/ مرسال الترس /
بالرغم من التوقعات غير المشجعة لاستكمال الاستحقاق الرئاسي في المدى القريب، تبدو الأجواء القريبة من بنشعي متفائلة بسياق التداعيات التي تتوالى على الساحة السياسية في لبنان، وأحدثها اللقاء الذي حصل بين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل منذ بضعة ايام عند صديق مشترك، بغض النظر عن إطار اللقاء.
برأي المقربين من بنشعي، فإن ما يحصل يصبّ في خانة مناسِبة لرئيس “المردة”، والذي لم تسجل أي عاصمة عربية أو اقليمية أو دولية أي فيتو معلن على إسمه، على الرغم كل التقاطعات التي يشكلها الرجل مع عواصم متباعدة في الرؤية السياسية. فضلاً عن “الكسوف” الذي طال عشر جلسات انتخابية لمجلس النواب من دون تحقيق أي تقدم ملموس، وإنما دوران في حلقة مفرغة من الأوراق البيضاء، أو تلك التي تحمل إسم رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض.
قبل أيام، زار معوض رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، ولاحظ كثيرون أنه خرج متجهم الوجه من اللقاء. وربما كان موقف جنبلاط هو السبب في ملامح الانزعاج على معوض، خصوصاً أن رئيس “التقدّمي” ألمح لاحقاً إلى أنه مستعد للسير بخيارات أخرى إذا كانت تؤدي بالمرشح المشترك مع حزب “القوات اللبنانية” إلى قصر بعبدا، وذلك على الرغم من كل الملاحظات السلبية التي جرى تسريبها عن ذاك التحالف الذي لم يفض حتى الساعة سوى الى سراب رئاسي.
وإذا كانت هذه أجواء المختارة، فإن أجواء البياضة لم تكن أفضل حالاً بعد ورشة “الحرث” التي نفّذها باسيل في قطر وفرنسا في لقطع الطريق على فرنجية، إلا أن رئيس “المردة” بدأ بنثر البذور على أمل أن يحصد قريباً موسم زرعه.
ويكشف مسؤول شمالي سابق على علاقة وطيدة بقيادات رفيعة في “حزب الله”، أن الحزب يتجاهل سعي رئيس “التيار البرتقالي” للقاء متجدد مع السيد حسن نصر الله لترميم العلاقة، وأن الجواب الذي سمعه من الضاحية هو أن التزام الحزب مع سليمان فرنجية يشبه الالتزام الذي حصل قبيل الانتخابات الرئاسية في العام 2016 مع الرئيس ميشال عون. وبالتالي فإن الحزب جاهز للبحث في التفاصيل بما يخص هذا الالتزام “تحديداً”!
وعلى هذه الخلفية، تقول مصادر متابعة لأجواء بنشعي، كان رفض فرنجية البحث في أي أمر يمت بأية صلة بالاستحقاق الرئاسي، وكل ما عدا ذلك قابل للتداول والنقاش.