتَ نتنياهو وجوقتُهُ الموتورون فإنَّ خسائرَهم لا تعدُ في زواريبِ السياسةِ وفي حربِ المستوطنين..

اما بياناتُ الاستنكارِ للعمليةِ البطوليةِ من كلِ اللغاتِ العربيةِ والتركيةِ والاجنبيةْ فلا قيمةَ لها في حساباتِ (خيري) و(محمد) واخوانِهم، الذين يُنظَرُ إليهم كصُنَّاعِ مجدِ هذه الامةْ، الذين سيغسلون عارَ اولائك المطبّعين..
لكنَّ ميزةَ تلك البياناتِ أنَّها كشفت حقيقةَ بعضِ المختبئين تحت طاولاتِ التطبيعْ، وما بيانُ الادانةِ السعوديةِ للعمليةْ سوى اوضح الكتاباتِ المخفيةِ خلفَ جدرانِ التنسيقِ مع الصهاينةِ لسنوات..

وما اذاقَه خيري ومحمد للصهاينةْ من ويلاتْ يؤكد انتهاءَ السني العِجاف، وفتحَ الساحاتِ الفلسطينية بل كلَ المنطقةِ على ايامٍ سِمانٍ ..