أحداث محلية وعالمية طبعت العام 2022

شهد عام 2022، انجاز استحقاق الانتخابات النيابية في موعده، في 15 أيار، رغم بعض التوقعات التي كانت تشير الى امكانية عدم حصولها، وقد سجلت مفاجآت عديدة، أبرزها نجاح 13 نائباً من “قوى التغيير”.
كما شهدت الانتخابات خروقات، وخصوصاً في دائرة الجنوب الثالثة، حيث نجح الياس جراده وفراس حمدان ليدخلا الى الندوة البرلمانية.

كما سجلت في جبل لبنان عدة مفاجآت تمثلت بفوز الثلاثي التغييري نجاة عون صليبا وحليمة قعقور ومارك ضو، فيما سقط رئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان.
وفي البقاع، كان الأبرز سقوط نائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي، فيما نجحت القوات اللبنانية في الحفاظ على مقعدها النيابي الماروني في بعلبك.
وفي الشمال، وبعد نجاح رامي فنج وفراس السلوم ودخولهما الندوة النيابية لمدة خمسة أشهر مارسا خلالها مهمتهما في المجلس النيابي، عاد المجلس الدستوري وأبطل نيابتها الشهر الحالي لمصلحة فيصل كرامي وحيدر آصف ناصر. كما حافظ ثنائي حركة أمل وحزب الله على كامل المقاعد الشيعية.

وبعد الانتخابات، تمت عملية انتخاب نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي للمرة السابعة على التوالي، بـ65 صوتاً، بالإضافة الى انتخاب الياس بو صعب، نائباً له، كوريث للمركز الذي انحصر مؤخراً بالنائب السابق ايلي الفرزلي.
وبعد انتظار دام عشر سنوات، شهد عام 2022 على اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والذي حسم بشكل نهائي حصة لبنان في مناطقه البحرية والاقتصادية. وقد وقع الرئيس ميشال عون رسالة الاتفاقية في قصر بعبدا، قبل أن تتم عملية تسليم الرسالة الموقعة في الناقورة في 27 تشرين الأول الفائت، منهية 11 عاماً من محاولات الوصول إليها.
على الصعيد الحكومي، فشل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي منذ تكليفه في تأليف حكومة ترضي الجميع، رغم زياراته المتعددة الى القصر الجمهوري في بعبدا للتشاور في عملية التشكيل.

الرئيس ميشال عون غادر قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته، منتقلاً الى منزله في الرابية، وسط مراسم وداع رسمية أقيمت له. وقبيل مغادرته القصر الجمهوري، القى كلمة في الحشود الشعبية، فأشار الى أنه ينتقل اليوم الى “مرحلة جديدة تبدأ بنضال قوي وعمل وجهد لاقتلاع الفساد من جذوره”.
وغادر عون قصر بعبدا، في ظل أزمة اقتصادية صنفت هي الأسوأ في تاريخ لبنان، والتي استنزفت من عهده ما يقارب ثلاث سنوات.

ومع مغادرته القصر، أصبح الفراغ الرئاسي أحد أبرز أحداث عام 2022 السياسية، إذ فشل المجلس النيابي في عدة دورات متتالية في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، علماً أنها المرة الرابعة في تاريخ الانتخابات الرئاسية في لبنان، التي تشهد فراغاً رئاسياً، بعد انتهاء ولايات الرؤساء السابقين امين الجميل والعماد اميل لحود والعماد ميشال سليمان.
على الصعيد المعيشي، رفعت حكومة تصريف الأعمال في لبنان، قيمة الدولار الجمركي إلى سعر 15 الف ليرة، أي بزيادة تقدر ب 13 ضعفاً، بعد أن كان قبل الأزمة الاقتصادية يستوفى على سعر 1500 ليرة لبنانية للدولار.

وكان قد أكد المسؤولون خلال الاجتماع الوزاري أن الهدف يتمثل في زيادة واردات الخزينة، مؤكدين أن الدولار الجمركي لن يكون له أي تأثير على الطبقة الفقيرة في البلاد. ويرى مراقبون أن ما جرى من شأنه خلق زيادة ضريبية مهمة في ظل الاحتكارات التجارية، الأمر الذي سيؤثر بشكل مباشر وحتمي على الاقتصاد اللبناني وجيوب المواطنين.
وفي السوق الموازية، شهد سعر صرف الدولار ارتفاعاً كبيراً، حيث تخطى عتبة الـ48 ألفاً هذا العام، فيما كان العام الماضي بحدود الـ20 ألفاً”.

وبعد سلسلة خلافات بين الأهالي في جنوب لبنان، وقوات حفظ السلام الدولية “اليونيفل”، وقع إشكال كبير في منتصف الشهر الحالي، في منطقة العاقبية الجنوبية على طريق الزهراني – صور البحري، بين بعض أهالي المنطقة وقوة من “اليونيفيل” انقلبت آليتها أثناء محاولتها الانسحاب من موقع الإشكال، ما أدى إلى وفاة أحد الجنود في حفظ السلام وإصابة ثلاثة آخرين، فيما التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادثة ومحاسبة المسؤولين.
كان عام 2022، مليئاً بعمليات اقتحام للمصارف اللبنانية واحتجاز رهائن فيها لتحتلّ صدارة المشهد الاقتصادي في البلاد، التي تفرض قيوداً على سحب المودعين لأموالهم، ما اضطر بعضهم الى القيام باعتصامات وعمليات تهديد بالسلاح وغيره للحصول على مدّخراتهم المحجوزة منذ بداية الأزمة.

ولا بد من ذكر سلسلة التصدعات في السلطة القضائية، على رأسها الملاحقات القضائية للمصارف ولحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتوقيفات مع زوجتيه ومعاونيه لا سيما ستيفاني صليبا، ومجموعة توقيفات أخرى في ملفات فساد تفتح للمرة الأولى كملف النافعة وعقارية بعبدا، والصراع داخل الجسم القضائي وحالات الاستقالات والإقالات لبعض القضاة، إضافة الى اعتكاف أغلب قضاة لبنان لمدة طويلة لازالت حتى اليوم.

أحداث دولية
1- وفاة الملكة إليزابيث الثانية
وافت المنية الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش، في قلعة بالمورال عن عمر ناهز 96 عاماً، بعد سبعين سنة في الحكم. واعتلت الملكة العرش في عام 1952 وشهد عصرها تغيرات اجتماعية وسياسية هائلة.

2- الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
توفي رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد في 13 أيار 2022، ونكست الأعلام في البلاد لمدة 40 يوماً، فضلا عن تعطيل العمل في الوزارات والدوائر والمؤسسات الرسمية والقطاع الخاص لثلاثة أيام.

3- شيرين أبو عاقلة
توفيت شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها الأخبار لقناة الجزيرة في مخيم جنين، في 11 أيار الماضي وقد أصيبت برصاصة في رأسها أثناء.

4- مهسا أميني
أثار موت شابة كردية إيرانية اعتقلتها دورية “شرطة الأخلاق” غضباً واسعا حول العالم.
وكانت مهسا أميني، في زيارة إلى طهران مع شقيقها، عندما صادفتها “شرطة الأخلاق” وطلبت منها تغطية شعرها بالكامل، ومن ثم تم احتجازها لتدخل المستشفى بعد ذلك وتتوفى، ما أثار احتجاجات في عدد من المناطق الإيرانية.

4- مقتل الطالبة نيرة أشرف طعناً على يد زميلها
هزت جريمة قتل الطالبة نيرة أشرف الشارع المصري، حيث استيقظ سكان محافظة المنصورة صباح الاثنين حزيران، على مشهد جريمة مروعة، تخلى فيها المجرم عن ثوب الإنسانية، ليقدم على قتل العشرينية نيرة اشرف بلا رحمة وبلا شفقة، وأمام مرأى المارة ولم يكترث لوجود أحد وأجهز على الضحية بلا رحمة.

5- مأساة شابة سورية توفيت غرقاً في حفرة للصرف الصحي
أثارت وفاة شابة سورية عقب سقوطها في فوهة مفتوحة دفعتها إلى داخل الصرف الصحي، حزن الأوساط السورية وخاصة محافظة اللاذقية التي وقع بها هذا الحادث المأساوي.

6- مأساة الطفل المغربي ريان
الطفل ريان ذو الخمس سنوات والذي سقط في بئر عمقه 32 متراً في المغرب، وظل عالقاً فيها مدة خمسة أيام واستمرت محاولات انتشاله حتى تكللت بالنجاح يوم 5شباط 2022 قبل إعلان وفاته بعد إنقاذه بوقت قصير.
تشكيل حكومة في “إسرائيل”

ينتهي عام 2022، بتشكيل حكومة جديدة في كيان الاحتلال الإسرائيلي، تعتبر الأكثر تطرفاً في التاريخ، بعد أربع سنوات من أزمة سياسية داخلية أدلى خلالها الإسرائيليون بأصواتهم في 5 جولات انتخابية.
وأفضت نتائج الانتخابات إلى حصول معسكر زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، على 64 مقعداً من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي، ليكلف بعد ذلك رئيس العدو، إسحاق هرتسوغ، نتنياهو بتشكيل حكومة خلال 28 وعشرين يوماً، منح بعدها تمديداً لعشرة أيام إضافية، وفي اللحظات الأخيرة أعلن نتنياهو عن نجاحه في تشكيل حكومة.
من بعدها، خرج آلاف الإسرائيليين في مظاهرات حاشدة، ضد نتنياهو وحكومته الجديدة التي تضم شخصيات وأحزاب يمينية متطرفة.

ظهرت مجموعة جديدة في فلسطين المحتلة، سميت بـ “عرين الأسود”، وتضم مقاومين فلسطينيين.
ذاع فعل “عرين الأسود” قبل اسمها، كمجموعة مسلحة تجنَّد فيها عشرات المقاومين الذين اتخذوا من البلدة القديمة بنابلس مقرا لهم، وأخذوا على عاتقهم مقاومة الاحتلال أينما وكيفما وجد وبكل أشكاله من جنود ومستوطنين وغيرهم.
“عرين الأسود”، أصبحت واحدة من أبرز المجموعات المسلحة في الضفة والتي لا تنتمي لأي فصيل سياسي. وأصبح القضاء على هذه المجموعة أحد أبرز أهداف جيش الاحتلال في ظل تصاعد قوتها العسكرية وحاضنتها الشعبية.
أزمة القمح

كشفت الحرب الأوكرانية – الروسية، عن مدى أهمية محاصيل القمح التي تنتجها تلك البلاد، لتأمين رغيف الخبز في مختلف دول العالم.
فمنذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، في 24 شباط 2022، توقفت تلك الصادرات عن دخول السوق العالمية، مسببة ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وتكاثف شح العرض وزيادة المضاربات على خط معالمه ما تسبب بأزمة حبوب على صعيد العالم.
وتبدي روسيا استعدادها للإفراج عن صادرات القمح الأوكرانية مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها. ومن ناحية تعتبر أوكرانيا، ومعها الغرب، هذا ابتزازاً.

كما أطلقت تركيا جهوداً للوساطة في إيجاد حل لهذه المسألة، وهذا ما كشف عنه وزير خارجيتها، مولود جاوش أوغلو، قائلاً: “نحن الآن نؤدي دوراً مهماً في مغادرة السفن المحملة بالحبوب، من الموانئ بشكل آمن”.
أزمة طاقة
واجهت وتواجه أوروبا أزمة طاقة عميقة في فصل الشتاء البارد، إذ وصلت أسعار الغاز إلى مستويات قياسية، والإمدادات آخذة في الانخفاض.

وتُستخدم الطاقة بالقارة في مجموعة من الأنشطة، ومن بين ذلك النقل والمنازل والصناعة والخدمات والزراعة والغابات وفي إنتاج الغذاء، كما تُستخدم في الأسمدة والحصاد والتبريد والتدفئة.
وتضررت الأسواق المتعلقة بصناعات الألبان والمخابز بشدة، لأنها كثيفة الاستهلاك للطاقة.
كما واجه قادة الاتحاد الأوروبي انقسامات بشأن كيفية التعاطي مع أزمة ارتفاع أسعار الطاقة، في وقت يواجهون تداعيات الحرب الروسية – الاوكرانية.