أكدت مصادر مسؤولة لصحيفة «الجمهورية»، أنّ التسوية الرئاسية حتمية وسنصل اليها ربما لأسابيع او لأشهر، موضحةً أن المكونات الداخلية ستجد نفسها ملزمة بالانصياع الى التسوية، مدفوعة بعاملين اساسيين:
أولهما، انّ وضع البلد في انحدار خطير، وتلوح في أفقه احتمالات انهيارات كارثية في شتى المجالات. في الفراغ الرئاسي السابق «كان البلد ماشي»، وكانت هناك حكومة كاملة المواصفات والصلاحيات، وكان الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي «ممتازاً» قياساً مع ما هو عليه حالياً، فكيف له ان يستمر مع هذا الانحدار؟
وثانيهما، هو «انكفاء الخارج عن إطلاق اي مبادرة رئاسية، وعدم قدرة هذا الخارج أيّاً كان على إطلاق مبادرة رئاسية ملزمة للأطراف الأساسيّين في لبنان، فنجاح اي مبادرة مرتبط بالدرجة الاولى بتوفّر بيئة حاضنة لها، وهو ما ليس متوفراً. والمجتمع الدولي مُنصرف اساساً الى أولوياته التي لا تشمل لبنان، ووجّهَ إشارات متتالية يحثّ فيها على التوافق».
وأسفت المصادر من أن «ثمة في الداخل من لا يزال يراهن على مبادرة خارجية تقلب الميزان الرئاسي لمصلحته، وهذا لا نقول انه رهان خاسر سلفاً، بل رهان قاصِر وخائب في قراءة المشهد اللبناني وتطوراته وتوازناته».