كشفت أوساطٌ واسعة الاطلاع في بيروت لـ “الراي الكويتية “، أن “لقاء (المكاشفة) الذي عُقد بين العماد عون ومسؤول وحدة الارتباط في “حزب الله” وفيق صفا، انطوى على توضيحات متبادلة وأزال الكثير من الالتباسات، الأمر الذي يصبّ في الرصيد الرئاسي لقائد الجيش”.
وعلمت “الراي”، ان وفيق صفا بدّد انطباعاتٍ شاعتْ عن أن مواقفَ أخيرة للأمين العام لـ “”حزب الله” السيد حسن نصر الله قصدتْ النيل من قائد الجيش، في حين أن الحزب يقدّر دورَه في حماية السلم الأهلي وأمْن اللبنانيين.
وفُهم من مصادر على بيّنة من مقاربة “حزب الله” للعلاقة مع الجيش أن صفا سمع كلاماً مُطَمْئناً عن دراية العماد عون بالتوازنات في الداخل ومع الخارج، لا سيما في شأن الموقف من الحزب والعلاقة مع الولايات المتحدة.
وقالت المصادر لـ”الراي”، إن “حزب الله” لا يمانع انتخابَ عون رئيساً للجمهورية في حال حظي بدعم خارجي يحتاجه لبنان وبتأييدٍ داخلي من شأنه كسْر الاستعصاء الحالي، الناجم بطبيعة الحال عن التوازن السلبي القائم في مجلس النواب.
وأشارتْ في كلامٍ أكثر وضوحاً، إلى أن “حزب الله” ينظر بعينٍ إيجابية إلى أي دعمٍ أميركي – فرنسي لقائد الجيش كمرشحٍ للرئاسة ويأمل برفْده بتأييدٍ إقليمي (خليجي) لأن من شأن ذلك توسيع قاعدة التوافق حوله في الداخل.
ولم تتردد المصادر في القول إن قَفْل رئيس “التيار الحر” جبران باسيل البابَ بوجه المرشح الفعلي لـ “حزب الله” زعيم “المردة” سليمان فرنجية، دَفَعَ بالحزب إلى فتْح بابٍ آخَر أمام إمكان التوافق على قائد الجيش رئيساً.
وكشفتْ المصادر، التي تحدّثت عن غضبٍ أصاب باسيل بسبب لقاء عون – صفا، عن أن إمكانَ دعْم “حزب الله” لترشيح قائد الجيش لا يقع في إطار المناورة ما دام باسيل يعارض وصول رئيس “المردة”.
وذكّرت بأن “حزب الله” سبق أن صارح رئيس “التيار الحر” بأن فرنجية هو الوحيد الذي يمكن للحزب أن يؤدي معه دور الضامن لأي تَفاهُم بين الرجلين حول التعاون المستقبلي، وتالياً فإن الكرة في ملعب باسيل.
وأعربت دوائر سياسية عن اعتقادها بأن “حزب الله” لن يفاجأ بمعارضة قوية من باسيل لوصول قائد الجيش إلى الرئاسة لأن “التيار” الذي بنى حيثيته على وهْج المؤسسة العسكرية، سيكون أمام شريك مُضارِب ينافسه في عقر داره.