/ حازم يتيم /
ينطلق يوم الجمعة المقبل دور الربع نهائي من مونديال قطر 2022، فتلعب البرازيل مع كرواتيا ثم الارجنتين مع هولندا، وفي اليوم التالي تلتقي المغرب مع البرتغال ويُختتم هذا الدور بقاء فرنسا مع انكلترا.
لقاءات نارية وهامة، ستُفرز اربعة متأهلين للمربع الذهبي لمونديال قطر.
لقاء البرازيل وكرواتيا سيكون منتظراً على اكثر من صعيد، فالمواجهة بينهما تُعد الثالثة مونديالياً، في المواجهتين السابقتين انتصرت البرازيل، الاولى عام 2006 في دور المجموعات 1-0، والثانية في افتتاح مونديال 2014 بنتيجة 3-1. في كلتا المبارتين عانت البرازيل لتنتصر واعتمدت على الفرديات لتحسم المواجهة. في هذه النسخة المونديالية بات منتخب البرازيل يعتمد على مجموعة من اللاعبين، صحيح ان نيمار يبقى ابرزهم لكن الاصح ان هناك عناصر اخرى بارزة قادرة ان تلعب الدور القيادي لمنتخب السامبا، نتحدث مثلاً عن تياغو سيلفا في خط الدفاع، وكاسيميرو في خط الوسط. الاحصاءات لا تكذّب فعندما يكون اللاعبان بخير فان البرازيل تكون بخير، اما كرواتيا فتعتمد بشكل اساسي على خبرة خط وسطها بقيادة لوكا مودريتش ويساعده كل من كوفازيتش وبروزوفيتش. دون نسيان بقية العناصر وابرزهم المدافع كفارديول ولاعب الخبرة لوفرين والجناح المكافح بيريسيتش، سيكون على منتخب البرازيل الحذر، فأي خطوة ناقصة تعني العودة الى الريو، سيحرص تيتي على تأمين الخط الدفاعي قبل التفكير في تسجيل الاهداف، بينما ستعتمد كرواتيا على اللعب المتوازن كما صرح مدربها بذلك في معرض حديثه عن مباراة البرازيل. الضغوط ستكون باتجاه البرازيل الباحثة عن لقبها السادس.
وتلتقي هولندا مع الارجنتين، في لقاء الذكريات. كثيرة هي المباريات التي جمعت المنتخبين رسمياً وودياً. لكن يبقى ابرزها نهائي نسخة عام 1978 والذي حسمته الارجنتين 3-1 بعد التمديد، وردت هولندا بعد عشرين عاماً لتُخرج التانغو من ربع نهائي نسخة 1998 بعد فوزها 2-1، لتعود الارجنتين وتثأر مجدداً في مونديال 2014 عندما اخرجت هولندا من نصف نهائي تلك النسخة بركلات الترجيح.
ستتجه الانظار الى ليونيل ميسي حامل امنيات الشعب الارجنتيني. سيكون الاعتماد عليه كبيراً، لكن ايضاً بامكان التانغو الاعتماد على صلابة خط دفاعه بقيادة المخضرم اوتاميندي، وخط وسط متجانس يقوده دي بول، دون نسيان اهم الاوراق الرابحة المتمثلة بانخيل ديماريا وبابلو ديبالا. اما هولندا فتملك اسلحة فتاكة، دفاعياً المنتخب بحالة جيدة بقيادة وزير دفاع ليفربول فيرجيل فان دايك، في الوسط يبرز فرانكي دي يونغ اما هجومياً فتألق جاكبو في هذا المونديال خاطفاً الانظار من الجناح ممفيس ديباي. لقاء سينتظره عشاق الكرة، فهل يكمل ميسي المسيرة؟ ام يكون لرفقاء فرانكي دي يونغ كلام اخر؟.
ويتطلع العرب بشغف الى هذا الدور، فللمرة الاولى في تاريخ كوؤس العالم، سيتمثلون بمنتخب عربي وهو المنتخب المغربي الذي سيقابل نظيره البرتغالي. عند الحديث عن المواجهة لا بد من العودة 36 عاماً الى الوراء يوم صدم المنتخب المغربي الجميع وهزم البرتغال في مونديال المكسيك (1986) بثلاثية لهدف، في تلك المباراة ابدعت المغرب وقدمت كرة قدم حقيقية، بهذه الروح سيدخل المغاربة اللقاء وعينهم على المربع الذهبي وانهاء حلم رونالدو. الامر ليس سهلاً رغم وجود عدد من النجوم، ابرزهم اشرف حكيمي وحكيم زياش ونصير مزراوي والمرابط، دون نسيان تألق خط دفاع المغرب وحارسهم الفذ ياسين بونو، يكفي ان نقول ان المغرب صاحب اقوى خط دفاع بين المنتخبات المتأهلة. اما البرتغال فتحلم بلقب ما زال غائباً عنها، كانت قريبة عام 2006 لكن رفقاء زيدان احبطوا العزيمة البرتغالية. مذاك لم تستطع البرتغال تخطي الدور الثاني في اي مونديال، خسرت امام اسبانيا عام 2010، خرجت من دور المجموعان عام 2014، وخرجت مجدداً من ثمن النهائي في نسخة روسيا 2018 امام الاوروغواي. هي الفرصة الاخيرة لكريستيانو رونالدو لدخول التاريخ من اوسع ابوابه رغم انه لا يمر بأفضل سنواته محلياً ودولياً، لا يجب نسيان باقي نجوم البرتغال، ابرزهم المتألق بيرناردو سيلفا والجناح جواو فيليكس والموهوب رفاييل لياو، اما المغرب فستدخل المباراة دون ضغوط عليها، فهي انجزت المهمة وستلعب لصنع التاريخ مجدداً.
ختام هذا الدور سيكون ملتهباً. فاقوى المباريات ستجري بين فرنسا وانكلترا، مباراة يمكن ان نطلق عليها مباراة النجوم والاموال، مباراة المليار يورو وما فوق، فاسعار لاعبي المنتخبين تفوق بكل تأكيد رقم المليار يورو، يكفي ان نذكر كيليان مبابي وعثمان ديمبلي من جهة وجود بيلينغهام وهاري كين من جهة اخرى. دون نسيان تشواميني وغريزمان من الناحية الفرنسية، وفيل فودين وساكا وغريليتش وماونت من الناحية الانكليزية. نجوم ننتظر ان تُمتعنا بلقاء مميز، كثيرون يقولون ان الفائز سيكون طرفاً في النهائي بل وربما بطلاً للنسخة، هذا وارد. تاريخياً تميل الدفة بوضوح لصالح انكلترا فقد تقابل الفريقان مونديالياً مرتين، الاولى في نسخة عام 1966 في دور المجموعات وفازت انكلترا 2-0، اما الثانية ففي نسخة عام 1982 وفازت انكلترا 3-1. وبشكل عام فازت انكلترا 17 مرة وفرنسا 9 مرات وحسم التعادل موقعتهما 5 مرات.
هو دور الربع النهائي المجنون، بل الملتهب، كل الفرق بامكانها العبور، وكل الفرق تتطلع الى دور الاربعة. وعندما تبدأ المباريات سننسى جميعاً كل المباريات السابقة، فالتاريخ يتكرر احياناً لكن ليس بشكل دائم، وهناك دوماً في عالم كرة القدم ما يمكن تسميته ب”المرة الاولى”.