/ حازم يتيم /
انتهى الدور الاول من مونديال قطر 2022 مع ما حمله من نتائج غير متوقعة، بل وصادمة في كثير من المباريات بل وحتى في اكثر من مجموعة. ومع انتهاء هذا الدور يمكن تسجيل الكثير من الملاحظات، حيث اختفى المنطق وسقطت امبراطوريات، برز الصغار اما الكبار فباتوا بين ليلة وضحاها من ضحايا الكرة، لم يعد هناك من كبير في عالم الكرة، فقط اربع منتخبات تجنبت الهزيمة هي انكلترا وهولندا، المغرب وكرواتيا. هل تصدقون؟ فقط اربعة اما الباقي فتجرعت الهزيمة ولو لمرة واحدة.
اختفى المنطق من عالم الكرة وذهبت كل الحسابات ادراج الرياح، لم يحصل اي امر متوقع، بل حصل العكس تماماً.
سقطت دول في فخ الخروج المبكر، ودول اخرى جاءت الى قطر وتكلمت بكل اللغات الا لغة الكرة، دول برزت وابدعت واخرى كافحت وكسبت احترام العالم.
ابرز ملاحظة يمكن تسجيلها هي تألق قارتي اسيا وافريقيا التي حظيت بخمس منتخبات في الدور الثاني، ولو حالف الحظ والقدر كل من تونس والسعودية لكان العدد قد ارتفع بكل تأكيد.
ثاني الملاحظات واهمها هي تكبد دول عريقة لهزائم تاريخية، بداية من الارجنتين وسقوطها المدوي امام السعودية، وصولاً الى اليابان التي ضربت المانيا اولاً، ثم قهرت اسبانيا ثانياً، دون نسيان تونس وفوزها التاريخي على بطل العالم، وختاماً وليس اي ختام هو تألق المغرب وابداعه بتصدره لمجموعته وامام من؟ امام وصيف النسخة السابقة وثالث المونديال السابق.
ثالث الملاحظات التي يمكن تسجيلها تتمثل بالغياب التام لاي نجم من نجوم الصف الاول، ربما يكون مبابي استثناء حيث تألق في اللقاء الاول ثم الثاني وبقي احتياطياً في الثالث. اما نيمار فهزمته الاصابة قبل ان يبادر بالتألق، اما ليونيل ميسي فانقذ منتخبه امام المكسيك لكنه كاد ان يضيع مجهوده باهداره لركلة جزاء امام بولندا ادخلته تاريخ المونديالات من اوسع ابوابه ولكن من الناحية السلبية. عندما اصبح اول لاعب يهدر ركلتي جزاء في نسختين مختلفتين ويصدهما الحارس. اما كريستيانو رونالدو فاكتفى بهدف وحيد واستعراض بالمطالبة بهدف اخر له لم يسجله امام صربيا. اما بقية النجوم فمنهم من ظهر باهتاً ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: كيفن دي برويني- سيرج غنابري-رافينيا-دي ماريا- لاوتارو مارتينيز-هاري كين وغيرهم.
رابع الملاحظات وابرزها تمثل بسقوط امبراطوريات في عالم الكرة، وابرزها المنتخب الالماني الذي ضربه زلزال الخروج من الدور الاول للمرة الثانية توالياً، ليس هذا فحسب بل انه ادخل نفسه في معمعة وصراع مع مضيف البطولة عندما اصر على مبدأ الدفاع عن حقوق المثليين، وهو ما تعارضه قطر ودول اخرى. فخرج المنتخب الالماني ذهنياً من المنافسة قبل ان يخرج فعلياً بعد تحقيقه لاربع نقاط، لم تكن كافية. الى جانب المانشافت خيب منتخب بلجيكا الامال فخرج بخفي حنين بعد ان كان ثالث النسخة السابقة. جاءت بلجيكا الى قطر كالشبح، حيث غاب لاعبوها وحضرت اشباحهم. والى جانب المانيا وبلجيكا هناك منتخبات صدمت العالم بمستواها السيئ لعل ابرزها المكسيك والدنمارك والاوروغواي وصربيا.
الدور الاول عرف ايضاً بروز وتألق منتخبات عديدة ابرزها منتخب اليابان الذي هزم بطلين سابقين للعالم هما المانيا واسبانيا، الى جانب اليابان برزت السنغال وكوريا الجنوبية، فيما استغلت استراليا سوء الدنمارك لتصعد الى الدور القادم.
العرب قدموا افضل مونديال لهم من حيث النتائج، صحيح ان المغرب هي من تأهلت فقط، لكن السعودية وتونس كانا قاب قوسين او ادنى من بلوغ دور ال 16. السعودية تحديداً كانت على بُعد هدف واحد اما تونس فكلفتها خسارتها امام استراليا ودخلت التاريخ باسقاطها بطل العالم فرنسا.
مع نهاية دور المجموعات لمونديال قطر، تأهلت ثماني منتخبات اوروبية، واثنين من قارة اميركا الجنوبية، واحد من الكونكاكاف فيما كانت حصة اسيا ثلاث منتخبات، بينما وصلت حصة افريقيا الى منتخبين.
مع ختام الدور الاول تأكدت عدة معطيات يمكن تلخيصها كالتالي:
المعطى الاول: لا نهائي ارجنتيني برازيلي، ببساطة ان اكمل الطرفان طريقهما سيلتقيان في دور النصف نهائي.
المعطى الثاني: حلم نهائي ميسي ورونالدو ما زال قائماً، ببساطة شديدة ان تخطت الارجنتين والبرتغال كل العقبات فلن يلتقيا الا في النهائي.
المعطى الثالث: قد نرى بطلاً مكرراً بعد وصول خمس منتخبات متوجة سابقاً للدور الثاني وهي: فرنسا- اسبانيا- انكلترا- الارجنتين- البرازيل.
ختاماً سيستمر التشويق مع توالي مباريات خروج المغلوب، وحتى 18 كانون الاول موعد المباراة النهائية فان كل السيناريوهات قابلة للتحقق في مونديال المفاجأت والصدمات.. بل مونديال سقوط المنطق.