/ مرسال الترس /
كَثُرت التقديرات والاستنتاجات، خلال الأسابيع الماضية، حول الاتجاه الجدي لاستبدال ترشيح رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض، من قبل الأحزاب والكتل التي تبنّت ذلك الترشيح، وتحديداً أحزاب: “القوات اللبنانية”، “الكتائب” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، بمرشح يستطيع تجميع الأصوات التي تؤهله للوصول إلى قصر بعبدا، عبر تخطي الأرقام التي حصل عليها معوض خلال عشر جلسات عقدها المجلس النيابي في العام 2022 والتي بقيت ضمن هامش 40 صوتاً صعوداً ونزولاً.
فهل هناك من معطيات جدية في هذا الاتجاه، أم إن الأمر لا يعدو كونه “سمك في بحر”؟
في خلاصة قراءة المعطيات، يمكن استنتاج ما يلي:
أولاً ـ تذكّر الأوساط القريبة من النائب معوض بأنه هو شخصياً أعرب في أكثر من موقف له، في الجلسات الأخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية، عن استعداده للسير بأي مرشح يتم التوافق حول إسمه من قبل الفريق السيادي، لا بل يدعم وصوله. لكن هذه الأوساط تجزم أنه لن يكون هناك أي استبدال لمعوض بمرشح يحصل على نفس الأصوات التي كان يحصل عليها. وإذا توفر إسم يستطيع جمع ستين صوتاً وما فوق، فهو سيعلن رفع القبعة له.
ثانياً ـ قرأت الأوساط التي تدور في فلك الصرح البطريركي الماروني علامات مشجعة عن أن شهر شباط، أو بعده بأيام أو أسابيع قليلة، قد يكون شهراً حاسماً إذا اكتمل اندماج المساعي المحلية التي يشكل التواصل بين حارة حريك وبكركي جزءاً منها، وكذلك مواقف بعض الرموز النيابية الحليفة لـ”حزب الله”، حول الاختيارات الرئاسية، مع المساعي الاقليمية والدولية التي تبدأ ملامحها بالظهور مع اجتماع باريس منتصف هذا الشهر، والتي تصب في جزء كبير منها لصالح قائد الجيش العماد جوزاف عون، على الرغم من أن اليرزة ما زالت بعيدة عن الطروحات السياسية التي تدعمها لرسم خطوط المراحل المقبلة البالغة التعقيد والتداخل.
ثالثاً ـ يؤكّد النائب أشرف ريفي لموقع “الجريدة” أن كتلة “تجدد” في مرحلة تشاور دائم مع الأفرقاء الآخرين للوصول إلى مخرج يؤدي لوصول مرشحها إلى قصر بعبدا، ومن ضمنها طرح استبدال عضو الكتلة النائب معوض بمرشح يستطيع حمل شعلة الوصول.
ورداً على سؤال حول معطياته التي أشار فيها إلى أن الفترة الممتدة من شباط إلى نيسان ستشهد دخاناً أبيض بالنسبة لرئاسة الجمهورية، قال: إنها معطيات ملموسة ودينامية دولية ـ إقليمية ستنطلق من لقاء باريس المقبل، لتكون بداية حراك فاعل، بالتشاور مع المكونات اللبنانية كافة، بما فيها الثنائي الشيعي وليس فرضاً عليها.
هل يمكن أن يتعاطف مع مرشح شمالي في معركة حاسمة إزاء مرشح من خارج الشمال؟ يجيب ريفي: سأتعاطف مع أي مرشح لبناني سيادي وطني إصلاحي، لأن العامل الجغرافي ليس أساسياً في القضايا الوطنية والسيادية.
المعروف عن شهر شباط في “ميثولوجيا” الأمثال اللبنانية أنه “مهما شبط ولبط تبقى ريحة الصيف فيه”. فهل يكسر القاعدة هذه السنة، ويكون عاصفاً في إنهاء الفراغ الرئاسي الذي ما زال كثيرون متشائمون بصدده؟