مقدمات نشرات الاخبار اليوم الاربعاء 7-12-2022


إشتداد التأزم السياسي في البلاد هل ينعكس على الجلسة التاسعة لإنتخاب رئيس للجمهورية؟
فعلى الرغم من أن جلسة الغد ستكون من حيث النتيجة نسخة عن سابقاتها إلى أن لترددات جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت الإثنين الماضي سيكون لها رجع الصدى داخل الجلسة الرئاسية لا سيما بعدما رفع رئيس كتلة لبنان القوي النائب جبران باسيل السقف عبر رسالة حادة وعالية النبرة على هذا الصعيد.
وفي هذا السياق أُخرج النائب جورج بوشيكيان من كتلة نواب الأرمن بعد إجتماع للجنة المركزية لحزب الطاشناق نظراً لعدم التزامه كوزير للصناعة بمقاطعة جلسة الحكومة.
على أي حال الستاتيكو على حاله إلاّ أن الأنظار تشخص إلى التصاريح والمواقف داخل الجلسة الرئاسية وما بعدها ليُبنى على الشيء مقتضاه.
على خط التشريع دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان النيابية المشتركة إلى جلستين متتاليتين يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين لإستكمال درس مشروع الكابيتال كونترول وذلك بعدما قطعت اللجان شوطاً كبيراً لناحية البنود الأساسية والمتصلة بالأموال الجديدة وعمل اللجنة التي ستشرف على تطبيق القانون حين إقراره.
أبعد من لبنان حدثان مهمان: عربياً زيارة تاريخية للرئيس ذالصيني إلى المملكة العربية السعودية تبدأ اليوم وتتخللها قمتان عربيتان سيشارك لبنان فيهما ممثلاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
أما الثاني فأوروبي حيث تنفذ القوات الخاصة الألمانية حملة اعتقالات واسعة في 12 ولاية على خلفية إحداثيات عن تخطيط يمينيين لمحاولة إنقلاب على السلطة وهو حدث يتوقف عنده على خطين: الأول سابقة لم تشهد لها ألمانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والأمر الآخر توازياً على الحرب الروسية الأوكرانية ومحاولة بعض الإعلام الغربي التصويب على التحريض والتواطؤ الروسي وهو ما نفته السفارة الروسية في برلين.


. رفعَ أُسود الاطلسِ رأسَ العربِ بأعلامٍ فلسطينية، وأحيَوا الآمال بانجازاتٍ كرويةٍ استثنائية، فكانَ انتصارُهم في ارضِ الملعبِ على المنتخبِ الاسباني، وخارجَه على العدوِ الصهيوني الذي اسِفَ اعلامُه لحالةِ التضامنِ الشعبي والرياضي العربي معَ فلسطينَ واهلِها رغمَ كلِّ مجهودٍ بعضِ حكامِهم بفرضِ التطبيع ..
فطبَعَ العلمُ الفلسطينيُ مونديال قطر 2022، وارَّقَت صرخاتُ الجمهورِ الهاتفة باسمِ فلسطينَ رئيسَ الكيانِ العبري اسحاق هرتسوغ وهو يمرُّ فوقَ السعوديةِ قادماً من البحرينِ الى تل ابيب، وقبلَ وصولِه غرقت احلامُه في مياهِ الخليجِ الذي هَتَفَ اهلُه وكلُّ العربِ لفلسطينَ احتفاءً بوصولِ المنتخبِ المغربي الى الدورِ الربعِ نهائي.

في لبنان لم تَحِن نهائيات المبارياتِ الرئاسيةِ بعد، ولن تكونَ جلسة مجلسِ النوابِ الخميسَ غيرَ سابقاتِها، حيث لم تَصِل كُلُّ تداعياتِ الاثنينِ الحكومي الى الخميسِ النيابي ، حيثُ ستبقى الصورةُ على حالها معَ حضورِ التيارِ الوطني الحر الجلسةَ، والبقاءِ على الورقةِ البيضاءِ كوديعةٍ الى حينِ وضوحِ الخيارات، ما يعني انها ستبقى الورقةَ الراجحة، حتى تَرْجَحَ نوايا البعضِ وخياراتُهم، فيكونَ التواصلُ والتوافقُ مفتاحاً ضرورياً لحلِّ اَقفالِ الفراغِ وانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ يعيدُ انتظامَ المؤسسات..
في اعادةِ نَظمِ التحالفاتِ الدوليةِ من البوابةِ الاقتصادية، زيارةٌ رسمية للرئيسِ الصيني شي جين بينغ الى الرياض تستغرقُ ثلاثةَ ايامٍ يتخللُها قمةٌ للتعاونِ العربي الصيني..
قمةٌ سيَحضُرُها رئيسُ حكومةِ تصريفِ الاعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في التاسعِ من الشهرِ الحالي، على املِ ان تُطعِّمَ زيارةُ الرئيسِ الصيني الى الرياضِ بعضَ المكوِّناتِ اللبنانية، فتُصْبِحُ عروضُ بكينَ غيرَ مُخيفةٍ في بيروت، فيتلقفَها اللبنانيونَ الـمُنهكونَ المنصاعونَ للاميركي في كلِّ خطواتِهم وخياراتِهم..


لا رئيس بلا توافق.
خلاصة لا بدَّ منها بعد كل جلسة رئاسية بلا رئيس، وصولاً إلى المحطة العاشرة غداً.
غير أن للتوافق المنشود معايير عدة، يمكن اختصارها بثلاثة:
المعيار الاول، ان يكون الرئيس العتيد نتاج توافق فعلي بين اللبنانيين، لا نتيجة فرض مقنع بالتوافق، وهذا ما لا يرضى به أحد.
المعيار الثاني، ان يكون الرئيس العتيد منطلقاً من حيثية تمثيلية أكيدة، مباشرة أو غير مباشرة، تكريساً للميثاق، وحفاظاً على ما تحقق على صعيد الشراكة الوطنية منذ العام 2005، على يد مختلف المكونات، ومن دون أي انتقاص من أي طرف.
المعيار الثالث، ان يكون الرئيس العتيد تتويجاً لتفاهم وطني شامل حول اولويات المرحلة المقبلة، سياسياً واقتصادياً ومالياً، فالوضع لم يعد يحتمل المراوغة، ولا الالاعيب والمناكفات، التي عبَّرت عنها خير تعبير الجلسة الحكومية التي عقدت الاثنين الماضي، وما اعقبها من توقيع ملتبس على المراسيم، بشكل يستفز جميع اللبنانيين، الرافضين للإخلال بالتوازنات، وللتعرض لرمزية الموقع الأول في الدولة.
أما خارج المعايير المذكورة، فمسلسل رئاسي طويل، وحلقات اسبوعية في ساحة النجمة، لا يخرق مللها، الا ما يصدر عن بعض النواب من تعليقات، قد يرد عليها رئيس المجلس او لا يرد، فتلقى المشهدية رواجاً كبيراً على مواقع التواصل، لا أكثر ولا أقل، فيما الأزمة مستمرة، وتداعياتها تكبر، يوماً بعد يوم.


حركةُ “مواطِني الرايخ” المتطرفة كادت تَستولي على المؤسساتِ الدُستورية في ألمانيا.. فاهتزّتِ الدولةُ على وقْعِ محاولاتِ انقلابٍ أحبطتْها السلُطاتُ الألمانية وهي حركةٌ تَزامَنَ وقوعُها معَ انقلابِ الرايخِ اللبناني جبران باسيل على المؤسساتِ والأحزاب والتيارات، وضِمْنَها نفسُهُ وتيارُه لا تنسيقَ بين الحدثَيْن سوى أنّ عواملَ الجيناتِ السياسية متوارَثة، من “رايخسبرغر” إلى رئيسِ التيارِ الوطني الحر فالحركتان تَسيران على أيدولوجيةِ أنْ لا شرعيةَ للسلُطات، وتَصِفُ رؤساءَها بأنهم مجرّدُ دُمى وينطلقُ باسيل في انقلابِه اليوم على مَسارِ الذئابِ المنفردة التي قرّرتْ خوضَ الحربِ على الجميع، بهدفِ التفاوضِ على ِموقع الرئاسةِ الأولى وبمرورِ يومٍ ونِصف على مَوقِعةِ جبران، ظلَّ حزبُ الله محتفظاً بسلاحِ صمتِه ولم يُعطِ تراخيصَ لنوابِه ووزرائِه وسياسييه بإنهاءِ الهُدنةِ المستمرّة منذُ ستةَ عَشَرَ عاماً بموجِبِ تفاهم مار مخايل وتتوقّعِ المصادرُ القريبة من الحزب الإبقاءَ على قواعدِ الاشتباك كما هي راهناً من دونِ تغيُّراتٍ جذرية لكنْ هذا لم يَمنعْ إجراءَ قراءةٍ في واقعِ باسيل السياسي إذا ما قرّرَ الذهابَ إلى المقاطعةِ النهائية، واختيارِ “البريكزت” عن حزبِ الله لتقديمِ أوراقِ اعتمادٍ للغربِ والشرق، وإلى “الأكس” السياسي سمير جعجع وهذه القراءة تبدأُ أولاً بالتساؤل: ماذا لو قرّرَ حزبُ الله سحبَ ودائعِه النيابية من تكتّل لبنان القوي.. وفتّشوا هناك عن نوابٍ مسيحيين تحديداً في كلٍ من البقاع الشمالي والغربي والأوسط وبعبدا وبيروت الثانية.. وعن الشوف وعاليه عندما رَمى الحزبُ بثِقْلِ أصواتِ وهاب وإرسلان ليَدفَعَ بها إلى نوابِ جبران ويَخسَرَ الحلفاء وتُحصي مصادرُ سياسيةٌ أنّ باسيل قد يَخسرُ نِصفَ كتلتِه إذا بدأنا العَدّ، وضِمناً أصواتُ الأرمن فالتيارُ الذي وصلَ عامَ ألفين وخمسة بسبعينَ في المئة من أصواتِ المسيحيين وشَكّلَ العماد ميشال عون أيقونةَ التمثيلِ المسيحي، لم يَعُدْ على هذه الصورةِ الجارفة.. وقادت حروبُ صِهرِه إلى أن يَخرُجَ عون من الرئاسة قائداً على مسيرةِ جَهنّم لكنّ هذه الحروبَ مستمرةٌ في إشعالِ نيرانِها بعدَ نهايةِ العهد.. ولعلَّ أخطرَها تهديدُ باسيل باللامركزيةِ الإدارية الموسّعة على الأرض ما لم تَتحقّق بالقانون وهذا يُشكّلُ قرارَ الانتحار لرئيسِ التيار ويَدفعُ باتجاهٍ تقسيمي مَقيت جَربّه نوابُه وناشِطوه عَبْرَ تصريحاتٍ وآراء انعزالية تُفتّتُ أبناءَ الوطن وبمقدارِ خطورةِ كلامِ باسيل على الوطنِ ككل.. فإنّ أبرزَ نِقاطِ هذه الخطورة تَكمُنُ أيضاً في زرعِ الشِقاق بين حزبٍ وحركة وبين سُنّة وشيعة في الجهةِ المقابلة لكنّ بهلوانيةَ جبران هذه المرة هل تُزيحُ الحِمْلَ عن أكتافِ حزبِ الله.. فيُنهي الحزبُ حلفاً صارَ عبئاً عليه وعلى البلد؟ مصيرُ هذا التفاهمِ المتداعي أصبحَ اليوم في يدِ حارة حريك التي تَجِدُ أنّ عليها تنفيذَ وعدِها الصادق لسليمان فرنجية.. وهو الأمرُ الذي هزَّ عرشَ التفاهم بكاملِ بنودِه يَحدُثُ هذا الصراعُ الخفي بجُزئِه الحزبي على العتَمة التي خلّفَها تيارٌ سياسي أمسكَ بوِزارةِ الطاقة اثني عشَرَ عاماً ولا يزال وآخِرُ تطوراتِ الظلامِ الكهرَبائي أنّ الساعاتِ العَشْر لم تَكُنْ بدورِها وعداً صادقاً، وتقلّصت إلى أربعِ ساعات.. إذا دَفعَ مَصرِف لبنان القيمةَ المطلوبة مُنتصَفَ هذا الشهر.