48 ساعة مرت على حادث العاقبية، وهو لا يمكن أن يوصف بأقل من الخطأ الكبير، الذي ادى الى مقتل جندي من القوات الايرلندية العاملة في القوات الدولية، بعد مواجهة مع من اصطُلح على تسميتهم “الاهالي”.
القوات الدولية تواصل تحقيقاتها، وهي تنتظر وصول فريق ايرلندي الى لبنان، فيما وصلت سفيرة ايرلندا في مصر الى بيروت لمواكبة التحقيقات لكون البعثة الديبلوماسية شاغرة حاليا…
الجيش اللبناني واستخباراته يعملان لكشف هوية من سميوا بالاهالي من جهة وتفاصيل ما حدث من جهة اخرى.
اما حزب الله فلا بد ان يكون يحقق بدوره، وبات يعرف الكثير عما حدث، وهو يؤكد ان الحادث غير مدبر ووليد ساعته.
والبارز ان اتصالا مباشرا حصل للمرة الاولى بين مسؤول التنسيق والامن في الحزب الحاج وفيق صفا وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ارولدو لاثارو، فيما يوفد الحزب غدا الى مقر القوات الايرلندية في الطيرة وفدا يضم ممثلين عن اللجنة الامنية في الجنوب ورؤساءِ بلدياتٍ ومسؤولين محليين وفاعلياتٍ في المنطقة لتقديم التعازي.
حادث العاقبية كبير، لكن السؤال هنا: الى ماذا ستؤدي التحقيقات؟ وهل يسلَّم مطلقُ النار الى القضاء، مثلما يجب ان يكون؟ وهل الواقع الاستراتيجي الدقيق بين الطرفين وتأثيرُه لا على الحدود اللبنانية الاسرائيلية وحسب، انما على المنطقة ككل يفرض على الجميع التعامل بدقة مع الخطأ الكبير منعا لتكراره؟
هذا على مستوى “العاقبية” اما رئاسة الجمهورية فلا حل في افقها، وكل ما يحكى عن لقاء على مستوى ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على هامش قمة عمّان في العشرين من الشهر الحالي لا يتعدى الحديثُ عن لبنانَ في خلاله مستوى التشاور لكون شروط الحل وهي اولا واخيرا الاصلاحات لم تتقدم، ليُفتح الطريق امام البحث في هوية رئيس الجمهورية ومن هو رئيس الحكومة القادرُ مع رئيس البلاد لا على وضع الاصلاحات وحسب انما على التأكد من تطبيقها.
لقاء عمّان، يليه بحسب معلومات للـLBCI، لقاء في كانون الثاني المقبل، يُعقد في باريس ويضم موفدين فرنسيين وآخرين سعوديين.
كل هذه الاخبار تأتي والعالمُ ينتظر الغد ليعرف من سينتزع النجمة الثالثة في بطولة كأس العالم في قط؟
الديوك الزرق اي فرنسا او الارجنتين وراقصو التانغو حتى في كرة القدم؟
هذا في وقت اوصل المنتخب المغربي المغرب والقارة الافريقية والعالم العربي الى المرتبة الرابعة في البطولة، بعد خسارته امام كرواتيا، فاتحا باب الحلم واسعاً جداً…
في الطريق إلى حجزِ المَقعدِ الثالث لنهائياتِ المونديال غداً لم تَسطعْ شمسُ العرب من مغربِها لكنّ أسودَ الأطلس والقرن الإفريقي وعلى مدى الأيامِ المستديرة في الدوحة وضعوا للعرب موطىء قدم في مباريات كأس العالم وتقدموا نحو التصنيف الرابع وإن نالت كرواتيا الميدالية البرونزية وفي يومِ اللغةِ العربية العالمي، تعطّلت لُغةُ الضاد وخاطبَ التيارُ الحكومة بمِرسالِ التعطيلِ الجوّال والمراسيمُ نفسُها باتتْ بحاجةٍ إلى “تُرجمان محلف” لفصْلِ جنسِها الدُستوري عن جنسِ الضرورة فاللجنةُ الرباعيةُ المنبثقة عن دِيوانيةِ السرايا، وَقَعَت في شرِّ التفسير وسُوءِ نيّتِه وباتَ وزراؤُها بحاجةٍ إلى “قاضي صُلح” للفصلِ بينَهم ومِن تعطيلِ جلَساتِ التصريفِ الحكومي إلى وضْعِ العُصيِ في دواليبِ اللجنة كَشفت مصادرُ الرباعية للجديد أنّ الاجتماعَ انعقد انطلاقاً من ثابتةٍ دُستورية: تحديدُ ما هو ضروري والاتفاقُ على آليةِ توقيعِ المراسيم وأشارتِ المصادر إلى أنّ وزيرَ العدل هنري خوري كان رأسَ الحَربة في المعركةِ التي يَخوضُها التيارُ الوطني الحر وهو حَضَرَ الاجتماعَ بسقفٍ عالٍ وبلائحةِ تعليماتٍ من وليِّ الأمرِ السياسي فاشترطَ لتسييرِ الأعمال عَبْرَ المراسيمِ الجوالة أن تَنالَ تواقيعَ أربعةٍ وعِشرينَ وزيراً تُعادِلُ توقيعَ رئيسِ الجُمهورية إضافةً إلى توقيعِ رئيسِ حكومةِ تصريفِ الأعمال نجيب ميقاتي وأضافتِ المصادر إنّ اللجنةَ فُوجئت بموقفِ وزيرِ العدل الذي جاءَ مخالفاً لطرحِ الأمس بإمكانيةِ تسييرِ الأعمال عَبْرَ المراسيمِ الجوالة وأمامَ هذا الواقع فإنّ حساباتِ التيار لا تتناسبُ وبيدرَ ميقاتي الذي يتمسّكُ بصلاحياتِه للدعوةِ إلى جلسةٍ لمجلسِ الوزراء عندَ الضرورة ونتيجةُ المداولات حُوّلت إلى ميقاتي ليَبنِيَ على الشيءِ مقتضاه أما ما لم يُبْنَ عليه حتى اللحظة، فالاستنكاراتُ والإداناتُ والتصريحاتُ الجوالة على حادثِ العاقبية هذه الواقعة أَحيتْ يومَها الثالث بِلا توقيفِ مرتكِبٍ واحد، وبِلا كشْفِ خيوطِه وتَبيانِ أَسودِها من أبيضِها ما وَضَعَ كلَ الدولةِ اللبنانية في دائرةِ الشُبهةِ الأُممية، والكلُ مُذنبٌ حتى تَثبُتَ براءتُه ودَفعَ بوزيرِ الخارجية والدفاعِ الإيرلندي إلى رفضِ تأكيداتِ حزبِ الله بأنه ليسَ ضالعاً في الأمر حتى معرفةِ الحقيقة كاملةً وصعّدَ الإعلامُ الايرلندي من لهجتِه ضِدَ لبنان، نازعاً الثقةَ عن تحقيقِ الجيش اللبناني، ومعتبراً أن قتلَ الجندي كان استهدافاً مباشراً وليسَ إطلاقَ رصاصٍ عشوائي ومن هذه المسؤوليات تُجاهَ إيرلندا “وليِّ الدم” والأممِ المتحدة والعالم فإنّه باتَ على لبنان عدمُ إضاعةِ الحقائق ووقْفُ سَيلانِ الاستنكاراتِ والإدانات، والتعويضُ عنها بتقديمِ الفاعلينَ للمحاسبة “فحارتنا ضيقة”، ومُطلِقو النار ليسوا منَ الكوكبِ الآخر وكلُ يومٍ تُزهِقُه السلطةُ الأمنيةُ والعسكرية في ِإضاعة الوقت تكونُ قد مَنحتِ الفاعلَ فرصةَ الهربِ إلى جهةٍ مجهولةٍ معلومة فالجيش يحقّق, حزبُ الله ينفي, حركة أمل تُعزّي, غاراتٌ من الزيارات على مَقرِّ اليونيفيل في الناقورة, وهطولُ البياناتِ السياسية استكاراً لكنْ أينَ الجُناة؟ وكيفَ لم تتوصّلْ استخباراتُ الجيش إلى أطرافِ الخيوط؟ وإذا كان الثنائي حزبُ الله -أمل يَعلَم فتلكَ مصيبة، أما إذا كانَ لا يَعلم فالمصيبةُ أكبرُ وقطعاً لهذا الجدلِ الأممي المحلي، وحتى نُقدِّمَ مرةً في الزمان حقيقةً واحدة صارَ لِزاماً علينا إعلانُ نتيجةِ التحقيق ووضْعُ المحاسبة في إطارِ التطبيق وإخراجُها من براثِنِ المواقفِ والتصريحات ولم يُعرَف ما إذا كانَ حادثُ اليونيفيل قد حَوّلَ مَسارَ الرئيسِ الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الأردن بعدَ قطر إذ كَشفتِ الصِحافية رندة تقي الدين في اتصالٍ معَ “الجديد” أنَّ ماكرون لن يزورَ لبنان ليلةَ عيدِ الميلاد فهو متوجهٌ غداً الأحد إلى قطر لحضورِ مباراة فرنسا والأرجنتين في نهائياتِ كأس العالم، ومنها يَنتقلُ إلى الأردن في زيارةٍ رسمية كما نَقلت تقي الدين عن مصدرٍ فرنسي نفيَهُ أنْ يكونَ قد حَصَلَ لقاءٌ فرنسي-سُعودي في باريس أوّلَ مِن أمس للتباحثِ في أزْمةِ الشغورِ الرئاسيّ اللبناني وأبعدُ من لقاءِ ثنائيٍ فرنسيٍ سُعودي لم يَلتئم سيفٌ ذو حدّين فرنسي أميركي يُهدِّدُ بفرضِ العقوبات لدفْعِ المشرّعينَ اللبنانيين إلى انتخابِ رئيسٍ جديد وتشكيلِ حكومة في أسرعِ ما يمكن وفي هذا الإطار بَعثت لَجنةُ العلاقاتِ الخارجية في مجلسِ الشيوخ الأميركيّ برسالةٍ إلى وزيرِ الخارجية أنطوني بلينكن ووزيرةِ الخزانة (جانيت يلين) تدعو إلى مساءلةِ أولئكَ الذين يُقوّضونَ المؤسسات وسيادةَ القانون في لبنان، بما في َذلك التهديدُ بفرضِ العقوبات وحَثّتِ اللجنةُ إدارةَ الرئيس بايدن على إبداءِ الدعمِ القويّ لسيادةِ لبنان وللمؤسسات وسيادةِ القانون بالتعاونِ معَ الحلفاءِ الأوروبيين.
الجديد الوحيد الاسبوع المقبل هو اسدال الستارة ولو موقتا عن مسرحية الخميس الرئاسية، بفعل ارجاء الجلسات الى ما بعد الاعياد، على وقع الفشل المتكرر لدعوات الحوار التي اطلقها الرئيس نبيه بري.
فالملف الحكومي على حاله، على رغم الاجواء الايجابية التي حاول ترويجَها فريقُ رئيس الحكومة، ذلك ان الاسئلة الجوهرية المرتبطة بالدعوة الى الجلسة السابقة لم يتمكن لقاء السراي الوزاري امس من بتها، كمثل مصير القرارات والمراسيم التي صدرت اخيرا وفق صيغ تضرب الميثاق وتهدد العيش المشترك، الى جانب مبررات الدعوة الى اي جلسة مقبلة، وكيفية اعداد جدول اعمالها، اضافة الى آلية اتخاذ القرارات.
اما الملفات التشريعية، فحدّث ولا حرج، حيث كان الكابيتال كونترول اول المعيّدين، مع ارجاء البحث فيه في اللجان الى العام الجديد، في وقت كان يُفترض اقرار هذا القانون في الايام الاولى للأزمة التي اندلعت في تشرين الاول 2019.
يبقى اخيرا، القضاء شبه المشلول، والذي يتعرض يوميا لطعنات سياسية، فيما اول حرف في ابجدية الاصلاح والنهوض يُفترض ان يكون سلطة قضائية مستقلة، همها الاول احقاق الحق واحلال العدالة، بدءا بملفات الفساد.
الكلمةُ خلال الساعاتِ المقبلةِ لنهائيات ِالمونديال، التي على طريقِها اُقصيَت منتخبات كبيرة ٌ، وفرَضَت أخرى حسابات ٍجديدة.
على هذا المستوى يتقابل ُغدا ًمنتخبا الارجنتين وفرنسا حامل ُاللقب، بعدما تنافس اليوم المغرب ُوكرواتيا على البرونزية.. صحيح ٌان اسودَ الاطلس لم يظفَروا بالمركز الثالث ِلكنهم بلا شك اُدرِجوا بين الفائزين بما حققوه في ادائِهم التاريخي وما اسسوا له من آمال ٍمستقبلية ٍعلى المستطيل ِالاخضر ِالعالمي.
في آخر ايام ِالمونديال، تتنحى الاهتمامات الاخرى ُقليلاً، ويتقدم التنافس الحماسي الذي ينتهي بنتائجَ واضحة على َالتناحر ِالمعقد ِالخالي ِمن النهايات المحسومة، كحال ِالاوضاع ِاللبنانية ِمع بعض ِالسياسيين هذه الايام.
ورغم َمحاولة ِالخرق ِالتي تحققت بالامس في الاجتماع ِالوزاري ِالتشاوري، الا ان الصورة لم تكتملِ اليومَ في اول ِجلسة ٍللجنة ِالرباعية ِالمنبثقة ِعنه .. وبحسب مطلعين، فان َجلسة الوزراء -ِ القضاة ِالاربعة في وزارةِ التربية لم يفارقها حديث من هنا وهناك عن دستورية ِجلسات ِمجلس ِالوزراء رغم َان الاجتماعَ التشاوريَ بالامس اتفق َعلى ان تبحث َاللجنة ُمسألتين : الاولى حولَ مصيرِ مراسيمِ جلسة الخامس من الشهر الحالي والثانية حول آلية تحديد المواضيع التي لا تحتمل أي تأخير ويمكن ُادراجُها على جدول اعمال مجلسِ الوزراء.. هنا، حسمت المصادر ان لا تقدم َتحققَ بل كانت هناك عودةٌ الى المربع الاول ، مضيفة ان جلسة اللجنة الرباعية اليوم قد تكون الاولى والاخيرة .. وعليه، هل ترحل ُهذه العقدة الجديدة الى العام المقبل كحال جلسات ِانتخاب ِرئيسِ الجمهورية المكبلةِ برفض الحوار والتفاهم؟. يسأل متابعون.