باسيل يُربك “الضاحية”: الأمر لي!

/ هيلدا المعدراني /

مع انطلاق “الشهر الكروي” وحدث المونديال العالمي، دبّت الحماسة في أرجاء بيوت اللبنانيين، وأصابهم بعض من الحنين إلى ماضيهم غير البعيد حيث لم تكن مآسي الازمة قد حلّت عليهم، حتى وقوعهم في ظل “شغور” مدمر، كما يصادف اليوم الذكرى 79 لاستقلال لبنان بلا احتفالات مع خلو كرسي الرئاسة الأولى وغياب الحكومة الأصيلة.

في مقاربة الاستحقاق الرئاسي يصعب التكهّن ـ حتى اليوم ـ بما ستكون عليه خواتيم الانتظارات والمماحكات السياسية الداخلية، أمّا الخارج فهو يعلم أن غالبية القرارات في لبنان يستحيل أن تمر من دون موافقة “حزب الله”، بل هو العنصر الأكثر تأثيراً فيها.

لكن “حزب الله” يعيش فترة إرباك وتخبّط بسبب سلوك رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ومواقفه التي تحشر الحزب وتحرجه. فالعلاقة التي تحكم الطرفين، تتداخل فيها اعتبارات كثيرة، أوّلها علاقة الحزب بإرث ميشال عون الذي يمثّله باسيل، وأغلب الظن أنه لن يتركه لمصيره على الرغم من أن باسيل لم يتوانَ في فتح النار، وفي شن هجوم على جميع الجبهات معلناً حربه ضدّ أي مرشح رئاسي. لذا، يعمد “حزب الله” إلى استيعاب “الحالة الباسيلية” كي لا تكون سابقة في تخلّيه عن حلفائه الذين ساندوه في خياراته الاستراتيجية، ومواصلة تغطيته، كما الحفاظ على تمثيله المسيحي، لما يشكّله داخل هذه المعادلة من ثقل مهمّ له.

وبعد خروج عمّه، الرئيس السابق ميشال عون، من قصر بعبدا، يحاول باسيل إكمال مشروعه السياسي من دون هوادة ولا مسايرة لأحد، ولن يرضخ لطلب أقرب حلفائه بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لموقع الرئاسة الأولى، ويرفع سقف التحدي حتى الرفض، ليكسب نقاطاً تخوله أن يكون رقماً صعباً عند التسويات وفي مسائل الحل والربط.

لدى باسيل مشكلة جدية هو أنه “عارٍ سياسياً”، إذ ليس لديه أي تأييد نيابي خارج كتلته وكتلة الحزب، وهو مرشح غير متّفق عليه شيعياً نظراً لكونه يُخاصم حركة “أمل” وتخاصمه، والميل لدى جمهور “الثنائي” إلى سليمان فرنجية أكثر، حيث الود الشعبي له واسع.

على الأرجح، لن يتمكن الحزب من السير برئيس “المردة” سليمان فرنجية بسهولة بعد اصطدامه بباسيل، وهو حينما يقلّب حساباته يجد أن الأخير يبدو كظاهرة سياسية ملفتة وجريئة، ولكنها خطيرة وتتحوّل الى حالة مقلقة ومعرقلة.