/رندلى جبور/
ارتفع في الآونة الاخيرة صوت التطرف المسيحي، وتُرجِم بمزيد من الحديث عن الفدرالية، وبسهولة المطالبة بالطلاق مع الآخَر.
وغذّاه شعور عام بأن المسيحي تعرّض لسكّين في الظهر، واستفاد أولئك المتطرفون أصلاً الذين ينتظرون كل فرصة ليثبتوا أنهم على حق.
وفي العادة، صعود التطرف لدى أي جهة، يعني أننا في أزمة غير عادية.
وقد يبرر البعض ذلك بعدة نقاط:
1- بروز قوة فائضة لدى فريق غير مسيحي مع ما يعكسه ذلك من خوف لدى فئة مسكونة بالهواجس.
2- تغطية هذا الفريق لشريكه في الطائفة على حساب الوطن.
3- شعور فريق سياسي يمثّل غالبية لدى المسيحيين بأنه ذهب بعيداً في الدفاع عن مكوّن غير مسيحي، ولم يحصد أي دعم حقيقي لا على صعيد العهد الرئاسي، ولا في ملفات بناء الدولة ومكافحة الفساد، ولا في قضايا أصغر كالدائرة ١٦ والمجلس الدستوري والقوانين والمشاركة في جلسات حكومية تظللها علامات الاستفهام.
4- فكرة باتت مجبولة مع الوجدان المسيحي بأنه وحده يدفع الضرائب ويلتزم بواجباته، وفي المقابل لا يقطف الانماء. بات مزنّراً بالإحساس باللاعدالة واللا مساواة، وهذا لا بدّ أن يأخذه الى أمكنة يعتقدها البعض الخلاص، ولكنها قد تكون النهاية.
ربما هناك شيء من الحق في ما بات يراه أو يعتقده كثير من المسيحيين، ولكن هل يكون الحل بالفدرلة والتقسيم؟
هذا سؤال نستتبعه بسلسلة أسئلة نضعها للتفكير:
1- هل يحتمل لبنان الصغير التقسيم؟
2- هل حقاً حماية الاقليات العددية تكون في عيشها في كانتون؟
3- ماذا عن إسرائيل والصهيونية؟
4- ماذا عن المحيط العربي والخليجي والمدّ غير المسيحي؟ وماذا اذا ما قرر أحد الاستفراد بنا؟
5- من سيحكم الكانتون الذي يعيش فيه المسيحي؟ وهل سيتفق المسيحيون فيما بينهم داخل عزلتهم؟
6- ماذا نفعل بمسيحيي الاطراف أو حتى بالعلمانيين الحقيقيين؟
ولائحة الاسئلة تطول لموضوع وجودي يحتاج الى جدّية وتمحيص ولكن فلنخرج بخلاصات أولية سريعة:
1- لا تدفعوا المسيحي الى التطرف لأن المسؤولية في تطرفه يتحمّلها الجميع. بل ابذلوا جهداً حقيقياً لإعادته الى الاعتدال لأنكم اذا خسرتموه ستخسرون أنفسكم وسنخسر لبنان.
2- لماذا لا تكون البداية بتطبيق اللامركزية التي لا تعني بأي شكل الفدرلة او التقسيم، قبل الانتقال الى رحب المدنية؟
3- كل تقوقع هدّام، وكل تقسيم في جغرافيا وحضارة متنوعة حرام، وكل انفصال لأقلية عن أقلية أخرى جنون وخطر وجودي حقيقي وعلى الجميع الحذر.
أخيراً، كما نسأل ما الطائل من البقاء معاً، فلنسأل أيضاً ما النتيجة إذا لم نبقَ معاً؟