بو حبيب: لبنان يعيش وسط عواصف جمة!

إعتبر وزير الخارجية عبد الله بو حبيب أنّ “انعقاد المنتدى في المملكة المغربية هو تأكيد على ما تكتنزه من أدوار تاريخية ترتبط بالحضارات والانفتاح”، مشدداً على أنّه “يشكل تأكيداً على ما يزخر به العالم من تعدد للحضارات والثقافات التي تغنيه وتجعل منه عالماً، إذا ما أحسنا استثماره تمتّع بالسلام والطمأنينة وقبول الآخر المختلف، او إذا أسأنا التعامل معه أصبح عالماً متخاصماً ومتناحراً”.

وأشار إلى “سمة التعددية في لبنان، التي تشكّل نموذجاً يحتذى به للتعايش نظراً لاختلاط الديانات والحضارات التي يعيشها، وتعدد المذاهب فيه وانسحاب ذلك على الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية، حيث يعيش اللبنانيون في تعدديتهم باختلاط مجتمعي وتفاعل ثقافي رغم الصعوبات السياسية التي يواجهونها من وقت لآخر، مع إدراكهم لاستحالة الاستمرار دون حوار وتفاهم كأساس لقيام الوطن وإستقرار المجتمع على حد سواء”.

وأكد بو حبيب أنّ “لبنان يُشكل رسالة حضارية كونية لتفاعل الحضارتين الإسلامية والمسيحية فهو النموذج – الرسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني”.

وقال: “لبنان يعيش حالياً في وسط عواصف جمّة من عدم استقرار سياسي وصولاً الى انهيار اقتصادي ومالي غير مسبوق، ما يشكّل خطراً على كيان الدولة وتركيبة المجتمع، خصوصاً في ظل العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية وإنجاز الإصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة لبنانياً ودولياً، ومن الممكن أن تكون احدى أسباب الأزمة إساءة استثمار لبنان للتنوع الذي يتمتع به”.

وأضاف “ما يفاقم الأزمة في لبنان، ويهدد النموذج اللبناني هو دخول مكوّن اجتماعي جديد اليه، جراء النزوح السوري الكثيف منذ بداية الأزمة السورية في العام 2011، في ظل غياب خارطة طريق جدّية لعودتهم، ما يُثير الشكّ في نية بعض المجتمع الدولي بالحفاظ على النموذج اللبناني، فلا يمكن انتظار حلول سياسية لم تظهر مؤشراتها لتاريخه، خصوصاً مع انشغال العالم بأزمات وصراعات جديدة شتّتت انتباهه وموارده عن مشاكل الشرق الأوسط عموماً والأزمة السورية خصوصاً”.

وأكد بو حبيب أنّ “لبنان الرسالة، هو ملتقى الحضارات والأديان والمذاهب، والعيش المشترك، وهو بلد الأرز والتسامح والجمال، والمطلوب من المجتمع الدولي، وخصوصاً من الدول المانحة، الا تزيد من مشاكله الداخلية الطارئة بل أن تساعده للتغلب عليها”.