رئيس الجمهورية

هل يبادر عون إلى “كسر الجَرة” مع حزب الله؟

عبّرت أوساط واسعة الاطلاع في بيروت عبر “الراي الكويتية” عن خشية كبيرة من أن تكون الأزمة اللبنانية تتجه إلى فصولها الأكثر سخونة في الأيام المقبلة في ضوء تَقاطُعٍ مخيف بين الأفق المسدود الداخلي لصراع أطراف الائتلاف الحاكم (تحالف الرئيس ميشال عون وثنائي الرئيس نبيه بري – «حزب الله») الذي دخلت معه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي «غيبوبة» طويلة، وبين انفتاح التأزم غير المسبوق في علاقات «بلاد الأرز» مع دول الخليج العربي على مزيد من الاختبارات القاسية والمُرْبكة للبنان الرسمي وفق ما عبّرت عنه «مضبطة اتهام» تحالف دعم الشرعية في اليمن لـ «حزب الله» بالتورط في اليمن واستخدام مطار صنعاء لاستهداف المملكة العربية السعودية عبر دعم الحوثيين بالتدريب على استخدام المسيرات والصواريخ البالستية.

وبرزت قراءتان أمس لما يُرجّح أن تنطوي عليه إطلالة عون التي تأتي بعد أيام قليلة من تسديد المجلس الدستوري صفعةً لرئيس «التيار الحر» جبران باسيل (صهر عون) عبر عدم قبول الطعن الذي قدّمه بتعديلات قانون الانتخاب (وخصوصاً لمصلحة مطالبته بإلغاء اقتراع المغتربين لـ 128 نائباً وبحصره بستة مقاعد يتم استحداثها) وارتكازه على «خرْق للميثاق والدستور» في اعتماد نصاب الغالبية المطلقة في البرلمان (للتأكيد على القانون الذي كان ردّه عون) استناداً على عدد «الأحياء وليس النواب الذين يتألف منهم البرلمان قانوناً»، وهو التطور الذي حصل على وهج سقوط صفقة – شبح حيكت في ليل ومحتها خلافات النهار، وحمّل باسيل علناً مسؤوليته لـ «الثنائي الشيعي».

القراءة الأولى تحدثت عن «قنبلة من العيار الثقيل» سيفجّرها عون، يصوّب فيها على الخصوم كما الحلفاء بعرقلة عهده، وأنه لن يوفر تفاهم مار مخايل مع «حزب الله»، رافضاً تحميله منفرداً وزر تغطية مسألة سلاح الحزب الذي وفّرت له كل الأكثريات منذ ما بعد انتهاء الحرب اللبنانية الغطاء، وصولاً لرفع السقف بإزاء التعطيل غير المسموح بأن يتمادى لمجلس الوزراء.

والقراءة الثانية حاذرت الإفراط في توقُّع أن يبادر عون إلى «كسْر الجَرة» مع «حزب الله»، وإن كان يمكن أن يقارب العلاقة معه من زاويةٍ خلاصتُها أن رفْضه استفراد أي مكوّن لبناني أو «استهدافه من الخارج» لا يعني السماح بتفرُّد داخلي على حساب المساحة التي يحتاج إليها العهد و«التيار الحر» لتحقيق «مشروع السلطة» بالتناسُب مع المدى الذي أعطاه تفاهم مار مخايل للحزب لتحقيق «مشروعه الاستراتيجي» منذ 2006 وما تخلل هذه المرحلة من عملية قضم ممنهج للتوازنات ودستور الطائف.