قضية إنسانية، يفترض أن يتحرّك لأجلها المجتمع اللبناني، والمنظمات الدولية، لحماية كرامة الناس، والأطفال، الذين يدفعون ثمن حروب الكبار.
طفل سوري نازح مع أهله إلى لبنان، دفع ثمن الحرب في سوريا مرتين: مرة بالتهجير بعيداً عن أرضه ووطنه، ومرة بالتعذيب والضرب الذي لاقاه من صاحب مزرعة يحمل في عقله شريعة الغاب والسطوة والوحشية.
فقد أطلّ طفل صغير سوري بمقطع فيديو يشرح فيه للناس قساوة ما عاش، فسنوات عمره القصيرة التي لم تتجاوزر عمر الأزمة في بلاده لم تشفع له بالنجاة من ضرب مبرح طال جسده ووجه، دون أي وجه حق.
وانتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر الطفل وهو يأكل رغيف الخبز بشغف بعد أن اعتدى عليه أرباب عمله بالضرب بوحشية، ويشرح أنه تلقى ضرباً ممن يعمل عندهم بحجة أنه تأخر عن ملاقاة أبقار وأغنام يعمل راعياً لها، موضحاً أن الضرب طال عينه اليمنى وهو ما يشير إليه اللون الأزرق حولها، وكسروا له إحدى أسنانه.
إلى ذلك، أثار المقطع غضباً واسعاً وصل إلى مطالبات بضرورة معاقبة الفاعلين فورا.
ويستضيف لبنان منذ بداية الحرب السورية، حوالي مليوني نازح سوري مُسجّل منهم حوالي 888 ألفاً لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ويتوزّع العدد الأكبر فيهم على محافظة البقاع (حوالي 39 بالمئة) تليها محافظة الشمال، بيروت والجنوب.