/ مرسال الترس /
تعبّر أوساط ديبلوماسية عن استغرابها لاستمرار تعامل الأفرقاء السياسيين في لبنان بعدم جدية مع محاولات البحث عن مخرج لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان في أقرب فرصة ممكنة، في حين تزداد الأوضاع المالية والمعيشية والحياتية تعقيداً وخطورة في البلد الذي كان مثالاً يُحتذى في هذا الشرق، وتحوّل إلى مثل في الظروف البالغة الصعوبة.
اللافت أن مختلف الأفرقاء السياسيين في لبنان، يبادر كل منهم إلى طرح سيناريو معين يرفقه بإسم مرشح للانتخابات الرئاسية، حتى بات الوضع أشبه بوجبة “المخلوطة” من التراث الشعبي التي تضم مختلف أنواع الحبوب، ليصبح طعمها نادراً رغم تنوعه، بينما السيناريوهات السياسية متشابكة متداخلة معقدة قد تؤدي إلى انفجار الأوضاع في أية لحظة.
ومن باب توصيف الداء، من دون التمكن من وصف الدواء، يلاحظ المراقبون التالي:
* أن أحزاب “القوات اللبنانية” و”التقدمي الاشتراكي” و”الكتائب” أعلنت، منذ أولى جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ترشيح رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض للوصول إلى قصر بعبدا. لكن، كل هذه الأحزاب عبّرت، في أكثر من مناسبة، عن استعدادها للبحث في البديل الذي قد يجمع مختلف أفرقاء المعارضة. أي ان البديل لديها محتمل، وحتى أن معوض نفسه بات يقول مثل هذا الكلام!
* النواب “التغييريون”، مشتتون حول التسميات، بالرغم من أن ناخبيهم قد علقوا عليهم آمالاً كباراً بأنهم سيسجلون فرقاً في تعاونهم وتكاتفهم، فإذا بهم يتوزعون فرادى وزرافات في تسمية هذه الشخصية أو تلك، حتى باتوا هدفاً سهل المنال من هذا التكتل أو تلك المجموعة.
* النواب “السياديون”، الذين يصنفون أنفسهم في درجة “السمو” عن الآخرين من منطلق أنهم “وطنيون أكثر من غيرهم”، بات كل منهم يطرح إسماً أو أكثر، وباتوا حالات نادرة يعيشون التشتت في صحراء الاستحقاقات، من دون أن يكون لديهم أي أمل في إحداث أي خرق يُرتجى.
* “الثنائي الشيعي”، “حزب الله” وحركة “أمل”، قد يكون الأجدر في التناغم مع طروحاته وترشيحه غير المعلن حتى الآن لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ويعمل بتأنٍ ودقة متناهية على معالجة “محاولة تمرد” حليفه المزمن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ويُقال إنه يضعه في مرحلة تجربة، ويمنحه الوقت الكافي لإعادة درس حساباته كي لا يخرج “من المولد بدون حمص”. و”حزب الله” الأقدر على تحمّل لعبة عض الأصابع، وتخطي الحواجز الصعبة، وأكبر مثال ما حصل في العام 2016 قبيل انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وكذلك استيعابه للكثير من الحملات التي شنها عليه أخصامه في محاولة لاستدراجه إلى صراع داخلي… وسوى ذلك.
وعليه، يبدو أن “حزب الله” هو الثابت الوحيد بين متحركين، وأنه بات متيقناً أن السيناريو الذي رسمه، هو الذي سيعتمد لدى المخرج الدولي، عند التوافق عليه، وتنفيذ المشاهد “الأكثر إثارة”، ليصبح “الفيلم” جاهزاً للعرض في الربيع المقبل!