/رلى ابراهيم/
أولى نتائج ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي تبدأ بالظهور غداً. إذ يستضيف لبنان حفل توقيع انضمام قطر، عبر شركة «قطر إنرجي»، إلى تحالف التنقيب عن النفط الذي يضم «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية في البلوكين 4 و9، في ظل مؤشرات على تقدم كبير في الخطوات التنفيذية بما يؤدي إلى نتائج ملموسة قبل نهاية السنة.
وعلمت «الأخبار» أن لبنان تلقى معطيات مهمة حول أعمال الحفر والتنقيب وبرنامج عمل «توتال» السنة الجارية، إضافة إلى تقديرات أولية تشير إلى أن البلوك رقم 9، حيث يوجد حقل قانا وحقول أخرى، يحتوي على نحو 4.4 مليار قدم مكعبة من الغاز، موزعة على ثلاث آبار، وهي كمية تفوق احتياطيات حقل كاريش داخل المياه الفلسطينية المحتلة.
ويتوقع أن يصار إلى التدقيق النهائي في هذه الأرقام خلال وقت قريب، ما يسمح باستخدامها في رفع مستوى التصنيف الائتماني للبنان، واجتذاب مستثمرين للعمل في قطاع الطاقة، إلى جانب بدء نقاش عملاني حيال الاستفادة من الغاز لتغذية مشاريع الكهرباء والتدفئة والغاز المنزلي، ما يقلص الفجوة في الميزان التجاري ويعزّز إيرادات الدولة.
النقاشات التي بدأت في باريس الشهر الماضي حول البرنامج الزمني لعمل «توتال»، باعتبارها رأس التحالف، تطرقت إلى تسريع أعمال التنقيب والاستخراج. إذ يتوقع الجانب الفرنسي بدء أعمال الحفر بين أيلول وتشرين الأول المقبلين، وينتهي منها قبل نهاية السنة، فيما يعمل لبنان بالتعاون مع الجانب القطري على تقريب هذه المدة، وتتركز الجهود على توفير متطلبات «الورشة» كلها، من افتتاح المكاتب الرئيسية للتحالف في بيروت (يبدو أن «توتال» تخلت عن فكرة إقامة مراكز لها في صور أو الساحل الممتد حتى الناقورة) وتوفير مستلزمات لوجستية لمتابعة الأمور المتعلقة بحماية البيئة والثروة السمكية وغيرها.
كما تتولى الدوحة، من جهتها، اتصالات لتوفير حفارة في ظل نقص عالمي في عدد الحفارات بسبب انشغال غالبيتها في العمل في أكثر من منطقة في العالم، خصوصاً بعد الحرب الأميركية على روسيا وتنامي الطلب على الغاز في أوروبا.
ويحضر حفل توقيع انضمام قطر إلى التحالف، وزير الطاقة القطري سعد الكعبي بصفته الرئيس التنفيذي لـ«قطر إنرجي»، وقد سبقه نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية وتطوير الأعمال في الشركة جاسم المرزوقي، إضافة إلى ممثلي «توتال إنرجي» بقيادة رئيسها التنفيذي باتريك بوياني ومدير الشؤون العامة لابو بيستالي، ويحضر عن «إيني» رئيسها التنفيذي كلاوديو ديسكالزي.
وبموجب التوقيع، تحصل الشركة القطرية على كامل حصة «نوفاتيك» الروسية (20%) التي انتقلت إلى لبنان بعد مغادرة الشركة التحالف، إضافة إلى 5% من كلّ من «توتال» و«إيني». إذ كان الحصول على 30% أحد شروط الشركة القطرية للدخول في التحالف، خصوصاً أنها من أكبر الشركات العاملة في مجال الغاز في العالم. وبعد التوقيع تنخفض حصة كل من «توتال» و«إيني» إلى 35%. فيما لم يحصل لبنان على أي تعويض جراء دخول قطر إلى التحالف واستحواذها على حصة «نوفاتيك»، على رغم أن الشركة الروسية سبق أن سددت حصتها من التكاليف للحفر في البلوك رقم 4. وبذلك تستفيد قطر من المعلومات التي صارت متوافرة بعد الحفر الأول. ليصبح حصول لبنان على أي أرباح مرتبطاً بالانتهاء من أعمال الاستكشاف والحفر. إذ تنص اتفاقية الاستكشاف على أن تقتطع الشركة المُشغّلة تكاليفها مباشرة (في حال وجود غاز) على أن تتقاسم الأرباح مع لبنان بنسب تُحدّد وفق عوامل عدة، منها كمية الغاز المستكشف والأسعار العالمية. وتتراوح الحصة الإجمالية للبنان بين 54.9% و62.7%.
أنجزت وزارة الطاقة كل القرارات الاستثنائية الضرورية لتسيير الملف تحسباً للفراغ الرئاسي
التوقيع على التحالف بين الشركات الثلاثة والوزير الممثل للدولة اللبنانية سيتم رمزياً في مكتب وزير الطاقة وليد فياض، يليه توقيع رسمي في السراي الحكومي بحضور الرئيس نجيب ميقاتي.
وقد عملت وزارة الطاقة على أن يكون المشاركون في التوقيع من أرفع المستويات. وتولى فياض توجيه دعوات خاصة إلى نظيره القطري ومسؤولي الشركات. كما رتّبت الوزارة كلّ الإجراءات المتعلقة بالحدث.
وفيما يسود تخوّف من دخول هذا الملف نفق التجاذبات السياسية والخلافات المرتبطة بانعقاد جلسات مجلس الوزراء، أكد وزير الطاقة أنه «سبق للوزارة أن أنجزت كل القرارات الاستثنائية الضرورية لتسيير الملف تحسباً للفراغ الرئاسي، سواء في ما يتعلق بانضمام قطر إلى التحالف أو التنقيب أو الاستحصال على الموافقات والرخص وغيرها». كما يفترض أن بدء الأعمال لا يحتاج إلى قرارات حكومية إضافية، بل يكتفى بقرارات تنفيذية تصدر عن وزارة الطاقة.