فاز قاسم جومارت توكاييف في الإنتخابات الرئاسية الاستثنائية في كازاخستان بهامش كبير، حيث حصل على أكثر من 80% من الأصوات بحضور العديد من المنافسين، وتم التدوين في ورقة الاقتراع عبارة “ضد الجميع”.
وتم انتخاب الرئيس الجديد لكازاخستان بموجب الدستور الجديد لفترة واحدة ولمدة سبع سنوات، غير قابلة للتمديد، حسب التعديل الدستوري الذي أقره الرئيس المنتخب حديثا بنفسه.
هذه المرحلة مخصصة لتنفيذ الوعود الانتخابية والبرامج والإصلاحات اللاحقة. والرئيس توكاييف، خلال ولايته السابقة، أثبت بعد نظره في الرؤية السياسية وقيادة البلاد والقدرة على اتخاذ قرارات مصيرية مهمة.
ويشهد عدد الأصوات التي حاز عليها توكاييف على ارتفاع مستوى الثقة من قبل الناس، ومع وصول توكاييف إلى السلطة، بدأت التغييرات الديمقراطية الواسعة في البلاد، فتم معالجة العديد من القضايا الإشكالية في مختلف المجالات، وبدأت كازاخستان في جذب المزيد من الاهتمام الدولي والظهور على المسرح العالمي كدولة فاعلة في آسيا الوسطى مع إمكانات كبيرة.
وخلال حفل التنصيب، أكد قاسم جومارت توكاييف أن “البلاد في بداية طريق شائك لبناء كازاخستان العادلة، حيث يسود القانون والنظام، لاظهار الاحترام الواجب لحقوق المواطنين. ولا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به لتحويل المجتمع وتحويل كازاخستان إلى دولة متقدمة ذات مؤسسات ديمقراطية حقًا، وهذا التحديث سيؤثر على جميع مجالات الحياة، من التعليم إلى التصنيع”.
ومباشرة بعد مراسم التنصيب، وقع الرئيس المنتخب عدة مراسيم مهمة في آن واحد:
أولاً- إيلاء الاهتمام لتنمية المناطق الريفية، حيث يعيش حوالي 40% من مواطني الجمهورية، وتطوير المفهوم المقابل من قبل حكومة البلد في غضون خمس سنوات.
ثانيًا- إجراء انتخابات مجلس الشيوخ الكازاخي في 14 كانون الثاني 2023، كما ستجرى انتخابات مجلس برلمان جمهورية كازاخستان في حزيران المقبل، والتي ستواصل التنفيذ العملي للإصلاح الدستوري الجاري في البلاد. وبالتالي، سيتم تحديث جزء من نواب مجلس الشيوخ على أساس مبادئ المنافسة والانفتاح.
ثالثا- استغلال جميع المبالغ المنهوبة من الشعب لصالح المواطنين واستثمارها في فتح صناعات عالية التقنية، بناء مدارس ومستشفيات وتنفيذ مشاريع اجتماعية.
وتطرق زعيم كازاخستان في خطابه إلى السياسة الخارجية لكازاخستان كموضوع منفصل وشامل إلى حد ما، حيث قال: “فلسوء الحظ لقد وصل الى مسامع مجتمع الخبراء العالمي عن حالات مماثلة متكررة جدًا تتعلق برجال أعمال وسياسيين كازاخستانيين فاسدين. على سبيل المثال، مختار أبليازوف سيئ السمعة الذي يستخدم الأموال المسروقة من شعب كازاخستان لتقويض النظام السياسي في بلده الأصلي، وزرع المكائد في أوروبا”.
وأكد ان “تركيز الاهتمام ذي الأولوية سيكون على قضايا التعاون متبادل المنفعة والشراكة الاستراتيجية مع الدول المجاورة مثل الصين وروسيا والدول الشقيقة في آسيا الوسطى، والاندماج مع الشركاء ذات الصلة. وسنبذل قصارى جهدنا لتطوير التعاون المتعدد الأوجه مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول آسيا والشرق الأوسط والقوقاز، وكذلك مع جميع البلدان المهتمة”.
وأكد توكاييف إن “كازاخستان ستظل ملتزمة بالقانون الدولي الحديث وميثاق الأمم المتحدة، وستبقى كازاخستان وفية لمسارها السياسي ولن تختار طرفًا في هذه القضية الدولية أو تلك، إذا لم تؤثر الظروف على السلامة الإقليمية وغيرها على سلامة كازاخستان نفسها، ولم يعتدي أحد على سيادة البلد، فإن موقفنا سيظل ثابتًا “السلام والتوازن والتسوية”.