خاص “الجريدة”
لم يُكتب لمساعي التوافق التي بُذلت حتى يوم أمس، أن تصل إلى نتيجة مكتملة من شأنها أن تُجنّب دار إفتاء طرابلس والشّمال معركة انتخابية تدور رحاها بين أربعة مرشحين، يملك كلّ منهم حظوظاً متفاوتة للفوز بمنصب “صاحب السماحة” في عاصمة السّنة.
فقبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع، أعلن ثلاثة مرشّحين انسحابهم من المعركة، الأوّل الشيخ أحمد المير الذي وجد أنّ “الانتخابات غير عادلة ولا يوجد فيها أيّ تكافؤ”، معلناً “إفساح المجال أمام الهيئة الناخبة لاختيار من تراه مناسباً”، بينما برّر المرشّح الآخر الشيخ أحمد كمّون انسحابه “بعدم توزّع الأصوات بين المرشّحين”، لكنّه أعلن “تجيير” أصواته إلى المرشّح الشيخ بلال بارودي، داعياً إياهم إلى انتخابه.
أما المرشّح الثالث، فهو القاضي الشيخ سمير كمال الدين، الذي كان ترشيحه يشكّل منافسة جدية، ويحظى بدعم سياسي، وشكّل انسحابه، يوم السبت، مفاجأة ستترك تداعياتها على نتيجة الاقتراع اليوم، خصوصاً أن انسحابه جاء لصالح الشيخ محمد إمام تحديداً، الذي يمكن القول أنه أصبح يتمتّع بتأييد شريحة واسعة جداً، وأن فوزه بات شبه مضمون، إذا لم تحصل مفاجأة غير محسوبة.
وكانت مساعي التوافق قد فشلت، ولم تنجح الصيغة التي طرحها الرئيس نجيب ميقاتي، بتأمين هذا التوافق، وهي كانت تقضي بانتخاب الشيخ محمد إمام مفتياً، ومنافسه الرئيسي شيخ قراء طرابلس الشيخ بلال بارودي أميناً للفتوى خلفاً للشيخ إمام نفسه الذي يشغل هذا الموقع حالياً بالإضافة إلى توليه مهام قائمقام مفتي طرابلس والشمال منذ تقاعد المفتي السابق الشيخ مالك الشعار.
وفي ضوء استمرار المرشّحين الآخرين القاضي وسام السّمروط والشيخ مظهر الحموي، فإنّ أصوات الهيئة النّاخبة التي يبلغ عددها 138 عضواً ستتوزع 4 مرشّحين، وإنْ بشكل متفاوت.
الاستحقاق الانتخابي لاختيار مفتٍ جديد لطرابلس والشّمال، أعاد فتح النقاش حول الهيئة النّاخبة وضرورة توسيعها. ففي هذا المجال أوضح الشيخ أحمد المير، وهو أحد المرشّحين المنسحبين، أنّه يحمل شهادة من كليّة الشريعة التابعة لدار الفتوى، ومع ذلك فإنّ إسمه ليس ضمن عداد الهيئة الناخبة، التي تضم للمفارقة ضمن عدادها الأعضاء السنّة في بلدية طرابلس، ورؤساء البلديات السنّة في أقضية المنية ـ الضنّية وزغرتا والكورة والبترون.
هذه الهيئة النّاخبة تتوزّع خريطتها بين 4 قوى سياسية رئيسية تحاول الإمساك بدار إفتاء طرابلس بعد غياب الرئيس سعد الحريري وتيّار “المستقبل” عن المشهد السياسي، هي:
الرئيس نجيب ميقاتي الذي أوضحت مصادره أنّه “يؤيّد التوصّل إلى توافق”، من غير أن تخفي أنّه يميل لدعم الشيخ إمام.
النائب فيصل كرامي الذي تقول أوساطه إنّه داعم للتوافق، وكان يؤيّد القاضي سمير كمال الدين قبل انسحابه، واليوم أصبح يدعم الشيخ محمد إمام.
النائب أشرف ريفي الذي يدعم علناً الشّيخ بلال بارودي.
النّائب جهاد الصّمد الذي يميل لدعم الشيخ إمام أيضاً.