مجلس النواب

ورقة تعطيل النصاب مضمونة… من دون باسيل

كتبت كلير شكر في “نداء الوطن”: كلّ المؤشرات تدلّ على أنّ «حزب الله» باقٍ على موقفه في دعم سليمان فرنجية، لا بل يعدّ العدّة لسيناريوات لم تخطر في باله مع انطلاق السباق إلى قصر بعبدا، وهي انجاز الاستحقاق من دون حليفه العوني من خلال العمل على تأمين أكثرية تسمح بانتخاب فرنجية رئيساً من دون شراكة باسيل، وهو بذلك ينتقل من «الخطّة أ» التي اعتقد لوهلة أولى أنّ باستطاعته تنفيذها ولو احتاجت بعض الوقت لكي تستوي طبخة باسيل، إلى «الخطّة ب» بما تعنيه بقاء الأخير على ضفّة الاعتراض. وهو احتمال لا يفضّله، ولكن قد تضطره الأمور لسلوكه على قاعدة آخر الدواء الكيّ. في المقابل، بات جليّاً أنّ قائد الجيش جوزاف عون هو المرشّح الفعلي للفريق الآخر ولبعض القوى الخارجية التي رفعت من أسهم ترشيحه في بورصة الرئاسة، فيما يبدو أنّ قوى معارضة لا تبدي أي ممانعة في انتخابه اذا ما صار اسمه توافقياً.

رفع رئيس «التكتّل» سقفه إلى حدوده القصوى. قال كلّ ما عنده من اعتراض على أداء حليفه، ووضع «سلاحه» على الطاولة. لوّح إلى امكانية التخلّي عن الورقة البيضاء، فيما سرت أخبار عن احتمال تجيير بضعة أصوات لمصلحة النائب ميشال معوض في إطار ردّ الضربة التي تلقّاها من «حزب الله» ولو أنّ هكذا سيناريو لا يُقرّش في السياسة إلا في إطار النكد والنكايات، ولا يفتح باب التفاهم مع داعمي معوض، وتحديداً «القوات» لاعتبارات استراتيجية، لعل أهمها استحالة ترميم الثقة بين الفريقين، واعتبار تلك الخطة بمثابة طلاق نهائي مع «حزب الله».

ومع ذلك، يقول المعنيون إنّ جلسة اليوم، والأرجح أنّها الأخيرة في هذه السنة، لن تشهد تغييراً نوعياً في سلوك «تكتل لبنان القوي»، وستكون الورقة البيضاء هي الجامع بينه وبقية الحلفاء، كما أبلغ أمس النواب خلال اللقاء الوداعي للمجلس السياسي، فيما ينتظر أن تحدد تطورات الأسابيع المقبلة طبيعة الخطوة الثانية.

ومع ذلك، ثمة ورقة لا يمكن لباسيل الاستثمار فيها أو حتى التهويل باستخدامها، وهي انتزاع البطاقة الحمراء من قوى الثامن من آذار. اذ يؤكد المتابعون أنّ في جيب «حزب الله» وحلفائه أكثر من 43 صوتاً تسمح لهم بفرط النصاب فيما لو قرر باسيل المغامرة والطلب من نواب «التكتل» البقاء في مقاعدهم للانتقال إلى الجلسة الانتخابية الثانية، ذلك لأن «الحزب» يعتبر الأمر بمثابة خطّ أحمر لا يسمح بعبوره، وهو مرتاح لهذا المسار من خلال ضمان وجود 43 نائباً إلى جانبه، من خارج «التكتل» يستطيعون التحكّم بنصاب الجلسة الثانية، فيما لو بدا احتمال انعقادها قائماً.

ومع ذلك، فإنّ التباينات التي بلغت حدّ الخلافات في صفوف «تكتل لبنان القوي» تسمح بالسؤال: بالأساس هل سيلتزم كل نواب «التكتل» بما سيرسمه باسيل؟ وهل سيكون تموضعه السياسي بداية التشققات العلنية؟