مقدمات نشرات الأخبار المسائية 22/12/2022

على وقع جمود شامل في المشهد الرئاسي بات شديد الوضوح، حيث ان كل الاطراف  تقف خلف متاريسها وعلى وقع مشهد اجتماعي ومالي مأزوم مع مواصلة الدولار الأميركي تحليقه ملامسا الستة واربعين الف ليرة  وارتفاع اسعار المحروقات والخوف الشديد من عدم التمكن من تزويد السوق بالادوية.
وفيما الوقت يلعب في غير مصلحة لبنان لفت اليوم تحذير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من ان لبنان على مفترق طرق خلاصته إما النهوض المنتظر أو التدهور القاتم مشيرا إلى انه بحال تحقق السيناريو السياسي الاقتصادي الإيجابي  فهذا الأمر يتمحور بانتخاب رئيس بأسرع وقت وتشكيل حكومة جديدة تتعهد باعتماد نهج اصلاحي حقيقي بدعم سياسي شامل.
وطالب ميقاتي في كلمة له خلال رعايته حفل افتتاح “منتدى الاقتصاد العربي”  بأن يترفع كافة المسؤولين السياسيين عن مصالحهم الضيقة.
وقد اكد الامين العام لجامعة الدول العربية في المناسبة ان  لبنان لا يتحمل الشغور الرئاسي وأن الجامعة العربية مستعدة للقيام بدورها بشأن الحوار بين اللبنانيين. اما واشنطن فاكدت على لسان مساعد الرئيس الاميركي جو بايدن ومنسق مجلس الامن القومي للشرق الأوسط وشمال افريقيا بريت ماكغورك Brett McGurk بأن ليس لديها  مرشح للرئاسة، وهي تشجع النواب والقيادات السياسية على انتخاب رئيس في اسرع وقت كي يستعيد لبنان عافيته.
نيابيا اعلن رئيس المجلس الدستوري رد الطعون النيابية المقدمة عن المقعد الماروني في المتن والمقعد العلوي في الشمال الأولى عكار ليؤكد نيابة رازي الحاج واغوب  ببقرادونيان في المتن ومحمد رستم  في عكار ولتكون تلك الطعون الاخيرة في مسار انتخابات 2022.

 

جمود سياسي يزنر البلاد ويشكل الملف الرئاسي أحد أبرز امثلته الصارخة.
أما المسار الحكومي فكان في الساعات الأخيرة شاهدا على مبارزة جديدة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال وفريق وزاري يمثله هذه المرة وزير الدفاع.
المبارزة انعكست في عرقلة مشروع المرسوم الرامي إلى منح الأسلاك العسكرية مساعدة اجتماعية.
فالوزير المعني عمل على تعديل المشروع الذي اقره مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة الأمر الذي استدعى توجيه رئاسة الوزراء كتابا إليه طلبت فيه توقيع المشروع الذي ارسل اليه سابقا كما هو.
ويرفض الوزير الا صيغة موقعة من اربعة وعشرين وزيرا كما يرفض توقيع اقتراح قائد الجيش تأجيل تسريح رئيس الأركان والمفتش العام في المجلس العسكري اللذين سيحالان على التقاعد نهاية هذا الأسبوع فهل تكون الأسلاك العسكرية هي الضحية؟ وهل تطير المساعدة الاجتماعية المرصودة لها؟
ماليا ومعيشيا ظل دولار السوق السوداء على فلتانه غيرعابئ بتعميم من هنا وقرار من هناك مايتسبب بفوضى في الأسعار تطال كل ما له علاقة بحياة المواطن وآخره الدواء الأمر الذي دفع نقيب الصيادلة إلى دق ناقوس الخطر.
في شأن آخر أصدر المجلس الدستوري قراره بشأن الطعنين الأخيرين المقدمين بنتائج الانتخابات النيابية في المتن وعكار.

 

“هناك الكثير من الاحتمالات، ولكن لا استطيع ان اتحدث في امر حاليا”. هذا ما قاله الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط عندما سئل عن وجود مبادرة عربية او لا،  وهو قول يعبر عن الحقيقة الى حد بعيد.
فالحراك الاقليمي – الدولي يتبلور يوما بعد يوم، وثمة ضغوط كثيرة تمارس على لبنان وعلى المسؤولين فيه، بقصد انجاز الاستحقاق الرئاسي.
كما  تلوح في الافق رزمة عقوبات اميركية وحتى اوروبية على مسؤولين يعرقلون اجراء الانتخابات الرئاسية. فهل تؤدي كل المعطيات المذكورة الى انتخاب رئيس جديد قبل الربيع المقبل، كما يرجح كثيرون؟
اقتصاديا، الدولار حافظ على ارتفاعه ولم ينزل عن سقف ال 46 الف ليرة، في ظل غياب شبه تام للمعالجات. وبعدما ارتفعت العملة الخضراء خمسة الاف ليرة في اقل من اسبوع، برزت الى الواجهة  ظاهرة تهريب الدولار الى الخارج وتحديدا الى سوريا عبر الحدود البرية. فهل تتحرك الاجهزة الامنية والقضاء قبل فوات الآوان؟ وارتفاع الدولار أثر هذه المرة بشكل اساسي على حليب الاطفال، الذي لم يعد متوافرا في صيدليات كثيرة. فالى متى يدفع اللبنانيون ثمن  تخبط سياسات الدعم؟ ومتى يتحول الدعم من دعم على السلع الى دعم للاسر، حتى لا يذهب الدعم الى غير اللبنانيين؟

 

انهم الاطفال والمرضى، اكبر ضحايا جنون الدولار، مع ارتفاع اسعار الحليب وفقدان الكثير من انواع الدواء، فيما مرضى السياسة ومجانين الاقتصاد غير آبهين بما يصيب البلاد والعباد .

بلا ضوابط ولا قيود يكمل الدولار تحليقه على ارتفاع ستة واربعين الف ليرة وما فوق، ولا من ينظر من فوق الى عصابات تعمل لمصلحة الكبار تدير عمليات التصريف وتتلاعب بالاسعار..

وفيما البورصة السياسية على افلاسها، وعمليات الانقاذ على تعثرها، كان موقف اليوم للرئيس نجيب ميقاتي، الذي قال ان لبنان على مفترق طرق، فاما النهوض المنتظر أو التدهور القاتم ..

ومن قتامة المشهد المحبط لكل بصيص حل كهربائي يعيد التغذية الى شبكتها لساعات اضافية، أضيف الى سجل التعقيدات بل المعوقات بند جديد. فبعدما كان الجميع ينتظر فتح الاعتمادات عبر خطاب الائئتمان لمصرف لبنان، لبدء البواخر بتفريغ حمولاتها واطلاق ساعات كهربائية اضافية تريح المواطن الى حد ما وتخفف الضغط والطلب على دولار السوق السوداء، اطل مصرف لبنان بطلب جديد وهو الحاجة الى سلفة خزينة لتغطية مناقصات الفيول التي اتمتها وزارة الطاقة لمصلحة كهرباء لبنان ..

وبين السلف وكتب الائتمان والبواخر العائمة على انتظار الاموال، غرق اللبنانيون مجددا بالعتمة المتعمدة بلا ادنى شك سياسي.

بلا اي شك روسي فان زيارة الرئيس الاوكراني فولوديميير زيلنسكي الى اميركا ووعود التسليح التي حملها من هناك ستزيد امد الحرب ولن تحسم النزال، فروسيا وجيشها ماضون حتى تحقيق الاهداف كما قال رئيسها فلاديمير بوتين، الذي اعتبر ان الروس والاوكرانيين ضحايا الغرب وسياساتهم الاستفزازية ..

اما النزف اليومي للدم الفلسطيني فلم تره بيوت لا بيضاء ولا ملونة، فالشعب الفلسطيني متروك لجهاده الاستثنائي امام آلة القتل الصهيونية اليومية.. واليوم اكمل لاعب كرة القدم الهداف الفلسطيني احمد دراغمه مباراة البطولة والعزة بوجه العدو، حتى ارتقى شهيدا برصاص قناص صهيوني في نابلس..

 

طوى المجلس الدستوري اليوم صفحة الطعون النيابية برد الطعنين المقدمين في المتن وعكار، ورفع رئيسه الصوت تنديدا باتهامات التسييس المعلبة، معلنا أن علاقته بالرئيس العماد ميشال عون تشرفه، ومؤكدا من جديد أن أحدا لم يتدخل معه حول القرارات.
لكن، اذا كانت صفحة الطعون النيابية قد طويت، فصفحات الأزمات الداخلية اللامتناهية تبقى مفتوحة حتى اشعار آخر، طالما يعجز المجلس النيابي عن انتخاب رئيس جديد، وتفشل غالبية الطبقة السياسية في التوصل إلى تفاهم على خطة للنهوض الاقتصادي والمالي، على وقع حرتقات مستمرة في ملف الحكومة. فبعد الاختباء خلف مأساة مرضى السرطان الإنسانية للالتفاف على الميثاق وضرب الدستور من خلال عقد جلسة ملتبسة لمجلس الوزراء، من الواضح ان هناك من يسعى اليوم الى تخيير اللبنانيين بين العيش المشترك وحقوق العسكريين، في اسلوب سياسي رخيص، درج عليه البعض منذ مدة، ومن المحسوم أنه لم يعد يمر على احد من اللبنانيين.
ففيما الدولار يلامس الخمسين الفا، والاوضاع الحياتية والمعيشية في تدهور مستمر، ليس مفهوما ابدا أن يمضي البعض وقته في اضاعة وقت اللبنانيين بالالاعيب السياسية السخيفة في الشكل، الخطيرة في المضمون، حيث انها تهدد اسس الكيان، وتعرض وحدة الوطن الى اهتزاز كبير، من دون ان يفهم احد النوايا الفعلية او الاهداف الحقيقة لكل ما جرى ويجري.
لكن، في الخلاصة، يبقى دائما مكان للحل. والحل يبدأ، بالإقرار بالخطيئة، وبالعودة عنها، قبل أي شيء آخر. أما المراوغة، واللعب على الكلام، وسائر اشكال التذاكي التي باتت تثير قرف الناس، فلن توصل الى اي نتيجة، الا الى اطالة امد الازمة، واستجلاب المزيد من تدخلات الخارج، فيما التفاهمات اللبنانية-اللبنانية تبقى دائما ممكنة، اذا صفت النيات.
لكن قبل الدخول في تفاصيل الاخبار، اشارة الى محطة انسانية ووطنية سنوية، يجسدها غدا انطلاق النسخة العاشرة من تيليتون سطوح بيروت، الذي تنقل وقائعه مباشرة على ال او.تي.في. اعتبارا من الساعة الخامسة عصرا، وكل التعويل على دعمكم ايها اللبنانيون في لبنان، وفي كل بلدان الانتشار.

 

انفجرت مجددا بين رئيس حكومة تصريف الأعمال وبين رئيس التيار الوطني الحر، عبر وزراء محسوبين عليه.

ابرز أوجه الإنفجار، مع وزير الدفاع الذي رفض توقيع تأجيل تسريح رئيس الأركان والمفتش العام، وهي صلاحية تعود إليه، كما أنه لم يوقع مرسوم منح الاسلاك العسكرية مساعدة اجتماعية، مشترطا توقيع جميع الوزراء.

بالنسبة إلى الرئيس ميقاتي، فإن اشتراط توقيع جميع الوزراء غير دستوري، وإن كانت هناك سابقة، كذلك رفض المراسيم الجوالة لأن لا شيء في الدستور يتحدث عن المراسيم الجوالة، وإن كانت هناك سابقة .

النتيجة الفورية لهذا الكباش، تعطل المجلس العسكري بخروج اثنين من اعضائه إلى التقاعد ، بعد رفض تمديد التسريح ، وحرمان الأسلاك العسكرية من المساعدة الإجتماعية بعد اشتراط وزير الدفاع توقيع 24 وزيرا .

هكذا يكون باسيل قد رد على انعقاد مجلس الوزراء، ولكن إذا كانت تلك الجلسة قد أمنت الأموال للمستشفيات، فكيف ستتأمن المساعدة الاجتماعية للعسكريين ؟

في هذه الأجواء، حذر الرئيس ميقاتي في كلمة له اليوم من أن لبنان  على مفترق طرق، خلاصته: إما النهوض المنتظر وإما التدهور القاتم.
ماذا بعد الأعياد ؟ في معلومات خاصة بال “الLBCI” فإن العاصمة الفرنسية ستشهد اواخر الشهر المقبل اجتماعا رباعيا, يضم إلى فرنسا، الولايات المتحدة والسعودية وقطر ، وعلى الطاولة ملف رئاسة الجمهورية وملف الحكومة ، في آن…

نيابيا، أقفل ملف الطعون النيابية بإعلان رئيس المجلس الدستوري طنوس مشلب ان “المجلس رد الطعنين المقدمين من قبل جاد غصن في المتن وحيدر عيسى في عكار .
في دوندالك في ايرلندا، أقيمت اليوم جنازة الجندي الذي قتل في العاقبية، الجنازة حضرها كبار قادة الجيش الإيرلندي ورؤساء احزاب ، ووصف الجندي بأنه بطل قومي.
من آخر التحقيقات في هذه القضية نبدأ…

 

قرقعة المراسيم الجوالة تتحور إلى جائحة خطرة لم تقتصر أضرارها على الرئاسيات فالخسائر الناجمة عنها أوقعت ضحايا في الأرواح السياسية والجيوب العسكرية والأمنية فلأجل أن يلقن جبران باسيل درسا لقائد الجيش في صندوق الرئاسة، ولضرب المسير الحكومي والاستمرار في نهج التعطيل كان الجيش صندوق بريد، فحرم عسكريوه والأسلاك الأمنية الأخرى مرسوم المساعدات…

وأما الأضرار الوزارية فهي أبعد من رفض وأقرب إلى التزوير عبر شطب التواقيع وإضافة تواقيع بديلة عنها.

وهذا ما ينسب إلى وزير الدفاع موريس سليم الذي يبرر موقفه بشعار: “القانون لا يسمح لي بالتمديد”، وهي عبارة صحيحة جزئيا ولا ينقصها إلا استبدال كلمة القانون بجبران باسيل.

ويتقيد بهذا الخط كل وزير من التيار أو يشعر بعوارض عونية.

ولذلك فإن أزمة المراسيم وقبل أن تصبح جوالة جالت على الخلافات وتدمير المؤسسات، وهي مرشحة للتفاعل والتسلم والتسليم من عام إلى عام والأزمة بتجوالها على أكبر المراجع الدستورية تبين أنها مجرد بدعة لم تعترف بها أي من الحكومات وهي اليوم أزمة سياسية لا تتصل بالدستور ولا تنتقص بالتالي من دور رئيس الجمهورية الغائب مرحليا…

فالرئيس حتى وإن كان حاضرا على كرسيه الرئاسية أو مترئسا مجلس الوزراء، لن يغير في المعادلة إذ إن القانون يصبح نافذا بعد شهر من إصداره ونشره في الجريدة الرسمية ما لم يعده الرئيس معللا إلى المجلس.

وأما المراسيم فتصبح نافذة بعد خمسة عشر يوما من تاريخ نشرها.

ومنذ الطائف فإن رئيس الجمهورية “حضر فترأس”، حيث لا يشارك بصوته في القرارات لكونه صوتا لكل الجمهورية وليس لفريق بعينه، ولا يغلب فئة على أخرى أما القرارات المتخذة داخل جلسات مجلس الوزراء، سواء بالثلثين أو بالنصف زائد واحد فإنها تعطي رئيس الجمهورية حق الاعتراض فقط من دون أن يصرف قرار اعتراضه بالتعطيل فيما اليوم ومن خارج الجلسات، فإن أقلية تعطل عمل مجلس الوزراء وهي تشكل أقل من ثلث الوزراء، لكنها قادرة على إدارة التحكم عن بعد ومن قمرة ميرنا الشالوحي للقيادة…

وهذا استئثار وخطف للحكومة على أيدي أقليات تفوقت على الأكثرية لن يتأثر السياسيون والقيادات والزعماء وضمنا الوزراء، بالحروب آنفة الذكر ف”العترة” على الموظف الرسمي والمواطن العادي لأن قائد المسيرة التعطيلية على استعداد لبيع القضية عند أول مفرق رئاسي والبارز بين المفارق هو كليمنصو إذ رجحت معلومات الجديد حصول اجتماع غداء بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وقالت مصادر الطرفين للجديد إن اللقاء وارد، لكنه لم يحسم ما إذا كان سيتم غدا أو بعد غد، أم إن استبعاد الموعد الدقيق يأتي لأسباب أمنية ولا يعود الخبر مفاجئا إذا ما تم ربطه بمصالح الطرفين…

فجبران يتحرك باستشعار رئاسي، وجنبلاط يحتاج إلى التوافق على اقتراح قانون قدمه نواب اللقاء الديمقراطي لرفع سن التقاعد في المواقع العسكرية وبينها رئاسة الأركان التي يشغلها جنبلاطي، ويتقاعد بعد يومين ومع سلوك خط اللقاء ينسى الطرفان مرحليا رحلة القدح والذم والحروب الصغيرة والأوصاف والنعوت ليقدما مسارا مستجدا يختتما به نهاية العام.
قاد هذا الخط مهندس الخطوط الحمر وائل أبو فاعور الذي زار معراب اليوم موفدا من جنبلاط، واجتمع برئيس حزب القوات سمير جعجع حدث ذلك على وقع خطى الجامعة العربية التي تنقلت عبر أمينها العام أحمد أبو الغيط في بيروت، من دون أن يكشف ما اذا كان يحمل مبادرة فيما طلائع هذه المبادرات ستظل عاصمتها باريس حتى اشعار آخر، مع توقع لقاءات ثلاثية فرنسية اميركية سعودية على الملف اللبناني.