/ مرسال الترس /
على خلفية نتائج الانتخابات الأخيرة في أيار الماضي، عاب حلفاء تيار “المردة” عليه انكفاءه المطلق عن باقي الأقضية اللبنانية، وتركيزه فقط على بعض أقضية الشمال في ترشيحاته، وتحديداً الدائرة الثانية في محافظة الشمال، أو ما اصطلح على تسميتها بـ”دائرة الشمال المسيحي”.
عندما صدرت نتائج تلك الانتخابات، وتبيّن أن طوني فرنجية هو الرابح الوحيد في قضاء زغرتا، استغل خصوم “المردة” هذه الثغرة واستثمروا في وسائلهم الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي للتصويب عليها، واعتبارها تشكّل مقتلاً لتيار “المردة” الذي كان يستأثر بالمقاعد الثلاثة، في دورات عدة في القانون الأكثري، وبمقعدين في القانون النسبي.
فهل سيعمد طوني فرنجية، إلى اعتماد استراتيجية جديدة تتيح لـ”التيار”، أن يستعيد الوهج السياسي لـ “المردة”، ليس فقط في الأقضية التي كان له تمثيل نيابي فيها، أي الكورة والبترون وعكار، وإنما أيضاً في أقضية خارج الشمال، وامتداداً على مساحة الوطن، إذا توفرت الظروف؟
البعض يعتقد أن افتتاح فرنجية لـ”أكاديمية المردة للقيادة والادارة”، هي بداية ورشة تنظيمية ستشهد تحوّلاً في الحضور الحزبي على مستوى الشمال ومختلف مناطق لبنان.
وكما والده رئيس “المردة” سليمان فرنجية، فإن طوني فرنجية اعترف صراحة بخلل في إدارة العملية الانتخابية. لكنه أكد أن التراجع الطفيف الذي سُجل في أرقامه في قضاء زغرتا لا يقارن بالحملات الإعلامية التي شنّت باتجاه العائلة و”المردة”، وبحجم الأموال التي استُهلكت بهدف الالغاء. وأشار إلى أنه سيتم التركيز على “تطوير الأفراد والسعي إلى خلق مجتمع يتمتع بوعي سياسي، وقدرة فعلية على التمييز بين الخطأ والصواب، وأن لا ننجرّ إلى المساهمة في تفكّك المجتمع من أجل تعزيز تيارنا”.
وينقل قريبون من النائب الشاب قوله: “ان خوض العمل الحزبي على مساحة الوطن ليس بالأمر اليسير والمتاح بسهولة في بلد مثل لبنان من دون الاتكال على هذا المال الخارجي أو ذاك، وبالتالي يصبح ذاك المولود اللبناني أسيراً في كل مواقفه وتوجهاته لذلك المال. وعليه، فإن أي توسع لنا سيكون من منطلق لبناني بحت، ويستند إلى مبادئ لبنانية صرفة لا تشوبها شائبة، على مبدأ المثل القائل: ماذا ينفع الإنسان إذا ملك العالم كله وخسر نفسه. ولذلك لن ننجر إلى خسارة أنفسنا، كما نشاهد ما يحصل لآخرين على الساحة اللبنانية. وبالتالي فإن أية خطوة، مهما كبرت أو صغرت، ستكون محسوبة بدقة حتى لا تأتي النتائج عكسية”.
وفي اتصال مباشر مع موقع “الجريدة” أكد النائب فرنجية أن “توسيع بيكار الانتشار سابق لأوانه، وقد يحين ذلك في وقت لاحق. أما اليوم فلدينا مكتبان، أحدهما في منطقة بعبدا والآخر في زحلة، وهما يقومان بدورهما على أكمل وجه”.
بموازاة هذه الحركة، لوحظ أن النائب فرنجية قد أولى موضوع الاغتراب أهمية “أكثر من خاصة”، حيث حرص على عقد لقاءات مع مغتربين كُثُر من الذين وفدوا الى لبنان خلال الصيف الفائت، كما كلّف شريكته في اللائحة الانتخابية كارول دحدح متابعة هذا الملف بكل حيثياته، إضافة الى رفع منسوب اتصالاته مع العديد من الجمعيات الأهلية التي لها دور محوري في التواصل مع فئات مختلفة من الرأي العام.
واللافت أيضاً أنه اعطى فرصاً ملموسة لوجوه جديدة في الإعلام ولا سيما منهم الخريجين الجدد. وتبقى الترجمة على الأرض هي المعيار الذي يُنتظر أن يظهر في المحطات الانتخابية اللاحقة.