هل يصبح التسول مهنة في لبنان؟

/ زينب سلهب /

تفاقمت ظاهرة التسول في لبنان عموماً، وفي شارع الحمرا تحديداً، بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، نتيجة الوضع المعيشي الصعب والتدهور الاقتصادي في لبنان، وأزمة النازحين. ليسيطر “المشهد الكئيب” على شارع، يعدّ من أجمل وأعرق الشوارع في لبنان.

أدت الأزمة الاقتصادية في لبنان الى ازدياد أعداد المتسولين في شارع الحمرا بشكل كبير، من أطفال وشباب ونساء ومسنين، أغلبهم من النازحين السوريين، وذلك لعدم قدرة الدولة، على مر السنوات الماضية، على إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة التي تتزايد مع تراجع الوضع المعيشي والاقتصادي في البلاد.

تضاعف عدد المتسولين مؤخرا إلى 15 مرة عن السابق بحسب ما قاله أحد تجار الحمرا فايز الشاعر.

ومن ناحية أخرى اعتبر نائب رئيس لجنة تجار الحمرا ” محمد العريس ” أن وجود مستشفى الجامعة الأميركية يساعد في ازدياد أعداد المتسولين في المنطقة، لاعتبارها منطقة استقطاب أكبر عدد من الناس.

ومؤخراً، عقد محافظ مدينة بيروت، القاضي مروان عبود، اجتماعا في مكتبه لمناقشة تفاقم ظاهرة التسول ضم مجموعة من المعنيين من المجلس البلدي والسلك العسكري.
جاء في الاجتماع وعد من المحافظ لتلبية نداء أهالي بيروت، والعمل على عودة الاستقرار إلى تلك المنطقة كما كانت في سابق عهدها، حيث سيتم وضع خطة لضبط التجاوزات واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المؤسسات المخالفة، والتشدد في منع التفلت الأخلاقي والفوضى المسيطرة على المنطقة.

أمنياً، ظاهرة التسول تشكّل خطراً موقوتاَ في المنطقة، لاعتبار التسول جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس لمدة شهر على الأقل وستة أشهر على الأكثر، إلى جانب معاقبة من يقوم بالإتجار بالأطفال والفتيات وإجبارهم على التسول، من منظمات وأشخاص، كما يمكن لوزير العدل بموجب قانون 164/2011 أن يستعين بمؤسسات لتقديم المساعدة والحماية لضحايا الإتجار بالأشخاص.

اضافة الى ذلك، فإن المواطنين اشتكوا من خرق خصوصياتهم أثناء تجولهم في الشارع، او جلوسهم في المقاهي، ومن الخطر الذي يستشعرونه بسبب ملاحقة المتسولين لهم حتى مع خروجهم من شارع الحمرا.

وقد أرسلت بلدية بيروت عناصرها إلى شارع الحمرا، الذين عملوا على طرد جميع المتسولين من الشارع، وقد ترتب على ذلك ردود فعل سلبية وإيجابية كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهم أيد هذا العمل لحماية الأمن، والحد من تفاقم هذه الأزمة وحماية الأطفال خصوصا، فقد نشر جو معلوف تغريدة على تويتر معترضا فيها على التفشي الكبير لظاهرة تسول الأطفال.

ومن الجانب الآخر اعترض البعض على تصرف عناصر بلدية بيروت، بوصفه غير منطقي لأن العصابات والمافيات الكبيرة التي تشغّل الأطفال، ما زالت حرة طليقة.

اعترض عدد كبير من الناس على الوضع الحالي لمنطقة الحمرا، ووصفوه بالمزعج لما يترتب عليه من نتائج سلبية، محملين المسؤولية للدولة وحدها.

الى جانب اخر، اعتبر قسم قليل جداً من الناس أن ظاهرة التسول في الحمرا عادية، ويسمح بها القانون.