أكد مصدر ديبلوماسي لبناني واسع الاطلاع لصحيفة «الجمهورية»، انّ فارقاً قد طرأ أخيراً على مقاربة معظم الدول الاوروبية لملف النازحين السوريين، موضحاً انّ نقلة نوعية حصلت خلال المشاركة في اجتماع بروكسل في نيسان الماضي.
وكان يُراد من هذا الاجتماع تأمين أموال إضافية للنازحين، ولكن الموقف الرسمي أكّد آنذاك انّ لبنان لا يريد مالاً بل يطلب إعادة النازحين، لأنّهم ليسوا لاجئين سياسيين وإنما هاربين من الحرب، وبما انّها انتهت فلا مبرّر لبقائهم.
ولفت المصدر إلى انّ البعض في أوروبا تأثر بهذا الطرح، «وهذا ما عكسه موقف وزير الخارجية الإيطالي، الذي اتفق مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب على وجوب معالجة قضية النازحين وتسهيل عودتهم، مما شكّل تطوراً بمسار التعامل مع القضية».
وكشف المصدر انّ هناك دولتين وازنتين لا تزالان تغرّدان خارج السرب، وهما فرنسا وألمانيا اللتان تُعتَبران الأكثر إنفافاً للمال على ملف النازحين. وتمثل ذلك عبر السلوك النافر لسفير ألمانيا لدى بيروت أندرياس كيندل، ملاحظاً انّه يتصرف كالمفوض السامي.
واشار المصدر إلى انّ كيندل وجّه انتقادات لوزيري التربية والشؤون الاجتماعية، واتهم مسؤولاً أمنياً بمخالفة معاهدة جنيف، واشتكى من انّ وزير الخارجية هدّده بحزب الله، والقاسم المشترك بين هؤلاء هو انّهم يرفعون الصوت عالياً ضدّ بقاء النازحين.
ويروي المصدر انّ الجهات المعنية في وزارة الخارجية أبلغت بصراحة إلى السفير الألماني انّه لم يعد جائزاً أن يكمل بهذه الطريقة حيث تجاوز حدود دوره كسفير، وانّ هناك حرصاً على أن لا تصل المشكلة حد اعتباره سفيراً غير مرغوب فيه.