كريم يونس هو عميد الأسرى الفلسطينيين وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، ولد في 23 من تشرين الثاني 1958، وهو الابن الأكبر لعائلته. غادر اليوم الأسير المناضل سجون الاحتلال إلى الحرية بعد سنوات، وسط مخاوف إسرائيلية من أعلام فلسطين التي رفعت في منزله، إذ أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل يوم واحد على اقتحام منزل عائلته في بلدة عارة في الداخل المحتل، واستولت على الأعلام الفلسطينية المرفوعة.
عاش يونس 40 عاماً في السجون الإسرائيلية، وكان كريم ثائراً بارز الاسم في النضال الوطني الفلسطيني وتاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، ومعروفاً لدى الأسرى والمحررين.
ولد كريم يونس فضل يونس، الملقب بعميد الأسرى الفلسطينيين، في قرية عارة الواقعة في المثلث الشمالي بالداخل الفلسطيني.
درس كريم يونس المرحلة الابتدائية والإعدادية في بلدة عارة، ودرس المرحلة الثانوية بمدرسة الساليزيان في الناصرة، وخلال دراسته البكالوريوس بجامعة بن غوريون في النقب اعتقل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية، بدأت حكاية كريم يونس صباح الـ6 من كانون الثاني 1983 عندما اقتحمت وحدة خاصة تابعة للاحتلال أحد مختبرات الهندسة الميكانيكية في جامعة “بن غوريون” في بئر السبع، ووقف أفرادها على الباب ليتأكدوا من وجوده في الداخل.
في المختبر الذي كان فيه الطالبان كريم يونس ورياض محاميد يقومان بتجربة أحد الاختراعات، سألوهما: “أيكم كريم؟” ليترك كريم ما بيده من عدة ويتقدم نحو القوة الخاصة، تاركاً خلفه على طاولة الدراسة قلمي رصاص وحبر وحقيبته الجامعية، ومنذ ذلك اليوم لم يعد كريم إلى بيته في بلدة عارة، وقد اعتُقل وهو في عامه الدراسي الثاني بالجامعة.
واصل رحلته التعليمية داخل السجون الإسرائيلية، فالتحق بالجامعة المفتوحة أبوديس، وأنهى دراسة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وأشرف على عملية التعليم الجامعي للأسرى، وكان يشجعهم على كسر أحد أهداف الاحتلال في طمس الثقافة والوعي.
كما عمل على البحث في تفنيد الفكر الصهيوني، ونقد الفكر السياسي الفلسطيني التقليدي. وأصدر كتابين من داخل السجن هما: الواقع السياسي في إسرائيل (1990)، وتناول فيه كافة الأحزاب السياسية الإسرائيلية والصراع الأيديولوجي والتسوية (1993).
توفي من أقاربه وهو داخل السجن، والده يونس فضل يونس في الـ6 من كانون الثاني عام 2007، في الذكرى الـ30 لأسر كريم. وتوفيت والدته في 5 أيار 2022، قبيل أشهر فقط من الإفراج عنه. كما توفي أخواله الأربعة، وخالتاه، وعمتاه، وجدّاه وجدتاه، وولد لأشقائه الثلاثة وشقيقتيه أكثر من 20 ولداً لم يرهم كريم إلا عبر الصور.
كان كريم يغضب حين يرى دمع والدته أثناء الزيارة، قائلًا “إذا كنت جئت لتبكي، لا تأتي. أنا لم أفعل شيئاً لتصابي بكل هذا الحزن”. وفي إحدى المقابلات التلفزيونية قالت والدته “أنتظر أن أعيش بعد تحرره ولو ثوانٍ. لا يذهب من مخيلتي أبداً، دائماً أراه أمامي”.
أما والده، فقد عمل مزارعاً بعد أن فصله الاحتلال من سلك التعليم في خمسينيات القرن الماضي، بعد أن أمضى فيه نحو 10 سنوات، وكان معلماً معروفاً بخطه الوطني.
رفيق درب يونس، هو الأسير ماهر يونس، الذي أمضى معه حتى اليوم 40 عاماً في السجون، يستعد هو أيضاً بعد عدة أيام لنيل حريته.
“ها أنا أوشك أن أغادر زنزانتي المظلمة التي تعلمتُ فيها أن لا أخشى الظلام، وفيها تعلمتُ أن لا أشعرَ بالغربة أو بالوحدة، لأنني بين إخوتي. إخوة القيد والمعاناة، إخوة جمعنا قسمٌ واحد وعهدٌ واحد”. الأسير الفلسطيني كريم يونس
هكذا اختار الأسير المحرر أن يوجه رسالته الأخيرة إلى أبناء الشعب الفلسطيني قبل أيام قليلة من إنهاء حكمه الذي استمر 40 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.