لفت وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى الى إن “لبنان بحاجة إلى أيد خضراء وقلوب خضراء وألسنة خضراء، وإلى زراعة أشجار السلام والتلاقي في نفوس بعض السياسيين أولا، وجميع المواطنين تاليا، لكي تنمو نبتة الوطن وتعلو وتثمر، في هذا الإطار الصافي كاسم الجبل الذي نحن عليه واقفون، تندرج دعوات الحوار والتوافق وما إليهما، التي لا مناص منها لاستعادة الحياة الوطنية زخمها وعافيتها، من أجل معالجة الأزمات الكثيرة التي تضيق الخناق على الشعب اللبناني”.
وأشار المرتضى في كلمة القاها خلال اطلاقه فعالية”الشجرة ظل الوطن” إلى أن “جبل صافي لا يمكنك، وأنت الصاعد في إتجاه الجبلين الأشمين، الريحان وصافي، الا أن تتأمل في ثابتة مفادها أن هذه الارض كانت في وقت من الأوقات مسلوبة منا وأنها لم تستعد الا بفعل تضحية من أبرار ميامين، هنا دمهم ضارب في الرياحين، أجسادهم تنهض من شهادتها باكرا في الصباح، تتأمل كيف تحررت الأرض، ذكراهم تتوضأ بحكايات البطولة، وشجر الصنوبر يلوح لهم بأكواز الوفاء، لأن كل واحد منهم ولد من أم شريفة حرة ليكون ولدا لأمة شريفة حرة، هنا وهناك على ذينك الجبلين كانت ترتفع قامات الأشجار لتعانق الضوء الطالع من أهداب الساهرين على الزناد، وكانت النسائم الجنوبية توقظ الخوف في مفاصل أعداء الإنسانية، وكان اليوم يروي لليوم الذي بعده أخبار الانتصارات، حتى أصبح الزمن الذي نحن مجتمعون فيه الآن، حقا صريحا لنا، ولأمهاتنا وأطفالنا، لمغتربينا والمقيمين، للبنانيين أجمعين، بالتضحية استعدناه وبالثبات والإقتدار والوعي نحفظه فلن يسلب منا بعد اليوم”.
أضاف: “كان لا بد من هذه الوقفة الوجدانية، ذلك أنه من أبسط عناوين الوفاء أن نستذكر من ضحوا لنبقى، وأن نستذكر أيضا، أمام ما رشح من فحيح، الأم الجنوبية رمز التضحية، الأم تضحي عادة بكل شيء من أجل أولادها، أما عندنا فأمنا الجنوبية الطاهرة لم تتردد في التضحية بأولادها من أجل الوطن، ليس ثمة شرف أبهى من هذا الشرف وليس ثمة حب للأرض والحرية وإيمان بالحق أعظم من هذا العطاء النبيل”.