أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، إلى أن “لبنان الملتزم بالقرارات الدولية في مواجهة العدوان الإسرائيلي منذ نشوء الكيان الغاصب في فلسطين، لا يزال مستهدفاً من هذا العدو الذي ينتهك سيادته ويخرق باستمرار اجواءه وحدوده البرية ويقرصن ثرواته المائية، فضلا عن استمرار احتلاله لأراضي لبنان في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وغيرها”.
ولفت الخطيب متوجهاً لغوتيريس، إلى أن “الغطرسة الصهيونية تتجلى اليوم بسرقة الثروات المائية والنفطية واستمرار الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية وعدم تطبيق مندرجات القرار 1701، فيما لا يزال لبنان يعاني تداعيات عدم تطبيق الكيان الصهيوني للقرار الدولي 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم في فلسطين”.
وأفاد الخطيب، بأننا “نتطلع الى مساهمتكم الكريمة في تحقيق العدالة الدولية لشعوبنا ومساعدة بلدنا للخروج من ازمته الاقتصادية التي تحمّل فيها لبنان تبعات الحرب على سوريا باستضافة النازحين السوريين فضلا عن اللاجئين الفلسطينيين”، مطالبا “المجتمع الدولي بتوفير الدعم والمساعدة للدولة اللبنانية من دون سواها، تجنباً لتعميق الشرخ بين القوى السياسية واستغلال المساعدات لأهداف انتخابية”.
وراى الخطيب أن “لبنان ليس دولةً فاشلة وانما الفاشل هو النظام الذي يتحكم بحياة اللبنانيين السياسية والاقتصادية ومصيرهم”، لافتا إلى أن “اولى الخطوات الإصلاحية تبدأ بإلغاء الطائفية السياسية وإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وصولا الى دولة المواطنة التي يحكمها القانون والمؤسسات ويتساوى فيها أبناؤها في الحقوق والواجبات من دون غبن لأي مكون طائفي او سياسي”.
ودعا الخطيب “القوى السياسية اللبنانية الى الحوار كضرورة وطنية لحل الازمات والمشاكل، واجراء الانتخابات النيابية وعدم تسييس القضاء في قضيتي المرفأ والطيونة، وانطلاق ورش الإصلاح في مختلف المجالات والقطاعات”.
وأضاف الخطيب “في الوقت الذي نشدد فيه على ضرورة القيام بالاستحقاقات الدستورية ومنها الانتخابات النيابية في مواعيدها المقررة دستورياً نرى ان الحل في القيام بالإصلاحات السياسية وفق ما نص عليه اتفاق الطائف من الغاء الطائفية السياسية وتأليف مجلس شيوخ يحفظ للطوائف اللبنانية حقوقها وإقرار قانون انتخابي خالٍ من القيد الطائفي”، مشيرا إلى أن “إجراء الانتخابات النيابية من دون القيام بهذه الاصلاحات لن يحل المشكلة، بل سيعقدها لما يستدعيه من اصطفاف طائفي، واستخدام القضاء كورقة انتخابية كما يحدث الآن يفاقم التشنجات الطائفية ويمكن ان تؤدي الى حرب اهلية لا سمح الله”.
وأمل الخطيب، من غوتيريس “بذل الجهد لدى المجتمع الدولي للدفع نحو القيام بهذه الاصلاحات التي ستشكل دعماً حقيقياً لمساعدة لبنان للخروج من ازماته المتكررة بدل توجيه بعض الدول المساعدات التي تقدمها لبعض الجمعيات التي ليست سوى وجه آخر لقوى سياسية طائفية تختبأ خلفها، مما يشكل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للتأثير في النتيجة الانتخابية لصالح افرقاء يرتبطون بها ويحققون مصالحها، وتستخدم لحساب العدو الاسرائيلي ومشاريع اقليمية ودولية على حساب المصلحة والسيادة اللبنانية”.
وأكد أن “الدعوة الى اجتماع الحكومة من دون الاعتراف بأن المشكلة هي في تسييس القضاء دعوة الى وضع الحصان امام العربة وهي في النتيجة استمرار لتعطيل البلد وشل القدرة على انتاج الحلول للمشاكل التي يعاني منها المواطنون للوصول الى فرض حلول سياسية لصالح بعض القوى الدولية التي تدفع الى فرض حلول سياسية لصالح بعض القوى المرتبطة بأجندات لقوى دولية تصب في مصلحة العدو الاسرائيلي”.