خاص “الجريدة”
يتّخذ التنافس الانتخابي على منصب المفتي في عكار أبعاداً مختلفة وذات خصوصية. أوّل هذه الأبعاد أنّ غياب تيّار “المستقبل”، الذي كانت له الكلمة الفصل في أيّ استحقاق انتخابي في عكّار، أفسح في المجال أمام القوى المحلية فيها لملء الفراغ.
فقد أعلن النائب وليد البعريني علناً تأييده مفتي عكّار السّابق الشيخ أسامة الرفاعي بمواجهة المفتي الحالي الشيخ زيد بكّار زكريا، نتيجة خلافات سياسية وعائلية مع الأخير، بينما لم يعلن نائبا عكّار الآخرين، محمّد يحيى ومحمد سليمان، إسم مرشحهما، ومن غير أن تتضح وجهة أعضاء الهيئة الناخبة في المنطقة التي يبلغ عددها 176 عضواً.
ثاني هذه الأبعاد هو ديني. فالرفاعي معروف أنّه ذو توجّه صوفي في منطقة تزدهر فيها الطرق الصوفية، ولمشايخها حضور بارز فيها، بينما زكريا ذو اتجاه سلفي.
هذا الانقسام السّياسي والعائلي والديني، دفع بعض الفاعليات إلى طرح مبادرة تقوم على انسحاب الرفاعي وزكريا لمصلحة المرشّح الشيخ زيد الكيلاني، لكنّ هذه المبادرة فشلت في مهدها، ما جعل الاحتكام إلى صناديق الاقتراع هو الخيار الوحيد المتاح، حيث سيتنافس ستّة مرشحين على منصب مفتي عكّار، هم إلى جانب الرفاعي وزكريا والكيلاني كلّ من المشايخ: ناجي علوش، عبد الرحمن الرفاعي وحسن البستاني، في حين أعلن المرشّح السّابع محمد الحسن انسحابه من المعركة.