يعيش اللبنانيون عيد الميلاد هذا العام على وقع أزمة اقتصادية حادة، قضت على مدخراتهم في المصارف وعلى معاشاتهم التي تآكلت بفعل انهيار الليرة اللبنانية وما نتج عنها من تضخم فاحش في الأسعار.
وعلى الرغم من محاولة عدد من البلديات والجمعيات تزيين بعض المناطق والطرقات التي كان لطالما يقصدها اللبنانيين بكثافة خلال الأعياد للتبضع والاحتفال، إلا أن الحركة الخجولة إلى حد ما كانت سيدة الموقف، متاجر بيع الهدايا والزينة غابت عنها مشاهد الاكتظاظ، ولكنها حضرت في الشوارع التي يقصدها العائلات مع أطفالهم وفي وجوههم البؤس والأسى، لعلهم يحصلون الحد الأدنى من فرحة العيد.
يقول أحد أصحاب متاجر بيع الهدايا والزينة في حديث لوكالة “سبوتنيك” أنه “لم يشتر هذه السنة بضائع جديدة، كون بضائع السنة الماضية لا تزال مكدسة عنده”، وأضاف “الإقبال على الشراء خجول إلى حد ما والمبيع ينحسر على كرات الزينة ومصابيح إضاءة الشجرة”. وللتزيين استعانت معظم العائلات بأشجار الميلاد القديمة بعد أن تراوحت أسعار الجديدة ما بين ال30 وال 100 دولار أميركي،
أي ما يعدل الحد الأدنى للأجور من مرة إلى أربع مرات.
أما عشاء العيد فحدث ولا حرج، بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني، وأصبح عشاء العيد يكلّف الملايين.
يقول الشيف حسين حريري لـ”سبوتنيك” أن “عشاء لعائلة من خمسة أفراد يقدر بمليوني ليرة لبنانية بالحد الأدنى، فالأجبان التي كانت تقدم على الطاولة كانت تكلفتها من 50 إلى 75 ألف ليرة اليوم أصبح 500 ليرة، أما ديك الحبش فكان تكلّف 100 ألف ليرة مع الرز اليوم أصبح سعرها مليون ليرة، لافتا إلى ان “العشاء سيغيب عن آلاف اللبنانيين، ويلجأ البعض الآخر للتقشف إلى الحد الأدنى دون تجمعات عائلية كبيرة”.
وعن سهرات “الميلاد ورأس السنة”، تتحضر المطاعم والفنادق الصغيرة والكبيرة لاستقبال السنة الجديدة وتتراوح الأسعار من 50 دولار أميركي في المطاعم الصغيرة إلى 700 دولار للحفلات الفنية التي تقيمها مطاعم وفنادق فخمة”.
ويعيش لبنان منذ عام 2019 أزمة اقتصادية حادة، نهشت معاشات المواطنين وقضت على مدخراتهم، وأصابت السلع الغذائية الأساسية والثانوية بتضخم كبير، بحيث أصبح اللبنانيون وبحسب أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” التي صدرت في 23 يناير/تشرين الثاني 2021، ” 8 من كل 10 لبنانيين يعيشون في فقر، و34 بالمئة في فقر مدقع، أما أسر اللاجئين السوريين، يعيش 9 من كل 10 منهم في فقر مدقع، بينما 34 بالمئة من الأطفال لم يتلقوا الرعاية الصحيّة التي احتاجوا إليها.