أشار الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر إلى أن, “الوقت يقترب من أجل إحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى”، لكنه حذر من أن, “رغبة البعض في تفكيك روسيا قد تؤدي إلى فوضى نووية”.
وعقد كيسنجر، الذي لعب دوراً بارزاً في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عندما كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، عدة لقاءات مع فلاديمير بوتين منذ انتخابه رئيسا لروسيا لأول مرة في عام 2000.
يقول الكرملين: “إن على كييف الاعتراف بضم موسكو لمناطق في جنوب وشرق أوكرانيا”.
ومن جهتها أوضحت أوكرانيا أن, “كل جندي روسي يجب أن يغادر أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014”.
وتقدمت كييف بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد أن أعلنت موسكو ضم بعض الأراضي الأوكرانية في أيلول.
وفي مقال بمجلة “ذا سبيكتاتور” The Spectator البريطانية تحت عنوان “سُبل تجنب حرب عالمية أخرى”، قال كيسنجر: “إن الوقت يقترب للبناء على التغييرات الاستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات”.
وأضاف, “يجب أن تربط عملية السلام أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي, خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى”.
وحذر من أن, “الرغبة في أن تبدو روسيا كدولة “عاجزة” أو حتى السعي إلى تفكيكها قد تطلق العنان للفوضى, ولم تُظهر أوكرانيا أو أي دولة غربية تأييدا لأي من المسارين”.
وقال: “إن تفكيك روسيا أو تدمير قدرتها على ممارسة السياسة الاستراتيجية يمكن أن يحول أراضيها التي تضم 11 منطقة زمنية إلى فراغ متنازع عليه”.
واستكمل, “قد تقرر مجتمعاتها المتنافسة تسوية نزاعاتها بالعنف, وقد تسعى دول أخرى إلى زيادة مطالبها بالقوة, وستتضاعف كل هذه المخاطر بسبب وجود الآلاف من الأسلحة النووية التي تجعل روسيا واحدة من أكبر قوتين نوويتين في العالم”.