بغياب الخارج عن المشهد، ومع انعدام فرص الحوار الداخلي، ولأن التوازن السلبي يحكم المجلس النيابي، لا شيء يبشر بقرب وقف الانهيار والفوضى، ودون اي بارقة امل في تحقيق اختراق في الملف الرئاسي. اما العنوان الرئيسي للازمة السياسية فهو المواجهة المفتوحة حول احتمال دعوة الرئيس ميقاتي لجلسة جديدة لحكومة تصريف الأعمال، خصوصا بعد رفع التيار الوطني الحر سقف المواجهة قانونيا اليوم عبر تقديم طعون في قرارات الجلسة الاخيرة امام مجلس شورى الدولة، يشارك فيها وزراء قاطعوا الجلسة الاخيرة، وهو ما سيزيد من اصرار رئيس الحكومة المكلف على السعي لعقد جلسة جديدة تحت عنوان «البنود الملحة».
اولى الحملات الاعلامية افتتحتها النائبة ندى البستاني التي اتهمت رئيس الحكومة بعرقلة زيادة التغذية الكهربائية، فرد عليها مكتب ميقاتي ببيان اتهمها فيه بممارسة وصاية مباشرة على الوزارة الحالية، وقال: ان «التيار يستمر في عملية اللهو والتعمية لاخفاء الاخفاقات في ملف الكهرباء على مدة سنوات». ولفت الى انه «يجب ان تسأل فريقــها السياســي اين الكهرباء؟ لا اي احد آخر»، واضــاف» سنـضطر الى نشــر وثيقة تكشف وصاية النائبة البستاني على الوزارة الحالية». ويبدو فيها زيادة توقيع الوزير وليد فياض بخــط اليد بعد ان كانت موقعة من قبل البستاني نفســها!
وترجح مصادر مطلعة لـ”الديار” ان يستغل ميقاتي حملة «التيار» في ملف الكهرباء لتعليل الدعوة الى الجلسة الجديدة، حيث سيكون البند المتعلق بسلفة الخزينة للكهرباء الموضوع الرئيسي، اضافة الى ملف النفايات، إلا أن الأمور لم تحسم بعد ، وقد تتبلور مع الاجتماع المرتقب بين بري وميقاتي خلال الساعات المقبلة، حيث سيبلغه بموقف «الثنائي الشيعي» من الدعوة، خصوصا ان حزب الله لا يزال يفضل حصول تفاهم بين ميقاتي وباسيل ، ولا يشجع على التصعيد، لكن الامور لا تزال غير محسومة، وقد يكون لدى السيد نصرالله الليلة اجوبة واضحة حيال هذه المسألة.