بعد واقعة مشابهة قبل أشهرٍ قليلة تجرّأ متطرف على إحراق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة السويدية.
الاعتداء المشين حصل تحت أعين قوات الأمن اما موقف الحكومة السويدية – المتلطي خلف شعارات حرية التعبير – فقد وصل إلى حد التواطؤ مع هذا المهووس السياسي راسموس بالودان.
هذه الفعلة لم تمرَّ مرور الكرام اذ استفزت واستنفرت الملايين في إداناتٍ واسعة على مستوى الدول العربية والاسلامية حكوماتٍ وهيئاتٍ وجمعيات ومجاميعَ دينيةً وفكرية وثقافية.
الأمر أنسحب على لبنان حيث وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري ما أقدم عليه (بالودان) بأنه اعتداء على مشاعر ومقدسات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم وهو أيضًا اعتداء على كل الرسالات والكتب السماوية محذرًا من التغاضي عن مثل هذه الأعمال المشينة.
على المستوى السياسي ركود ظاهر واستحقاق رئاسي على الرف رغم كثرة الضجيج على ضفافه والوصفة السحرية لتحريك جموده هي: الحوار ثم الحوار ثم الحوار.
أما المراهنون على العوامل الخارجية فهم كمن يتعلق بحبال الهواء ومما لا شك فيه أنهم اصيبوا بخيبة عندما استمعوا الى المسوؤل الفرنسي في وزارة الخارجية السفير الأسبق في بيروت باتريس باولي وهو ينفي علمه بأي إجتماع رباعي أو خماسي حول لبنان كان قد تردد ان باريس ستستضيفه أوائل الشهر المقبل.
لبنان بلا رئيس، والكتل النيابية عاجزة حتى اللحظة عن خلق مساحة مشتركة، تتيح المجال لانجاز الاستحقاق.
لبنان بلا حكومة مكتملة المواصفات، والاستفزاز مستمر من خلال كلام بدأ يُتداول في الكواليس عن تحضير لجلسة ثالثة، رغماً عن موقف بكركي والقوى السياسية الممثلة للمسيحيين.
لبنان بلا سلطة تشريعية فاعلة، والقوانين الضرورية والاصلاحية في مهب الريح.
لبنان بلا قضاء فاعل، ما سمح لقضاء خارجي بالتدخل… على وقع مزايدات في السيادة لا تعني شيئا طالما العدالة منقوصة.
لبنان بلا تصور اقتصادي ومالي واضح، والمعنيون يكدسون الثروات ويتفرجون على تآكل أموال الآوادم من المودعين.
على وقع هذا المشهد، تَستقطب زيارة وفدٍ من حزب الله لقيادة التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي غداً كل الاضواء السياسية، خصوصا انها تأتي بعد التباين المعروف الذي طبع الساحة المحلية في الاشهر الاخيرة.
هذا في الوصف، اما النتائج فمتروكة للمعنيين، بعيداً عن أي استنتاجات او تحليلات او حتى تمنيات.
يومٌ رابع على الإعتصام النيابي في القاعة العامة في مجلس النواب، وكل المؤشرات تدل على أن الاعتصام مستمر، ولكن كيف سيكون عليه المشهد يوم الخميس المقبل، مع الدعوة التي وجهها رئيس المجلس، فهل يُبقي النواب على اعتصامهم فيما الجلسة ستنعقد؟
حكوميًا، بعد الجلستين لمجلس الوزراء، هل من جلسة ثالثة قريبة في الأفق؟ المعطيات تشير إلى أن لا جلسة على الأرجح، لكن التحضيرات جارية لأعداد الملفات الملحة ولاسيما منها ما حاول بعض الوزراء طرحه في الجلسة السابقة التي اقتصرت على بند الكهرباء. على مستوى ملف الانتخابات الرئاسية، لا جديد حتى الساعة، وكان لافتًا اليوم ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من أن “مهزلة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية لا تزال مستمرة، وقرار عقدها، وفقا للدستور، مسلوب”.
وليس بعيدًا من الملف الرئاسي، يلتقي بعد ظهر غد وفد من حزب الله قوامه حسين خليل ووفيق صفا، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في ميرنا شالوحي.
ويأتي اللقاء المرتقب عقب التباينات الكبيرة بين الحزب والتيار والتي ساهم في تعميقها، مشاركة حزب الله في جلستَيْ مجلس الوزراء، وهذا ما أثار حفيظة باسيل، ووصلت العلاقة بين حارة حريك وميرنا شالوحي إلى تباعد هو الأكبر منذ توقيع ورقة التفاهم.
لكن البداية من واحد من أخطر الملفات على لبنان والذي يبدو أن لا إجراء يوقفه، وهو ملف تهريب السوريين إلى لبنان.
قَدُّنا ميّاس” في دبي.. حيث تَمايلت بيونسيه على استعراضِ الفِرقةِ العالمية وأنغامِ فيروز، وهي تُرسِلُ سلامَها لبيروت وفي لبنان سياسيونَ عاشُوا المَهزلةَ وأَتقنوها حدَّ الملل، وتَركوا البلادَ رهينةَ الفراغَيْن والمصالحِ الضيقة اللَعِبُ على حافةِ الهاوية مستمر.. وانتظارُ الخارج لم تَظهَرْ علاماتُه بعد، إذ لم تؤكّدْ دوائرُ الخارجيةِ الفرنسية أو الإليزيه حتى الآن موعدَ الاجتماعِ الرباعي المقرّر عقدُه تحتَ المِظلّةِ الفرنسية وفي الغد تَتّضحُ المواعيد.. والغدُ محلياً أيضاً لِناظِرِه قريب: فإما الاستمرارُ في التحالف وإما الاتفاقُ على الخروجِ من اتفاق مار مخايل.. “ويا دار ما دخلِك شر” وبحسَبِ معلوماتِ الجديد، وبناءً على طلبٍ من رئيسِ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل، سيُعقَدُ غداً لقاءٌ بينَ باسيل ووفدٍ من حزبِ الله وسيَتبيّنُ من خلالِ هذا اللقاء مصيرُ تفاهم مار مخايل ومَسارُه، في ظِلِّ انسدادِ الأفُقِ الرئاسي بينَ حارة حريك وميرنا الشالوحي حيث باسيل يُقيمُ الحدَّ على ترشيحِ سليمان فرنجية، أو مجرّدِ التلفُّظِ باسمِ قائدِ الجيش.. ولا يَرضى بنصيبِ التوافق معَ القواتِ البنانية أما حزبُ الله فلم يُغادِرْ مِنطقةَ التوافقِ والحوار للخروجِ باتفاقٍ على اسمِ الرئيسِ العتيد، معَ الاحتفاظِ بورقةِ فرنجية كالمرشّحِ الأوفرِ حظّاً وتَرْكِه هامشاً للتحرّكِ في مِنطقةِ “الخُطة باء” الرمادية، التي ظَهرت بوادرُها في اللقاءِ الأخير بينَ وفدٍ من الحزب ورئيسِ التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وإلى أنْ يَتِمَّ ترسيمُ الخطوطِ السياسية بينَ الحلفاءِ والخصوم على حدٍّ سَواء.. فإنّ ساحةَ النجمة ولليومِ الرابع لا تزالُ مَحجّةً للنوابِ المتضامنين معَ زملائِهم التغييريين المُعتصمينَ في المجلس.. على وَقْعِ اعتصامٍ في محيطِ المجلس لم يَرْقَ إلى مستوى الحشدِ الشعبي. لسانُ حالِ النوابِ المعتصمين في الهيئةِ العامة للمجلس يقول: صامدونَ هنا ولن نَترُكَ الخَندق، حتى تحقيقِ الغاية وفتْحِ دوراتٍ متتالية لانتخابِ رئيسٍ للجُمهورية عملاً بما تَنُصُّ عليه موادُّ الدُستور ورداً على خُطوةِ النوابِ المعترضين فإنّ رئيسَ مجلسِ النواب نبيه بري أَخرجَ أرنبَ التحدّي ورَمى المعتصِمين بورقةِ الضمانِ الاجتماعي.. ودعا الهيئةَ العامة إلى الاجتماعِ الخميسَ المقبل على مشروعِ قانونِ نظامِ التقاعد والحمايةِ الاجتماعية وأيُ حمايةٍ تلك، في وقتٍ ضاعتْ فيه التعويضاتُ والودائعُ والحقوق وأكلتْها نِيرانُ جَهنّم وقبلَ طالِعِ الأسبوع على اللقاءاتِ ومَصائرِها المعلّقة على الأنانيةِ والبِدَعِ الميثاقية المُغلّفةِ بالطائفية والمذهبية فإنّ عِظاتِ الأحد باركتْ خُطوةَ النوابِ المعتصِمين وفي عِظتِه أَمَلَ متروبوليت بيروت وتوابعِها للرومِ الأرثوذكس المِطران الياس عودة أن تَصحُوَ ضمائرُ مَن ضَمائرُهم نائمة، وأن يَنضمَّ عددٌ كبيرٌ من النواب إلى رِفاقِهم المعتصمين داخلَ المجلس، مطالبينَ بعقْدِ جلسةٍ انتخابية لا تُغلَقُ إلا بانتخابِ رئيس.. وسأل عودة: كيفَ يُبرِّرونَ وضْعَ مصالحِهم قبلَ المصلحةِ العامة، وتقديمَ حِساباتِهم الضيّقة على كلِ حساب؟ كيفَ يَستطيعُونَ أن يَضحَكوا ويَهزأَوا وشعبُهم يَدمَعُ ويَبكي؟ متى يَخرُجُ هؤلاء من أوهامِهم بأنّهم مِحورُ الكون، وأنّ العالَمَ لا يُفكِّرُ إلا فيهم؟ ما هذه المَهزلة؟ قليلٌ من التواضعِ ومن الواقعية وأضاف عودة: ألا يَخجل مَن يَدّعون أنهم مسؤولون ممّا أَوصلوا البلدَ وشعبَهُ إليه؟ ألا يَخجلون من أنفسِهم عندما يَتحدّثون عن الكرامةِ وعن السيادة وعن الحقوق؟ وكلُها ضاعت بسببِ مواقفِهم العَبَثية.
لان الاسلامَ شجرة ٌمثمرة ٌبالفضيلة ِوبرسالة ِالقرآن ِالسماوية، فانه محل َاستهداف ٍدائم ٍعلى يدِ مريديِ خرابِ البشريةِ من انظمةٍ متشددة ٍوحكومات ٍمتطرفة ٍومجموعات ٍمن الحاقدين َوالمجرمين . القول هذا للتاريخ السحيق ِالذي شهد َعلى اعتلالات ٍكبرى في التعامل ِمع المسلمين والمُصحَف ِالشريف ِمن دون ان يبدلَ ذلك حرفا ًواحدا ًفيه ولا ان يؤثر َعلى ثباتِ تعاليمِه الحقة، وعلى هذا المنوال ِستكون نتائج ُجريمة ِحرق ِنُسخةٍ من القرآن الكريم بالامس ِفي السويد..
هذه الاساءةُ الكبرى التي تنذر ُبالاسوأ في مسار ِالتطرف ِضد َالمسلمين تحديدا ًفي اوروبا، تجعل ُمحاولات الغرب ِللنيل ِمن دستور ِالمسلمين في اعلى مستويات الجرأة ِوالوقاحة باساليبَ عدة ٍتبدأ ُبالحربِ الكونية ضدَ الدين ِالحنيف عبر َالاعلام ِوخلق ِالارهاب وفرضِ الحصارِ واشعالِ الحروب ، ولا تنتهي بذوبانِ انظمة ٍتحسبُ نفسَها على الاسلام ِفي احضان ِاعداء ِالاسلام…
ورفضا ًلحرق ِالمصحف ِالشريف في السويد، خرجت المواقف ُمن معظم ِالدول ِالاسلامية، وفي لبنان اكدَ حزب ُالله ان هذه الخطوة َهي إساءة ٌبالغة ٌلأمة ِالإسلام على امتداد ِالعالم من شرقه إلى غربه ولا يمكنُ السكوتُ عنها على الاطلاق، محملا ًالحكومة َالسويدية َالمسؤولية َالكاملة َعن هذا الفعل القبيح.
كما كان قبح ُالتعدي على حرمة ِالقرآن محل َادانة ادانة في مواقف الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ومروحة واسعة من الشخصيات الرسمية والدينية والاعلامية ، وكذلك كان الحال ُفي فلسطين َواليمن َوايران وغيرِها من الدول ِوالبلدان.
الى الازمات ِاللبنانيةِ التي تستفحلُ مع تغييب الحلول، يُسجَل ُما يخرجُ على السنة ِالبعض ِمن مواقفَ تصعيديةٍ على انها خلاصة ٌلما يدورُ في افكارِهم التقسيمية التي تعقّد ُالطرق َالى انتخاب ِرئيس للجمهورية ومنه الى تشكيل ِحكومة ٍمهمتُها اخراج ُالبلد ِمن اوحاله ِالاقتصادية والمعيشية.
ولضرورة ِالحوار ِفي هذه المرحلة، يزور ُعصر َيوم ِالغد المعاون ُالسياسيُ للامينِ العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤولُ وحدة ِالارتباط والتنسيق وفيق صفا ميرنا الشالوحي للقاء ِرئيسِ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.